أخر الأخبار
صحيفة: بشائر انتفاضة ضد “فتح” و”حماس” و”إسرائيل”!
صحيفة: بشائر انتفاضة ضد “فتح” و”حماس” و”إسرائيل”!

القاهرة - الكاشف نيوز : ظهرت الفترة الأخيرة الكثير من العلامات التي تؤكد أن هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة قادمة في الطريق، ضد الاحتلال الصهيوني الذي ينتهك حرمة المسجد الأقصى مرارًا وتكرارًا، ما أدى إلى إثارة غضب كل صغير وكبير، وخاصة شباب المقاومة.

"الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكن أن يبقى كما هو".. بهذه الكلمات وصف الكاتب الإسرائيلي يؤاف شاحام الأجواء القادمة بين الطرفين، مؤكدًا أن موجة العنف تتزايد، في مقال عنوانه "كيف ستتعامل إسرائيل مع الانتفاضة؟"، مؤكدًا أن وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون، متمسك بالمنهج الذي ينص على إدارة الصراع مع الفلسطينيين، وليس العمل على حله، ناقلًا تشبيهه للصراع بـ"الشظايا في المؤخرة" عندما قال "لديّ صديق عنده شظايا في المؤخرة، وقالوا له إنه يمكن إجراء عملية ولكن سيبقى معاقًا، ومن ثم قرر أن يستمر في العيش معها"، ووصف شاحام إياه بالمبالغ.

وتابع الكاتب الإسرائيلي، في مقاله بموقع "المصدر" الإسرائيلي، أن هناك اعتقادات في إسرائيل بأن تكثيف السياسات القاسية أو اليد الحديدية ضد القدس الشرقية وسكانها من هدم منازل، وحظر التجوال، واستخدام الذخيرة الحية لتفريق المظاهرات، وزيادة قوات الشرطة والجيش في المدينة؛ هي التي ستهدئ المنطقة.

ويعلِّق الباحث المصري خالد سعيد، المتخصص في الشأن الإسرائيلي قائلًا "هناك انتفاضة سارية بالفعل بدأت يوم 2 يوليو الماضي، وقت استشهاد الطفل الفلسطيني، محمد أبو خضير، الذي تم تعذيبه قبل اغتياله وحرقه على يد مستوطنين متطرفين"، مشيرًا إلى أن استمرار عمليات الدهس والقتل من وقتها، ونهاية بالعملية الفدائية التي قُتل فيها خمسة حاخامات إسرائيليين، كلها مؤشرات تدل على الانتفاضة الثالثة، متمنيًا استمرارها.

وتابع سعيد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن" المصرية، أن الكيان الصهيوني استفاد من الانتفاضة الأولى والثانية، حيث خلَّفت ما يسمى بـ"فتح" و"حماس"، وجعلته يزيد من الحواجز العسكرية في الشوارع، وبالتالي قطعت دابر المقاومة أولًا بأول، لذلك خرجت معظم العمليات فردية بسبب هذه الحواجز التي إذا تمت إزالتها ستكون الانتفاضة أقوى.

وأضاف الباحث، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، يعمل على وأد الانتفاضة، مشيرًا إلى أنه أدان عملية القدس الأسبوع الماضي، وأوضح سعيد قائلاً: "هذا يعطي استمرارية للكيان الصهيوني".

أما عن سيناريو الانتفاضة فقال سعيد، إن الاحتلال الإسرائيلي سيزيد من عمليات القتل، ولن يسكت أمام العمليات الفلسطينية، ولكنه سيقلل من اقتحامات المسجد الأقصى، وتمركز القوات حوله، من منطلق أنه يدرك جيدًا أن ذلك سيزيد من الانتفاضة، وحماس وغضب الفلسطينيين.

وتابع الخبير، أن الاحتلال سيتبع أيضًا سياسة الاعتقالات، حيث ستتم زيادتها في هذه الفترة، مشيرًا إلى أنها طبيعية في الأوقات العادية، ولكنها ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا أثناء الانتفاضة، ناهيًا حديثه عن العرب قائلًا: "حدث ولا حرج".

فيما قال الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، إن وجود انتفاضة ثالثة يرتبط بالتصعيد في الوضع السياسي الإسرائيلي الداخلي، فإسرائيل عندما تكون في مأزق تختلق الأزمات، وتعمل على إشعال الوضع مع العرب، وخاصة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هناك أزمة حالية، حيث صوَّتت الحكومة الإسرائيلية لصالح مشروع قانون مثير للجدل، يهدف إلى تعزيز الطابع اليهودي لدولة إسرائيل على حساب الديمقراطية، حيث إنه عقب اجتماع مشحون، صوَّتت الحكومة الإسرائيلية بغالبية 14 صوتًا من لوزراء لصالح مشروع القانون مقابل 6 وزراء فقط صوَّتوا ضده.

وكان من بين الوزراء الذين صوَّتوا ضد القانون من الأحزاب الوسطية، وزير المالية يائير لابيد، ووزيرة العدل تسيبي ليفني، حيث إنه وفقًا لهذا القانون سيتم تعريف الكيان في القوانين الأساسية التي تقوم بدور الدستور كدولة قومية لليهود فقط، وليس ديمقراطية، ما يؤدي إلى التمييز ضد عرب 48 داخل الأراضي المحتلة.

وأضاف عبدالوهاب، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن عادة كان يقوم بالانتفاضة الفلسطينية فلسطينيو الضفة الغربية، ولكن في هذه المرة سيضاف عليهم عرب 48، وبذلك سيكون الوضع أصعب مما كان عليه في السابق، لأن عددهم يصل إلى مليون و800 ألف، وداخل إسرائيل نفسها، حيث سيشترك في الانتفاضة ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية ما يجعل شكل الانتفاضة في هذه المرة مختلفًا، حيث إنها ستأخذ معها طابع الثورة، سواء ضد إسرائيل، أو السلطة الفلسطينية، أو حماس.

وتابع الخبير أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، يتبع سلوكًا واحدًا ولن يغيِّره وهو أسلوب المفاوضات، وهو بالطبع يتعارض مع الانتفاضة، التي ستقوم ضد الجميع في الداخل والخارج.

وقال عبدالوهاب إن هذه الانتفاضة ستشهد بالتأكيد عنفًا أكبر من كل مرة، والخسائر ستكون أكثر، مشيرًا إلى أنها ستنتهي بميلاد قيادة فلسطينية وطنية جديدة تقود الكفاح الفلسطيني، وستؤدي أيضًا إلى تغيير الخريطة السياسية في إسرائيل، لأن ذلك معناه فشل اليمين الإسرائيلي.

فيما رأت الدكتورة نعيمة أبو مصطفى، الباحثة الفلسطينية المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، أن ما يحدث في فلسطين المحتلة لم يصل إلى مرحلة الانتفاضة حتى الآن، فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى حركة موحدة تحرك الشارع الفلسطيني كله، مضيفة أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تعهد بعدم حدوث انتفاضة ثالثة، على الرغم من أنه يهدد بالتوجه إلى مجلس الأمن".

وأضافت أبو مصطفى، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن سياسة الدهس بالسيارات في شوارع القدس ابتدعها الإسرائيليون والحاخامات والمستوطنون يقتحمون بصورة يومية باحات المسجد، وعلى ما يبدو أن هناك اتفاقًا تم إجراؤه خلف الأبواب المغلقة من أجل عدم سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنشر قوات إضافية تابعة للجيش الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة ووصل الأمر إلى التسهيلات الإسرائيلية لمن قاموا بصلاة الجمعة الماضية في المسجد الأقصى، واعتقال عرب 48 الذين ينشرون على صفحاتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أي تفاصيل عن انتهاكات الجيش الإسرائيلي أو التحريض على انتفاضة ثالثة.

وعن الفرق بين الانتفاضتين الأولى والثالثة- حال حدوثها- قالت الباحثة الفلسطينية إن جميع الفروق من الممكن أن تُلخص في تلك الجملة "التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل خلال الانتفاضة الأولى لم يكن بنفس المستوى حاليًا"، مشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية تقدم تنازلات كثيرة إلى إسرائيل لتسيير الأمور وتحقيق مكاسب بشأن الحدود، ولكن عمليًا الحكومة الإسرائيلية لا تفي بأي وعد أو بند تقره مع أبو مازن، وهذا يتضح جليًا في الكثير من التعاملات مع حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية.

وأكدت أبو مصطفى أن الجانب الإسرائيلي يشعر بالخوف من قيام انتفاضة ثالثة أو على الأقل الوضع الحالي في الأرض المحتلة، فمعظم الشباب الذين يرتكبون عمليات ضد الكيان الصهيوني لا ينتمون لأي منظمات أو حركات ولكنهم تأكدوا أن الأرض لن تعود سوى بالمقاومة من كل فلسطيني ولد وعاش بتلك الأرض ولمس جرائم الاحتلال الإسرائيلي.