أخر الأخبار
ماذا قال والد نتنياهو لِـ «معاريف الإسرائيلية»
ماذا قال والد نتنياهو لِـ «معاريف الإسرائيلية»

بن زيون Ben Zion والد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أكد في مقابلة مع الكاتب الإسرائيلي أندرو سلفان Andrew Sullivan نشرتها جريدة معاريف الإسرائيلية عام 2009، أن العرب واليهود أشبه بماعزين أو «كبشين» يواجه كل منهما الآخر على قنطرة ضيقة. هذه المواجهة لا بُد أن تسفر على أن أحدها سيقفز أو يقع في النهر».
ويمضي والد نتنياهو الذي توفي قريباً إلى القول: «أي حرب معنا ستجعلنا نمنع وصل الطعام إلى المدن العربية (الفلسطينية) منعهم من التعليم، قطع الكهرباء عنهم، وأكثر من كل هذا، عندها لن يكونوا قادرين على البقاء وسيضطرون إلى الهرب والنزوح». (The Jews and the Arabs are like two goats facing each other on a narrow bridge. One must jump in the river) نقلاً عن مجلة وشنطن ريبورت ص 9، عدد تموز 2012.
ما قاله والد نتنياهو سبق أن قاله العديدون من مؤسسي إسرائيل كبن غوريون وشامير وشارون ونتنياهو وليبرمان، قالوه في مناسبات مختلفة، واتبعوا نفس خطة «بن زيون» التضييق على الفلسطينيين في معيشتهم، حشر الكثيرين منهم في كنتونات، حجب المياه –التي هي مياههم أصلاً- عنهم ليعانوا الجوع والعطش، ومن ثم يفضلون الهجرة إلى الخارج!
ما قاله «بن زيون» يفضح «عنصرية» إسرائيلية لا تقيم وزناً للقيم الإسانية، عنصرية سبق أن دانتها ذات مرة الوزيرة الإسرائيلية السابقة «آلوني» ذات الميول اليسارية حين كتبت في إحدى الصحف الأمريكية منتقدة التمييز العنصري بين الفلسطينيين واليهود، حين أشارت إلى أنها كانت تقود سيارتها ذات مرة في شارع غير مسموح للفلسطينيين أن يرموا منه، يومها سألت أحد الشرطة الإسرائيلية: لماذا تردّون السيارات العربية من هذا الشارع؟ ولما لا تسمحون للفلسطينيين أن يمروا منه، فأجابها: إنها التعليمات الحكومية!
انتقدت الوزيرة الإسرائيلية السابقة «آلوني» مثل هذا التصرف واعتبرته تصرفاً غير حضاري بالمطلق، لأنه يقوم على التمييز العنصري.
ما تفعله اسرائيل اليوم في الأرض الفلسطينية المحتلة من تمييز عنصري مُدان أخلاقياً وقانونياً. يقول د. مادس جلبرت العالم الفيزيائي النرويجي المشهور والذي خدم في غزة عام 2009م في مهمة دولية، وكرر زبارته لها، يقول أمام جامعة كولومبيا الأمريكية «إن الحصار القاسي الذي تفرضه إسرائيل هو حصار غير مسبوق، إن الدمار الذي لحق بالبيئة التحتية لهذه المدينة الفلسطينية من قبل الإسرائيليين يعيدنا إلى القرون الوسطى! Taking us back to medieval times. واشنطن ريبورت ص 9.
ما تفعله إسرائيل مخالف لكل القوانين الدولية، ولكل المفاهيم الإنسانية. تقول الناشطة العالمية في مجال حقوق الإنسان لورا دوركي Laura Durkay: إن إسرائيل –كما تقول- أبلغت الطيران البريطاني وأي طيران آخر أنها ستفرض «غرامة» على كل طيران يُقلّ أي مسافر قادم إلى مطاراتها إذا كان يودّ زيارة «فلسطين» المحتلة عام 67!
هذه ألوان من الديمقراطية الإسرائيلية التي تتبجح بها أمام العالم، ومن السخرية أن نجد من الأمريكيين والأوروبيين من يصدق هذه «الأكذوبة» وهو يسمع ليل نهار الإعلام الأمريكي المتصهين مشيداً بها!
إسرائيل لا تسمح لأحد أن ينتقدها، حين انتقد سلوكها العدواني الشاعر والكاتب الألماني الحائز على جائزة نوبل Laureate Gunter-Grass اقامت إسرائيل الدنيا عليه، ومنعته من دخول أراضيها متهمة إياه بالنازية ومعاداة السامية! حدث هذا لأن هذا الكاتب الألماني أدلى بتصريح نشرته صحف ألمانية وأوروبية قال فيه تحت عنوان «ما يجب أن نقوله» «لماذا يضغط الغرب على إيران لوقف مشروع التخصيب النووي في حين يغمض عينيه عن ترسانة السلاح النووي الإسرائيلية»! «إن هذه التراسانة تشكل تهديداً خطيراً للسلام العالمي». وأضاف هذا الكاتب والشاعر قائلاً: إنه يعارض نتنياهو نفسه وليس شعب إسرائيل، يعارض المتطرفين منهم.
إن ما تفعله إسرائيل يلحق العار بالديمقراطية التي تتحدث عنها! تزعم أنها بلد «الحريات» في حين أنها بلد «الاعتقالات» التي يعاني منها الفلسطينيون، إسرائيل بهذه «العقلية» لن تنعم بالسلام، ستظل على شفير الهاوية!
اصحاب الحق المشروع لا يمكن استئصالهم من أرض أجدادهم! منطق القوة ولىّ زمانه!
ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديانان عام 1976 من أنه «ينتظر الزعماء العرب في القدس لتوقيع الاستسلام و «الصلح» هو نوع من الغرور. فها هي العقود تمر والشعب الفلسطيني لم يستسلم. ها هو يسطر بدمائه الزكية أروع ملحمة بطولية في التاريخ المعاصر.
ما قاله بن زيون «والد نتنياهو» لن يتحقق، التشبيه الذي ساقه يدل على شوفينية، وكراهية لكل ما هو إنساني، وكما علمنا التاريخ، دوام الحال من المحال، وما بعد الليل إلاّ النهار!