أخر الأخبار
أكراد يمولون “داعش” ويحاربونه
أكراد يمولون “داعش” ويحاربونه

كوباني - الكاشف نيوز : فجرت قضية الطائرة التي هبطت في مطار بغداد قبل أيام, بعد نكوص قائدها عن الهبوط في مطار السليمانية التابع لإقليم كردستان العراق مفاجأت عدة.

هبوط الطائرة المجهولة, والمحملة بالأسلحة, أثار ريبة مسؤولي مطار بغداد, الذين رفعوا الأمر إلى رئيس الوزراء العراقي, حيدر العبادي, الذي أمر بدوره بالتحقيق في الحادثة, لاسيما ما يتعلق بالجهة التي كانت ستستفيد من تلك الأسلحة.

وبحسب المصادر, فإن الطائرة التي كانت متوجهة إلى مطار السليمانية في أقصى الشمال العراقي, كانت محملة بأكثر من 40 طنا من الأسلحة ولم تكن محملة بالسجائر بحسب ما قيل قبل هبوطها وتفتيشها في مطار بغداد.

وبحسب معلومات فإن الطائرة روسية الصنع, واحدة من 9 طائرات محملة بالأسلحة, هبط 8 منها في السليمانية, باستثناء الطائرة التاسعة, التي كشفت عن أكبر صفقة تسلح غامضة تتم في الخفاء.

وقادت التحقيقات إلى رجال أعمال أكراد وردت أسماؤهم كموردين لتلك الصفقات, إلا أنهم سرعان ما أعلنوا أن تلك الصفقات كانت لصالح "رؤوس كبيرة" في برلمان كردستان.

وتقول مصادر برلمانية عراقية من اللجنة التي شكلت في بغداد للتحقيق في الحادثة, إن الأسلحة التي اكتشفت على متن الطائرة جزء من صفقة لتسليح "داعش"، إلا أن التجار الأكراد تنصلوا عن الصفقة وقالوا إنهم فقط موردون لصالح نواب كبار في برلمان الإقليم الكردي.

وبالتزامن مع التحقيق في بغداد, يجري تحقيق مماثل في إقليم كردستان بشأن ما اعتبرت فضيحة أعقبت فضيحة بيع النفط لـ"داعش" من قبل تجار مدعومين من زعماء سياسيين في كردستان.

وأعلنت لجنة شؤون البيشمركة في برلمان إقليم كردستان أنها اجتمعت لمناقشة مجموعة من القضايا المهمة، منها قضية الطائرة المجهولة التي أرادت أن تهبط في مطار السليمانية قبل أيام، وورد أنها كانت محملة بأسلحة.

وقال دلير مصطفى نائب رئيس لجنة شؤون البيشمركة البرلمانية، في تصريحات صحفية: "حسب ما توصلنا إليه من معلومات، فإن الطائرة كانت غير مجازة، لذا مُنِعت من الهبوط في مطار السليمانية، ولا نعلم ما كان على متنها من حمولة، ومن أين جاءت، وإلى أين كانت متوجهة".

وأضاف: "سندرس هذه القضية وسنوجه مجموعة من الأسئلة بهذا الخصوص إلى وزارة البيشمركة ورئاسة البرلمان في كردستان لمعرفة التفاصيل".

ونقلت مصادر إعلامية كردية عن القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني,عطا سراوي, قوله إن الطائرة كانت محملة بشحنة من الأسلحة التي اشتراها الحزب من أمواله الخاصة وبعلم من الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنها ضلت طريقها وهبطت اضطراريا في مطار بغداد.

وكان مدير مطار السليمانية, طاهر عبد الله، كشف أن سبب عدم السماح لهذه الطائرة بالهبوط يعود إلى أنها لم تكن تملك رخصة مسبقة بالهبوط في المطار.

ويقول المحلل السياسي, محمد علوان الكعبي, إن فضيحة مماثلة تمت لملمتها قبل أيام تتعلق بالجهة الموردة للسيارات الحديثة "رباعية الدفع" إلى تنظيم داعش, وهو التاجر والسياسي الكوردي "سردار كاكجي" صاحب أكبر ترخيص لاستيراد السيارت إلى العراق والشرق الأوسط.

ويضيف الكعبي, أن التاجر الكردي يقوم بتجهيز المقاتلين المتطرفين بسيارات تويوتا, رباعية الدفع, فيما يدعم ويتبرع ماديا للمقاتلين الأكراد في "كوباني" السورية.

ودفعت فضيحة الطائرة الروسية التي كشفت تفاصيل تسللها الى العراق رئيس الحكومة حيدر العبادي الى التوجيه بحجز الطائرة وإفراغ شحنتها وحجز الأسلحة التي كانت على متنها في مخازن مطار بغداد.

وبحسب معلومات من مصادر نيابة, فإن "الفضيحة، تكشف عن ضعف الإجراءات المتبعة في بعض الدول التي عبرت تلك الطائرات المحملة بالأسلحة فوق أجوائها, والتي استخدمت لنقل الأسلحة إلى جهات مجهولة".

وإلى جانب حوادث استيراد الأسلحة والسيارات الغامضة وبيع النفط لمصلحة "داعش" أظهرت تقارير كردية استيراد إقليم كردستان لمنتوجات زراعية من المناطق الخاضعة للتنظيم المتطرف في العراق وسوريا.

وقال نوري إسماعيل, مدير القسم التجاري في وزارة الزراعة بإقليم كردستان, إن "ما يقارب من خمسة شاحنات محملة بالرمان قادمة من المناطق التي يسيطر عليها داعش تدخل كل ليلة الى مدينة أربيل".