عمان - الكاشف نيوز : شارك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور مساء أمس الاحد في الجلسة الختامية للمؤتمر الدّوليّ المربّع المستدير الذي تستضيفه «كينغز أكاديمي» بمشاركة أكثر من 600 طالب وطالبة من مختلف دول العالم.
والمربع المستدير منظّمة عالميّة تضمّ أكثر من 80 مدرسة من مختلف دول العالم تلتزم بتطوير وتنمية حسّ المسؤوليّة عند الشباب، وتمنح الطّلبة المشاركين في مؤتمراتها فرصة المشاركة في مشاريع خدمة المجتمع عبر العالم، واكتشاف ثقافات جديدة.
واعرب رئيس الوزراء في كلمة القاها في الجلسة الختامية للمؤتمر عن شكره وتقديره لكينجز اكاديمي وطلبتها على استضافة هذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على هذه المنطقة من العالم والاتجاه الذي ينحو اليه مستقبل هذه المنطقة، متسائلا هل سيضمن المستقبل لهذه المنطقة الاحترام المتبادل او التنازع والفرقة، حقوق الانسان او العداء لها، الازدهار المشترك او العزلة؟.
وقال اذا اردنا مستقبلا مفعما بالامل فعلينا ان نحارب الارهابيين والمجموعات الارهابية وكل ما يمثلونه لافتا الى ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني امام مجلس الامن الدولي الشهر الماضي «بان هذه حرب العصر».
وشدد على ان العدل العالمي يجب ان يشكل اولوية ويجب ان لا يكون استجابة او ردة فعل لافتا الى ان انكار حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم شجع على وجود متطرفين حول العالم.
وقال «الاصوات تعلو بان السلام ليس له فرصة في الوقت الحالي بينما يقول الاردن بان العالم يستطيع ويجب عليه ان يوفر الفرصة للسلام» لافتا الى ان الارضية لذلك موجودة منذ عام 2002 من خلال المبادرة العربية للسلام التي تقدمت بها 57 دولة عربية ومسلمة الى اسرائيل لاقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل التي تعيش جنبا الى جنب مع الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما اكد رئيس الوزراء ضرورة دعم حل سياسي للازمة السورية بمشاركة جميع السوريين في رسم مستقبل بلادهم مثلما على المجتمع الدولي ان يناقش ازمة اللاجئين السوريين وعبئها الثقيل على الدول والمجتمعات المضيفة لهم مثل الاردن.
ولفت بهذا الصدد الى ان الاردن يستضيف نحو مليون و 400 الف لاجىء سوري وهو ما يعادل نحو 20 بالمائة من مجموع السكان وان اكثر من 80 بالمائة منهم يعيشون في التجمعات السكانية والقلة يعيشون في مخيمات اللجوء مؤكدا ان اللاجئين ليسوا فقط ارقاما فهم اناس يحتاجون الى الغذاء والمسكن والتعليم والصحة.
واشار الى الاثر والضغط الكبيرين اللذين تركتهما أزمة اللجوء السوري على موارد الاردن المحدودة والبنى التحتية والموازنة العامة لافتا الى ان الاردن وبالرغم من الظروف المحيطة فانه حافظ على امنه استقراره.
وقال رئيس الوزراء «علينا ان نعمل سويا من اجل تخطي كل ما يهدد عالمنا» لافتا الى ان الشهر القادم سيصادف مرور عشر سنوات على اطلاق رسالة عمان التي تتحدث بوضوح عن القيم الاساسية والاجتماعية للاسلام بما فيها احترام الاخر والتسامح وحرية الاديان.
واضاف نحن في الاردن فخورون بالمشاركة في مبادرات حوار الاديان والمذاهب ودعوة كل الناس لمحاربة عدم التسامح والخوف من الاسلام او ما يعرف بـ «الاسلاموفوبيا».
وقال ان ما يميز الاردن ويجعل منه فريدا هو الاعتدال والاحترام والانفتاح والتركيز على مستقبل افضل للجميع مؤكدا انه ومن خلال هذه القيم يبقى الاردن شريكا عالميا في صنع وحفظ السلام.
واضاف مخاطبا الطلبة المشاركين في المؤتمر «لقد تعرفتم خلال هذا الاسبوع على الاردن واطلب منكم عندما تعودوا الى بلادكم وانتم تحملون ذكريات جميلة عنه، بان تعلموا ان الاردن ليس دولة غنية ولكن لديه رسالة في هذا الجزء من العالم، فنحن نعطي نموذجا كيف ان دولة صغيرة بموارد طبيعية قليلة ولكن بموارد بشرية كفؤة، يمكن ان تحقق نجاحات كبيرة «لافتا الى ان الاردن لديه اعلى نسبة تعليم ونسبة خريجي جامعات مثلما ان الامية هي الاقل في العالم العربي والاسلامي فضلا عن التطور والسمعة التي يحظى بها الاردن في المجال الطبي.
وتضمن برنامج المؤتمر الدّوليّ طوال فترة انعقاده في حرم المدرسة حلقات نقاش بحثت موضوعات في التّعاون الدّوليّ والديمقراطيّة، وتخلّلها استضافة متحدثين رئيسين ذوي دراية في هذه المجالات .
كما تضمّن برنامج المؤتمر زيارات ميدانيّة ورحلات استكشافيّة لمواقع سياحيّة مختلفة حول المملكة مع القيام بنشاطات لخدمة المجتمع في عدد من القرى الأردنية.
يشار إلى أنّ كينغز أكاديمي هي المدرسة الأولى على مستوى الوطن العربيّ التي تحصل على العضوية الكاملة لمنظّمة المربّع المستدير العالميّة نظراً لفعّالية برنامج خدمة المجتمع فيها ودور الطلبة الملتحقين بالبرنامج في خدمة المجتمع المحليّ.