القاهرة - الكاشف نيوز: تُعتبر المشكلات المرتبطة بالحوض لدى مختلف الفئات من الحالات التي نادراً ما يجري الحديث عنها. فهي تدخل من جهة ضمن إطار المواضيع المحرّمة، إضافة إلى كونها من المشكلات التي تُهمل في كثير من الأحيان. هذا، فيما من الممكن ان تساهم معالجتها في حل العديد من المشكلات التي لا يبدو ان ثمة مبرراً لها أو أنه يتمّ ربطها بأسباب أخرى لا علاقة لها بها. وفق ما أشارت الدكتورة الاختصاصية في إعادة تأهيل عضلات قاع الحوض ليا فغالي، غالباً ما تُحل المشكلة بمجرد اكتشاف السبب وفي وقت أسرع مما يمكن تصوره.
ما أبرز مشكلات الحوض التي يمكن التعرّض لها في مراحل معينة؟
فيما تبدو مشكلات الحوض من المشكلات التي نادراً ما يجري الحديث عنها، في كثير من الأحيان تكون سبباً لمشكلات معينة لا يتمّ ربطها بها بل بأسباب أخرى لا علاقة بها. ففي حالة الأطفال الصغار من عمر 6 أشهر، قد تظهر مشكلة الإمساك عندما يبدأون بتناول الأطعمة الصلبة. كما تزيد هذه المشكلة سوءاً في كثير من الأحيان، عندما يبدأ الطفل بتعلّم دخول الحمام والتخلّي عن الحفاضات. لذلك، تشير فغالي إلى أهمية الوقاية من هذه المشكلة التي يمكن أن ترافق كثيرين طوال الحياة، وقد ترتبط بسوء استخدام عضلات الحوض، وذلك من خلال تعلّم العادات السليمة وكيفية تشغيل هذه العضلات بالطريقة الصحيحة. فما يحصل في هذه الحالة، أنّ من يعاني الإمساك يشدّ عادة بعضلات الحوض خوفاً من الألم المرافق للإمساك، وبمجرد القيام بذلك مرّة، كما يحصل مع الأطفال، ترافقهم هذه المشكلة طوال الحياة وفي مراحل متقدّمة من العمر. فهنا تبدأ المشكلات.
ويُعتبر التبول اللاإرادي من المشكلات المرتبطة بذلك أيضاً في عمر 8 سنوات. أو يمكن أن يواجه الطفل أيضاً مشكلة التغوط اللاإرادي. وقد تحصل هذه المشكلات ابتداءً من اللحظة التي يتمّ فيها التخلّي عن الحفاضات وتزيد سوءاً مع مرور الوقت في حال إهمالها او عدم معالجتها بالطريقة الصحيحة.
ومن المشكلات التي قد ترتبط بالحوض لدى المرأة في كثير من الأحيان، الآلام المرافقة لموعد الطمث. فإذ يعتبرها البعض طبيعية، هي ليست كذلك في الواقع، وليس من المفترض التعرّض لها في كل مرّة. علماً أن هذه المشكلة قد ترتبط أحياناً بمشكلات عضوية معينة كالتكيسات أو غيرها، لكنها من الممكن أن ترتبط أيضاً بعضلات الحوض المشدودة وبتعامل الدماغ مع هذا الوضع في كل مرّة.
كذلك يظهر هذا النوع من المشكلات أثناء إقامة العلاقة الزوجية، وقد تستمر خلال سنوات طويلة، وهي ترتبط في معظم الأحيان بعضلات الحوض بما أن العلاقة الزوجية ترتبط بشكل مباشر بها، فيما يكون هناك سوء تقدير لهذه العلاقة، بحيث يعيد البعض الأوجاع المرافقة للعلاقة الزوجية إلى الحالة النفسية للمرأة. وهذا ما يحوّل العلاقة إلى عبء يصعب تحمّله. حتى الألم يكون موجوداً لدى الخضوع إلى فحص نسائي، وهو ألم ليس طبيعياً بل لا بدّ من البحث عن السبب في عضلات الحوض.
وبالنسبة للرجل يمكن أن يواجه مشكلات تتعلق بعضلات الحوض ويتجنّب الحديث عنها. فمن الطبيعي أن يحصل ارتخاء في عضلات الحوض مثلاً بعد عملية البروستات، ما يستدعي إعادة تأهيل هذه العضلات.
ما الأسباب وراء المشكلات المرتبطة بالحوض؟
لا بدّ من البحث عن السبب الأساسي أولاً، لكن بالنسبة للمرأة من الممكن أن تكون المشكلة قد بدأت خلال فترة الحمل، نظراً لما يحصل من تغيير عندها في الجسم من توسع في عضلات المعدة وارتخاء في عضلات الحوض. وحتى الولادة القيصرية يمكن أن تؤثر وليس الولادة الطبيعية وحدها. فيجب عدم اعتبار هذه المشكلات طبيعية، وفي كل الحالات من المهمّ أن تخضع المرأة إلى إعادة تأهيل للعضلات بعدها. حتى أن إجراءات الوقاية تستدعي أيضاً التعرف على الجسم جيداً لتسهيل عملية الولادة وتشغيل العضلات بالشكل الصحيح. لكن تشدّد فغالي على أن الحل ليس في شدّ عضلات الحوض. مع الإشارة إلى أن عضل الحوض هو مثله مثل أي عضل في الجسم، جزء لا يتجزأ منه. ويجب الحرص على تشغيله حفاظاً على صحته، وهو لا يعمل بشكل منفرد بل بالتوازي مع عضلات أخرى مثل عضلات المعدة والفخذين.
كيف يتمّ تشخيص الحالة؟
تبرز أهمية البحث في أساس المشكلة لدى الشخص وكل التفاصيل المرتبطة بها في حياته، وتاريخها واكتشاف الأسباب التي أدّت إليها، لأن في ذلك وحده القسم الأكبر من الحل والعلاج. وطبيعة المشكلة وكل التفاصيل المرتبطة بها، سواء كان إمساكاً او تبولاً لا إرادياً أو ألماً اثناء العلاقة الزوجية أو في موعد الطمث أو غيرها من المشكلات المرتبطة بالحوض، من المسائل التي يبحث فيها الطبيب المتخصص بشكل معمّق لمعالجة الحالة. كما أنه في حال حصول ولادة سابقة، يتمّ البحث في معدل الارتخاء في عضلات المعدة. هذا إضافة إلى الفحص السريري. ومن الممكن ان تُحل المشكلة بمعرفة سببها، وأن ينتهي المسار العلاجي في جلستين لا أكثر، ومع القيام بالتمارين المناسبة التي تساعد في إعادة التأهيل. ويكفي اكتشاف ما يؤثر على العضل مع كل العادات والسلوكيات المرتبطة بنمط الحياة. مع الإشارة إلى أنها من الحالات التي تتطلّب استمرارية في التمارين والسلوكيات الصحيحة المعتمدة، وتصحيح تلك الخاطئة التي كانت معتمدة سابقاً، والتي تزيد الحالة سوءاً مع الوقت.