رام الله - الكاشف نيوز : قامت إذاعة مونتي كارلو الدولية بتكرار بثّ تقرير مهمّ يتحدث عن الامل الاخير للرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته دسوريا محمود عباس.
وجاء في تقرير مونتي كارلو الدولية الذي بثته الاثنين: في الخامس عشر من الشهر المقبل يحتفل محمود عباس “أبو مازن”، بالذكرى العاشرة لانتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات الذي توفي في ظروف مثيرة للجدل والشك في 11 من تشرين الثاني نوفمبر من العام 2004 في مستشفى بيرسي الباريسي.
عشرة أعوام تقريبا تربع خلالها أبو مازن على رأس السلطة الفلسطينية، وذلك على الرغم من انتهاء ولايته دستورياً في التاسع من كانون الثاني – يناير من 2009 وتعذر إجراء انتخابات جديدة لأسباب عدة ومتعددة.
عشرة أعوام لم تكن كافية ليتحول الرجل إلى رمز فلسطيني جامع، إلى قائد موحد يمثل كافة الفلسطينيين على غرار أبو عمار صاحب الكاريزما والرمز.
عشرة أعوام لم تكن كافية ليطبع الرجل بصمته في هذا المنصب أكان على الصعيد الداخلي أو الخارجي. فعلى الصعيد الخارجي يمكن القول إن ملف القضية الفلسطينية يراوح مكانه منذ مدة، ولم يتم إحراز أي تقدم فيه إلا من خلال بعض الاعترافات الرمزية في المحافل الدولية، هذا من جهة، أضف إلى ذلك الحروب المتتالية على قطاع غزة والتي لم يستطع أن يفعل أي شيء تجاهها، ناهيك عن تراجع حرارة العلاقة مع العديد من الدول التي كانت تاريخيا من أهم الداعمين للقضية الفلسطينية.
أما داخليا فالسؤال المطروح: إلى أي مدى يستطيع عباس رص الشارع وراءه في ظل تعثر عملية السلام وانسداد أفق الحل وتنتمي شعور خيبة الأمل عند الفلسطينيين من سياسة التفاوض فيما يستقطب خطاب حركة حماس الشعبوي الجماهير.
داخليا أيضا يكثر الحديث عن إخفاقات كبيرة، فبالإضافة إلى الفساد الذي يحوم حول أولاد محمود عباس في رام الله وبخاصة ابنه البكر ياسر ، فقدت فتح مركزها الريادي كأكبر قوة وأكثرها شعبية بين الفصائل الفلسطينية، وذلك بعدما حققت حماس فوزا حاسما في انتخابات 2006، والتي تلاها انسلاخ قطاع غزة عن الضفة الغربية وحصول الانقسام الفلسطيني .أضف إلى ذلك الخلاف الداخلي الفتحاوي ـ الفتحاوي وبالأخص خلاف محمود عباس مع محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي أدى إلى تضعضع الحركة.
وبالتالي وانطلاقا من ما ذكرنا فإن عباس نشط على خط الشؤون الخارجية وقام بزيارات عدة ومنها زيارته الحالية إلى الجزائر وذلك للحصول على دعم للاعتراف بدولة فلسطينية. فكما يبدو يبقى تحقيق شيء ما في هذا الملف ولو بشكل رمزي، الأمل الوحيد أمام عباس للحصول على جرعة أوكسجين للاستمرار في الحياة السياسية وذلك بعد انسداد كافة الأفق أمامه وإلا!