أخر الأخبار
تطبيقات تقنية وقرصنة تنتهك الخصوصية وسط تحذيرات لتعزيز حمايتها
تطبيقات تقنية وقرصنة تنتهك الخصوصية وسط تحذيرات لتعزيز حمايتها

عمان - الكاشف نيوز : راودت سهام " 27 عاما " شكوكا حول حقيقة صديقة مفترضة عبر " دردشة الفيسبوك " , مرجحة كونها ليست " فتاة " , وما ان حاصرت تلك المتصلة باسئلة عن حتى اعترفت الفتاه انها " شاب " استدرجها للكلام معه , بعد ان اخترق صفحتها , وحصل على ما فيها من معلومات خاصة بها , كما قال لها باسلوب لا يخلو من التهديد المبطن .
هذا الامر شكّل لسهام صدمة لم تستفق منها بعد مؤكدة لـ " بترا " انها لم تعد تثق بوسائل التواصل الاجتماعي , بعد ان شعرت ان حياتها الخاصة مهددة بطريقة او بأخرى ,ولاسيما انها تحتفظ بمعلومات وصور ومراسلات خاصة لا تريد لاحد الاطلاع عليها , من منطلق الحرية الشخصية , وانها تخشى ان يقوم , ما اسمته ب " قرصان صفحتها الالكترونية " بالاساءة اليها او ابتزازها لاحقا .
وحاولت سهام ان تتوصل الى هوية الشخص , لتتفاجأ انه الغى صفحته " الفيسبوكية " , ما جعلها تتساءل كما العشرات ممن عشن او عاشوا مثل هذه القصة , " هل ان الخصوصية التي تدعيها التقنيات الحديثة " مجرد وهم" , وهل فعلا يشعر الانسان عبرها انه محض " صفحة عامة " يقرأوها الجميع ؟ ولاسيما ان تقريرا اشعل مواقع التواصل الاجتماعي تناول بالتفصيل , امكانية التقنيات الحديثة , وبتطبيقات معينة , واساليب قرصنة سهلة , اختراق خصوصية الافراد وجعلها مشاعا , لاهداف مختلفة , منها ما يتعلق بالابتزاز , او الانتقام , او فضح اسرار الناس لسبب او لآخر .
ولم يقتصر الامر على قدرة اشخاص بعينهم على اختراق مواقع التواصل الاجتماعي او " البريد الالكتروني " , بل امتد للهواتف الذكية , حيث يستطيعون التنصت على حامليها بطريقة او باخرى , ومعرفة كل ما يدور عبر تلك الهواتف .
والاخطر كما يؤكد مختصون لوكالة الانباء الاردنية ( بترا) , ان قراصنة يستطيعون التحكم بكاميرا تلك الهواتف وجعلها تصورهم وترصدهم في اللحظة التي يقرر بها " القرصان , او المستهدف " ذلك , الامر الذي يلقي بظلاله على مقدار الثقة الفردية المعولة على تلك التقنيات من حواسيب , وهواتف ذكية , وغيرها من اجهزة تشبك عبر الانترنت , مشددين على اهمية التعامل بحذر مع كل تلك التقنيات , مقدمين عنقودا من النصائح التي قد تجعلنا في مأمن من اي اختراق او انتهاك للخصوصية .
وفي سياق غير منفصل تؤكد الثلاثينية ايمان ,الموظفة في احدى شركات القطاع الخاص , عدم شعورها بالامان في تعاملها مع صفحتها على " الفيسبوك , او تويتر " قائلة:
كثيرا ما يردني رابط ما , يبدو لي انه يتحدث حول امور تربوية او اخلاق حميدة , ولدى فتح الرابط اجدني قد فتحت دون ان ادري مواقع غير محترمة , الامر الذي يجعلني افكر جديا في اغلاق كل حساباتي التواصلية , معلقة:" يقولون انها تواصل اجتماعي , ولكنني لا اجدها كذلك , بل انها حدت كثيرا من تواصلي مع الاشخاص وجعلتني كل يوم اقوم بعمل " بلوك " , او حجب لاشخاص يتواصلون من اجل غايات لا اخلاقية فقط, وعبر البريد الخاص , رغم انني لا اضع صورة شخصية لي على اي من تلك المواقع " .
كثيرون والحالة هذه قرروا الاستغناء عن هواتفهم الذكية لما جلبت لهم من مشكلات اجتماعية , ومالية , ومنهم الخمسيني غسان , الذي يعمل سائق سيارة اجرة , اذ يقول :
قررت الاعتماد على اقدم انواع الهواتف النقالة , التي لا يوجد بها لا كاميرا , ولا يتم توصليها بالانترنت , ولا هي ذكية اصلا , معلقا :
من الذكاء بمكان ان نتحكم نحن بنمط الحياة فنختار ما يسهلها , لا ما يعقدها ..
ويضيف غسان:
ان شركات انتاج الهواتف الذكية تتنافس على انتاج الاحدث والاجمل , وكل ذلك يوقع المستهلكين خاصة غير المقتدرين بشرك , بل بدوامة الشراء المستمر لهواتف ذكية , في اطار الموضة والتنافس الفردي غير المعلن على اقتناء الاحدث لغايات مختلفة ليس اولها الاستعراض ولا اخرها اشعار الاخر بالتفوق عليه , والرابح الاكبر هو شركات تصنيع الهواتف تلك , والخاسر الاكبر هو المستَهل ك , " المستَهلَك " .
وتشعر غيداء متقاعدة من وظيفة حكومية انها تشعر بالحنين الآسر كما تصفه , للهواتف القديمة " ذات القرص " , وتتمنى لو يعود الزمن للوراء , حيث لا تريد ان تعرف من المتصل مسبقا , ولا تحفظ رقمه بذاكرة التلفون الذكي , بل تعود لمفكرة تركن بجانب رف الهاتف , عليها " خربشات " متنوعة , لارقام الجيران والاقارب , وصاحب الدكان المتاخم للبيت , مضيفة :
لقد وصلنا لزمن افتقدنا معه اواصر الالفة , وللاسف .
مدير مديرية الهندسة في " بترا " المهندس مراد ابو كركي يقول :
هنالك بالفعل برامج تستطيع رصد كل ما هو وارد على شاشة الهاتف الذكي عن طريق ما يسمى " الجي بي اس " وعن طريق الانترنت بطبيعة الحال , وايضا حتى صفحات " الفيسبوك او تويتر " يمكن اختراقها , والوصول الى الرسائل الخاصة ايضا , داعيا من يشعر او يعرف بانه تم اختراق اجهزته الخلوية والحاسوبية لفصل الانترنت , وطبيعي ان لا يقف مكتوف الايدي , وان يتقدم بشكوى للجهات المختصة حفاظا على خصوصيته وامنه الاجتماعي .
وكاجراء اولي كما يوضح المهندس ابو كركي اذ شعر المستهدَف ان جهاز الهاتف لديه قد تم اختراقه عليه ازالة بطارية الهاتف , لان الذي يستهدفك يستطيع رصدك حتى لو كانت بطارية الهاتف بلا شحن كهربائي , فمن الافضل اذن , ازالتها كليا من الهاتف .
وبالفعل كما يوضح فان هنالك تطبيقا معينا " فضل عدم ذكر اسمه " , من شانه ان يقوم بارسال تقارير بالمكالمات الهاتفية التي تم اجراؤها وتحديد مدتها واسماء المتصلين , بالاضافة الى محتويات الرسائل النصية بكل حذافيرها , وهو تطبيق مجاني يتم تنزيله عبر الانترنت مشيرا الى ان يمكن ربط ذلك التطبيق بالبريد الالكتروني الخاص بالاشخاص الذين ينوون مراقبة غيرهم , حيث يتم تبليغهم عبر رسالة الكترونية فحواها ان المراقبة تمت بالفعل .
ويشبه المهندس ابو كركي الهواتف الذكية بالصندوق الاسود لدى الطائرات , حيث يحمل كل شخص اسراره بها , غير ان الفرق كما يضيف مازحا , ان الصندوق الاسود يفتح حين تتعرض الطائرات للسقوط , في حين ان الاجهزة الذكية يتم اختراقها دون سقوط , مسببة بكوارث اجتماعية لا حصر لها .
ويقلل خبير في مجال التكنولوجيا ويعمل لحساب فضائية عربية - فضل عدم ذكر اسمه من اهمية اخذ هذا الموضوع على محمل البساطة , اي انه ليس من السهولة بمكان مراقبة صادر ووراد هواتف لاشخاص معنيين , الا عبر خبراء ومهندسين متخصصين او " هكرز " , واذا تم ذلك فمن خلال تطبيق معين وآلية معقدة , لاشخاص تمكنوا من الاستحواذ على الهاتف المقصود اما بسبب قرب العلاقة الشخصية , او عن طريق السرقة , مستدركا :
انه في حال تمت سرقة هاتف احدهم فعليه مباشرة التبليغ عن ذلك , بغية حصر اية اخطار محتملة ومن ضمنها استغلال المعلومات والصور الموجودة في الجهاز لغايات لا اخلاقية ومنها الابتزاز , والاستدراج لاهداف مختلفة .
ويحذر في هذا السياق من خطورة امكانية ان يقوم " هكرز قراصنة تكنولوجيا " باختراق اجهزة هواتف خلوية , ذكية , وتحويل الكاميرا خاصتها بطريقة تمكنه من تصوير المستهدف عبر الصور او بطريقة الفيديو , دون ان يعلم او ينتبه .
ويشدد هنا على ان عملية اختراق الاجهزة الخلوية الذكية ليست بالامر الصعب , ولمواجهة ذلك لابد من تقوية كلمات المرور " الباس وورد " , بان تحتوي على ارقام واحرف وعلامات الكترونية وايضا القيام بتغيير كلمة المرور بين فترة واخرى , وعدم الاطمئنان الى الاجهزة الخلوية الذكية بمعنى الحرص على انتقاء الكلمات عبرها عبر خاصيتي الدردشة " التشات " , و عبر تطبيق " الواتس اب , او الفايبر " , او غيره من التطبيقات التي تتيح تبادل الحديث المكتوب والصور ومقاطع الفيديو , وكذلك وضع برامج مكافحة الفيروسات " الفاير وول " لمنع اي اختراق مقصود او غير مقصود .
وحول التنبيهات التي وردت في غير تقرير صحفي عربي والتي تشير الى عدم بيع الاجهزة الخلوية , لان من يشتريها يستطيع بطريقة معينة استرجاع جميع المعلومات الواردة بها , بما في ذلك الصور , ومقاطع الفيديو , والرسائل , ما تسبب للكثيرين بمشكلات اجتماعية وفقا لتلك التقارير والتي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف , يقول الخبير , من الافضل لمن يضطر ان يبيع هاتفه النقال / الذكي , ان يقوم بشطب كل ما عليه وينتظر فترة شهر , ثم يبع الجهاز , لان الذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة شهر فقط , واذا تم بيعه قبل ذلك يستطيع من اشتراه ان يسترجع كل ما عليه .
احمد علي بائع اجهزة خلوية يقول :
الموضوع له علاقة بمنظومة الاخلاق والتربية , فانا كبائع , افضل ان اقوم بتنظيف الاجهزة المستعملة من كل المعلومات الموجودة فيه , حتى لا اقع بمشكلات مع الزبائن , ولا يمكن ان اتصفح اي تلفون يرد لي , وما اريد بيعه اقوم مباشرة بشطب كل ما عليه , لان مصلحتي ومصدر رزقي تقتضي مني الامانة قبل كل شيء , مشيرا الى ان قد يعمد بعض ضعاف النفوس من تجار الاجهزة الخلوية الى التلاعب بما ورد من صور واحاديث عبرها , لذلك من الافضل فعلا ان يقوم الشخص الذي يريد بيع جهازه من التحقق وهو لدى البائع من عدم وجود ايه معلومات او صور عليه , ومن الافضل ايضا ان يبيعه - اذا كان مضطرا لذلك - , بعد شهر على قيامه بشطب المواد الوارده به .
المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين يقول ان السلوك الانساني العفوي يتسم بالتوازن ويتم دون وجود هواجس او توجسات خصوصا ما يرتبط منه بالشؤون الخاصة للافراد ولكن اذا ما انتاب الشخص احساسا ما بانه متابع او مراقب من قبل اي جهة او اشخاص فان سلوكه يميل الى محاولة التكيف حرصا على ذاته وطروحاته , وبالتالي توخي الحيطة والحذر في التعاطي مع التقنيات الحديثة .
وان صحت مثل هذه الطروحات " وهي الاختراق والتنصت " فهذا يعني خلق نوع من الرهاب الاجتماعي من قبل المغرضين , خاصة اذا تذكرنا ان التكنولوجيا كما هي وسيلة اتصال , فانها اصبحت وسيلة للرصد والمراقبة , ما ينذر بمرحلة لا تشي بالراحة او الطمأنينة , متابعا :
ان الملاذ الحقيقي هو السيطرة على اي اختراقات تكنولوجية , كما هو الحال في اوروبا التي اضطرت اجهزتها الامنية التدخل لصالح حماية الخصوصية .
ويؤكد الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد عامر السرطاوي ان ما يحفظ خصوصيات الافراد في مجال التعامل مع التكنولوجيا هو تشديد " كلمات السر " , وتقويتها , وتغييرها من وقت لاخر , وعدم السماح للاخرين بالعبث بالهواتف النقالة لغيرهم , ويفضل عدم تخزين الصور الشخصية والعائلية والصور ذات الخصوصية على الهواتف لفترة طويلة , كأن يتم تخزينها لاحقا في اقراص مدمجة , او " فلاش ميموري " , والاحتفاظ بها في مكتبة المنزل مثلا او في اي مكان آمن , واجراء تقييم دوري لكفاءة الاجهزة الخلوية , والتأكد من خلوها من " الفيروسات الالكترونية " , والتي بدورها تزيد من احتمالية اختراق الاجهزة .
ويؤكد الرائد السرطاوي ان الجهاز الامني المسؤول عن الجرائم الالكترونية يتمتع بكفاءة عالية , ومتقدمة , داعيا كل متضرر من اي اختراق لحياته الخاصة عبر تلك التقنيات الحديثة , والذي قد يعرضه للتهديد او الابتزاز الى عدم السكوت ومراجعة الجهات الامنية المختصة , للحد من الجرائم الالكترونية ومعاقبة المجرمين على افعالهم تلك .
وفي سياق ذي صلة يستعرض بعض الارشادات للتعامل مع الشبكة العنكبوتية , ومنها عدم استخدام البريد الالكتروني المجاني في المعاملات الرسمية والتجارية والاستعاضة عنها بالبريد المدفوع , والاحتفاظ بنسخة احتياطية لمعلومات استرجاع البريد الالكتروني عند انشائه , ومنها الاسئلة السرية ومعلومات الامان , وكذلك عدم التعامل والتواصل مع الرسائل الالكترونية من المواقع والاشخاص غير المعروفين .
ولمزيد من حماية الخصوصية يؤكد الرائد السرطاوي اهمية استخدام رموز الامان الواردة على الهاتف كوسيلة حماية للدخول الى البريد الالكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي , وكذلك عدم استخدام الروابط الالكترونية للدخول الى المواقع , واستبدال ذلك بكتابة عناوين الروابط يدويا , بالاضافة الى اهمية استخدام برامج الحماية المحدثة بآخر اصداراتها .
ويعود لتأكيد اهمية الاحتفاظ بالمعلومات السرية والشخصية الهامة على وحدات ذاكرة خارجية غير متصلة بالشبكة , مشددا على عدم التواصل مع اشخاص " لا نعرفهم " , والابتعاد عما يسميه " التواصل العشوائي " .
وينصح كذلك بعدم المبالغة بنشر الصور الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اوتفاصيل الحياة الخاصة , وقبل هذا وذاك يشدد هنا على اهمية مراقبة ومتابعة الاطفال , والمراهقين اذا تعاملوا مع الانترنت مستدركا - مع ان القوانين المعروفة , تمنع تعاملهم بها , ولكن اذا ما لاحظنا اقدامهم عليها , فتتوجب المتابعة والمراقبة والتوجيه - .
وفي سياق متصل يحذر الرائد السرطاوي من استخدام كاميرا " الويب " على الاجهزة الالكترونية مع اشخاص غير معروفين , وان يقتصر ذلك على الحاجة الملحة ومع اقرب المقربين فقط , ولمزيد من حماية الخصوصية , على كل من يحمل " هاتفا ذكيا " , يقول السرطاوي :
على مستخدم الهاتف ان لا يتركه بلا كلمة مرور معقدة , لا يعرفها الا هو , وايضا لابد من التقيد بالتعليمات الخاصة بالمواقع الالكترونية عند انشاء الحسابات , وعدم تعبئة الاستمارات الالكترونية بشكل عشوائي والتأكد من موثوقية الموقع , خاصة عندما يطلب منك رقم هاتفك , ورقم حسابك المصرفي .