القاهرة - الكاشف نيوز
مشهد سينمائي يتكرر، لكن بصورة أكثر بشاعة، في جريمة قتل بطلها طالب حاول أن يغتصب جارته التي تكبره بأعوام تماثل عمره. إلا أن صرخاتها جاءت رافضة لجريمته، فتحول الأمر من مشهد اغتصاب إلى جريمة قتل، مزقها خلالها بالطعنات وتركها جثة تسبح في بركة من الدماء وفر هارباً.
الضحية ربة منزل تزوجت حديثاً من مندوب مبيعات، وبحكم طبيعة عمله يتركها بمفردها لأوقات طويلة في المنزل الذي يقع في مدينة العبور شرق القاهرة، لذا كانت الاختيار الأسهل ليؤدي معها المتهم مشهد الاغتصاب، ظناً منه أنها ستكون ضحية سهلة.
تفاصيل الجريمة البشعة بدأت أحداثها تتكشف عندما عاد أحمد رجب عطور (34 سنة) ليلاً إلى منزله ووجد الباب مفتوحاً، الأمر الذي أثار قلقه، خاصةً بعدما شاهد آثار دماء في الصالة، فأخذ ينادي زوجته دون أن تجيبه، ليتأكد أن مكروهاً أصابها، دون أن يدور في خلده أنه سيعثر عليها بعد لحظات جثة هامدة غارقة في الدماء داخل الحمام.
حالة من الصدمة انتابت الرجل إزاء هذه الكارثة، فخرجت صرخاته تستنجد بالجيران الذين حضروا وأبلغوا الشرطة بحادث مقتل الزوجة رضا علي إسماعيل (34 سنة) بعد العثور عليها مصابة بسبع طعنات في الرقبة والوجه والظهر والذراع والرأس.
ظن الجميع أن لصاً جاء لسرقة المجني عليها، وعندما قاومته مزق جسدها بالطعنات، لكن سلامة كل المنافذ وعدم اختفاء أي مقتنيات أو مبالغ مالية، وضعا رجال الشرطة أمام لغز كشفته بقعة دماء أمام العقار المجاور.
كإجراء طبيعي تم استصدار إذن من النيابة العامة لتفتيش المنزل، لتكون المفاجأة أن الجاني تلميذ في المرحلة الثانوية، عثروا في خزانته على ملابسه ملطخة بدماء القتيلة وفيها السكين التي استخدمها في تنفيذ جريمته.
أحمد خالد حسن (17 سنة) تلميذ في الثانوية العامة، حسن الخلق، متفوق دراسياً، ينتمي إلى أسرة حسنة السيرة والسلوك... كلها تفاصيل عن المتهم رمت رجال الشرطة في حيرة، فما الذي يدفع شخصاً بهذه الظروف إلى ارتكاب جريمة بهذه البشاعة؟!
خرجت اعترافات المتهم كالطلقات في وجه الجميع، وهو يروي كيف أثاره مشهد اغتصاب في فيلم شاهده مع زملائه قبل مدة وظل عالقاً في تفكيره لا يفارق مخيلته، حتى شاهد فردة حذاء خاصة بالمجني عليها كانت تضعها على سور الشرفة، وقد طارت لتسقط في الشارع، فالتقطها وذهب مهرولاً لإعادتها إليها، إلا أنه وجد البوابة الحديدية الخاصة بالعقار مغلقة.
لم يتراجع المتهم ومشهد الاغتصاب يتجسد أمامه، فوضع سكيناً بين ملابسه وقفز من أعلى سطح العقار الذي يسكن فيه لسطح العقار الملاصق الذي تسكن فيه الضحية، ونزل على السلالم وطرق الباب، لتفتح له الضحية التي وجهت له الشكر عندما عرفت سبب مجيئه، لكنها طالبته بعدم تكرار قفزه من سطح العقار خشية سقوطه، وفي سبيل ذلك منحته سلسلة مفاتيحها ليفتح البوابة على أن يعيدها إليها قبل أن يغلق الباب من الخارج.
دخلت الضحية إلى مسكنها في انتظار عودة جارها، لتفاجأ به بعد لحظات يأتي إليها من خلفها محاولاً تجريدها من ملابسها والاعتداء عليها، فنهرته وراحت تصرخ من أجل إخراجه، الأمر الذي خشي معه من الفضيحة، فوجد نفسه يخرج السكين التي كانت بحوزته، الأمر الذي شعرت معه الضحية بالخطر، فحاولت الاختباء منه في الحمام، إلا أنه تبعها وتمكن منها ليصيبها بجرح في الرقبة، أعقبه بجرحين بالرأس وآخرين في الذراع اليسرى وآخر في الظهر ومثله في الذقن... تدفقت منها الدماء ملطخة ملابسه، فجرى مهرولاً من مسرح الجريمة محاولاً إخفاء أدواته، لكن بقعة الدماء التي سقطت من السكين كانت كفيلة بفضح أمره وإيقاعه في قبضة العدالة.