أخر الأخبار
المُرْتَزقة
المُرْتَزقة

يظن كثير من الناس ان «يوم الجمعة» هو أطول يوم في الأُسبوع. كون هؤلاء لا ينهضون من فِراشهم ويقضون اليوم في»نوم» وفي»كسل»شديد.

كنتُ لا أظن ذلك،لكن»أمس الاول» كان «بالفعل»أطول» يوم جُمعة. والسبب أننا نمنا على «التوقيت الصيفي،واستيقظنا حسب التوقيت»الشتوي». فبانت الساعات وبخاصة للكائنات التي تشبهنا في الصحو المبكّر.

فمثلا كنا في «وسط البلد» الساعة الثامنة، حسب التوقيت القديم،واكتشفنا اننا أنجزنا الكثير ولحين عُدنا لم تكن الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة.

كان من ضمن «غنائمنا» من «وسط البلد» شريط سينمائي»أكشن» اختاره طفلنا العزيز»خالد» بعنوان «المرتزقة 3» أو «The Expendables 3».

وانتظرنا حتى الساعة السادسة «بالتوقيت الشتوي» حتى بلغ بنا «الملل» و»الزّهق»،وكنتُ أقضي الوقت الطويل،بقراءة كتاب صاحب جريدة» النهار» غسان تويني الذي يحمل عنوان»سر المهنة وأسرار أُخرى»، الاّ أن «ولدي الصغير أصرّ إصرارا أن أشاركه مشاهدة فيلم» المُرْتَزَقة» قصة وبطولة النجم سلفستر ستالون وبمشاركة نُخبة من نجوم السينما العالمية.

ووجدتها «فُرصة» ل»قتل» الوقت كما كانت تقول جدّاتنا،ولا أدري إن كان الوقت»عدوّا» تاريخيا لنا نسعى دائما وعبر الاجيال لقتله. ربما لعجزنا عن «قتل» عدونا الحقيقي.

وتحت وابل من المطر الذي غزانا ولحسن الحظ انه جاء غزيرا ومدرارا وفي يوم»جمعة»أي يوم «عطلة»،والا لزادت الكوارث عما حدث.

كان الصغير بجانبي مبهورا بمجموعة المُرتزقة الذين جمعهم» بطل الفيلم»ستالون» للفتك بالنجم»ميل جيبسون»بطلب من وكالة الاستخبارات الامريكية وبهدف «ايقاف شحنة قنابل ستتم في الصومال على يد تاجر أسلحة».

بينما كنتُ انا ،اُقارن بين ما يحدث في الفيلم وبين «فيلم أمريكا في مطاردة تنظيم داعش»،حيث تزيد الطلعات الجوية الامريكية ومع ذلك تمتد وتزيد قوة تنظيم»داعش»،كيف ما بتعرف!

هنا «مُرتَزَقة» وهناك «مُرتزقة». هنا قتل وهنا قتل. والرصاص الأمريكي لا ينتهي والخاسر دوما الشعوب التي تنطلي عليها «الكذبة» الأمريكية.

المسدسات الامريكية والرشاشات لا تفرغ من الذخيرة،وكما ان هناك»خيَال سينمائي»، هناك على ارض الواقع «أكثر من الخيال وأصعب من ان  تتصوره الشعوب»الغفورة».

كان الصغير سعيدا بانتصار «المرتَزقة»،وكنتُ أخفي إحساسي بالقهر للضحايا الذين يذهبون جراء أفعال «المُرتزقة» هنا وهناك!

ألم أقل لكم كان أطول يوم»جمعة» مرّ علينا.

إنه كذلك!!.