وكالات - الكاشف نيوز: اعتبر ويلي سانيول مساهمته في تأهل جورجيا للمرّة الأولى في تاريخها إلى نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم المقامة حالياً في ألمانيا، أحد أفضل الإنجازات في مسيرته الكروية الرائعة، لكن المدرّب الفرنسي ذهب إلى أبعد من ذلك بقيادة المنتخب المتواضع إلى ثمن النهائي وملاقاة إسبانيا الأحد.
وتحتل الدولة الواقعة في منطقة القوقاز والبالغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة، المركز 74 في التصنيف العالمي ولم تشارك في أي بطولة كبرى منذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.
واعترف سانيول بعد فوز جورجيا على البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو 2-0 الأربعاء في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة وبلوغها ثمن النهائي: "اعتقدت أننا وصلنا إلى الحد الأقصى من خلال التأهل في آذار (مارس) الماضي".
وأضاف إبن السابعة والأربعين: "التواجد هنا كان بالفعل تحدياً كبيراً. ربما كنا نحلم بالتأهل إلى ثمن النهائي من دون أن نعتقد أنّ ذلك ممكن أن يتحقق".
وصلت جورجيا إلى كأس أوروبا بطريقة متعرّجة إلى حد ما، حيث احتلت المركز الرابع في مجموعتها في التصفيات خلف إسبانيا واسكتلندا والنروج.
ومع ذلك، فإنّ أدائها المثير للإعجاب في مسابقة دوري الأمم الأوروبية منحها فرصة أخرى للمنافسة على بطاقتها في العرس القاري، حيث تغلّبت على لوكسمبورغ في نصف نهائي المسار الثالث ثم اليونان في النهائي بركلات الترجيح.
وصرّح سانيول لصحيفة ليكيب الفرنسية: "من ناحية المشاعر، التأهل إلى كأس أوروبا يعني بالنسبة إليّ القدر نفسه عندما فزت بدوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ (الألماني). أعتبره لقباً. إنه لقبي الأوّل كمدرّب".
وجاء نجاح جورجيا على أرض الملعب، حيث يقودها جناح نابولي الإيطالي خفيتشا كفاراتسخيليا، في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات سياسية.
اضطرابات سياسية
كانت هناك احتجاجات لأسابيع ضد مشروع قانون "النفوذ الأجنبي" المثير للجدل والذي يلزم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التي تتلقى أكثر من 20% من تمويلها من الخارج بالتسجيل كهيئات "تسعى إلى تحقيق مصالح قوّة أجنبية" والخضوع لرقابة إدارية صارمة.
ويشعر المتظاهرون بالقلق من أنّ مشروع القانون سيُستخدم لقمع منتقدي السلطة، مثلما هي الحال في روسيا مع قانون "العملاء الأجانب".
ودخل القانون حيّز التنفيذ في وقت سابق من شهر حزيران (يونيو) بعد أسابيع من الاحتجاجات التي قام بها معارضو حزب الحلم الجورجي الحاكم، في دولة مرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وكان رد فعل سانيول غاضباً هذا الأسبوع عندما قيل له إنّ المهاجم بودو زيفزيفادزه استُبعد من صفوف المنتخب في كأس أوروبا بسبب انتقاداته للقانون.
ونفى المدرّب الفرنسي بشدّة أن يكون اختياره للتشكيلة قد تأثر بالنزاعات السياسية بشأن تشريع "النفوذ الأجنبي" المثير للجدل.
وتوجه سانيول بطريقة عنيفة تجاه الصحافيين في غيلسنكيرشن الأربعاء: "إنه أمر مضحك لأنني أتذكر أنه قبل ستة أو سبعة أشهر تعرّضت للإهانة من قبل عدد كبير من الناس عندما كنت أضع (المهاجم جورج) ميكوتادزه على مقاعد البدلاء، وعندما كنت أسمح لبودو باللعب".
وتابع الفرنسي الذي يتقن بامتياز اللغة الإنكليزية: "والآن أتعرّض للإهانة، كل يوم، من قبل بعض الأغبياء - ويمكنني أن أقول ذلك، أقولها مرّة أخرى، أغبياء - لأنه لا يعود لأسباب مرتبطة بكرة القدم. ولا أستطيع قبول ذلك بعد الآن. أنا مدرّب كرة قدم، أنا لا شيء آخر، هذا كل ما في الأمر. من يلعب ومن لا يلعب فهذا قراري بالكامل".
وفي يوم الجمعة، كانت الأجواء أكثر استرخاءً حيث قام سانيول بجمع لاعبيه معاً تحت أشعة الشمس في ملعب التدريب الخاص بهم في فيلبيرت، حيث يطل على وادي الرور باتجاه مدينة إيسن.
ويُعتبر سانيول كأنه في بيته ألمانيا. لعب مع بايرن ميونيخ لنحو عشر سنوات وفاز معه بدوري أبطال أوروبا عام 2001. كما لعب مع المنتخب الفرنسي الذي خسر المباراة النهائية لكأس العالم 2006 أمام إيطاليا بركلات الترجيح في برلين.
الارتباط الألماني هو ما دفعه إلى أن يصبح مدرّباً لجورجيا. كان ليفان كوبياشفيلي، رئيس الاتحاد الجورجي لكرة القدم، يعرفه كمنافس عندما كان يلعب أيضاً في الدوري الألماني (مع فرايبورغ وشالكه)، كما فعل نائبه ألكسندر ياشفيلي (فرايبورغ وكارلسروه).
استلم سانيول الذي أشرف على تدريب بوردو بين 2014 و2016، الإدارة الفنية لجورجيا مطلع عام 2021.
وأكد للموقع الرسمي للاتحاد الدولي للعبة (فيفا): "كان هناك شعور فوري بالثقة معهم، وقبلت الوظيفة بسعادة غامرة وطموح كبير".
يملك سانيول الآن شقة في تبليسي حيث يعيش معظم أيام العام.
"ليس لدينا شيئاً نخسره"
مباشرة بعد توليه المسؤولية، لعبت جورجيا بقيادة سانيول مع إسبانيا على أرضها في تبليسي في تصفيات كأس العالم 2022. تقدّمت بهدف كفاراتسخيليا (44) ولكنّ إسبانيا قلبت الطاولة بتسجيلها هدفين.
أكرمتها إسبانيا برباعية نظيفة، ثم تغلبت عليها مرّتين في التصفيات المؤهلة للكأس القارية الحالية 7-1 في تبليسي في أيلول (سبتمبر) ثم 3-1.
وهذا يوضح حجم المهمة التي تنتظر جورجيا في كولونيا الأحد، حتى لو كانت تملك لاعبين مميّزين إلى جانب كفاراتسخيليا، مثل مهاجم متز الفرنسي جورج ميكوتادزه، هداف النهائيات حتى الآن بثلاثة أهداف، وحارس مرمى فالنسيا الإسباني جورجي مامارداشفيلي.
ولفت سانيول إلى أنه "عندما تكون المنتخب الصغير في المسابقة، فأنت تعلم أنه ليس لديك ما تخسره"، مضيفاً: "الشيء الوحيد الذي قلناه قبل المسابقة هو أنه مهما حدث، فإننا لا نريد أن نشعر بأي حسرة".
وواصل: "ليس لدينا أي ضغوط. المسؤولية الوحيدة التي كانت لدينا في بداية البطولة كانت أن نجعل الأمة الجورجية فخورة بلاعبينا. أعتقد أننا فعلنا ذلك بأفضل طريقة".