أخر الأخبار
في الذكرى الـ 50 لإنطلاقة حركة فتح
في الذكرى الـ 50 لإنطلاقة حركة فتح

في يوم فتح ، و في ذكرى اول عملية نفذها الفدائي الفلسطيني الاول ياسر عرفات معلنا من ميدان المواجهة انطلاقة حركتنا العملاقة ، اتوجه بتحية إجلال و اكبار لشهداءنا ، الاكرم منا جميعا ، و في مقدمتهم الزعيم المؤسس ابو عمار و رفاق دربه ابو جهاد و ابو أياد و ابو علي إياد و كمال عدوان و ابو يوسف النجار و كمال ناصر و ابو الهول و المعلم ابو علي شاهين .
كما اتوجه بتحية إجلال و احترام الى الشهداء و قادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني الشيخ احمد ياسين و الدكتور جورج حبش و الدكتور فتحي الشقاقي و ابو علي مصطفى و الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي و الآلاف من شهداء الشعب و الثورة .
كما اتوجه بتحية حب و اكبار و مجد الى القابضين على الجمر ، الى أسرانا الأبطال وهم يواصلون الصمود و الكفاح الأسطوري من زنازين ابشع احتلال استعماري عرفته البشرية في العصور الحديثة ، و أقول لهم ، و للأخوين القائدين مروان البرغوثي و احمد سعادات نحن معا حتى نستكمل مشوار الحرية و الاستقلال الوطني و دون صمودكم و بطولاتكم و مواقفكم الملهمة تصبح جبهتنا الداخلية اكثر هشاشة في مواجهة المحتل او الخاضعين لإرادته .
أخواتي و إخوتي في حركة فتح
أبى البعض الا ان ينغص علينا فرحة الاحتفال بانطلاقتنا التاريخية المباركة ، عبر الكارثة الوطنية و المهزله السياسية التي تسبب بها قيادة التخاذل في مجلس الأمن الدولي والتي ألقت بظلال ثقيلة على ذكرى فتح ، اذ لم يسجل في تاريخنا صفحة سوداء و مليئة بالشبهات و الاستهتار و الانصياع اكثر من تلك الوريقات التي أعدت مع قوى خارجية و تم تبنيها بعنوان فلسطيني فاقد للشرعية و الأهلية قبل ان يتعرض لتصويت مهين داخل اروقة مجلس الأمن .
ومن الواجب هنا ان نسأل ، هل فعلا سقطت الورقة في مجلس الأمن ؟ ام انها أسقطت بقصد عدم احراج أمريكا بالفيتو !؟
الأخوات و الإخوة
لم تشهد فتح منحدرا اخطر من الانحدار المروع الذي نراه ، و لم تختطف فتح يوما الى المجهول كما يحدث اليوم على يد حفنة صغيرة من الفاسدين ، و لكن على الفاسد و زبانيته ان يدركوا بأن فتح ليست ما يخطط له او يدور في مخيلتهم المريضة ، بل هي عنقاء فلسطين ، و هي درة تاج الوطنية الفلسطينية ، و فتح تعرف كيف تنهض مجددا لتكنس كل أولئك الى المكان الذي يستحقون .
و في هذا اليوم المجيد ، اتوجه بقلب و عقل مفتوح الى كل قيادات و كوادر الحركة ، مؤكدا لهم باني ما سعيت يوما الى خلاف داخلي لا مع محمود عباس و لا مع غيره ، بل كنت أمارس دوري الطبيعي في النقد و التنبيه و الاعتراض وفق ما كفلته دساتير و تقاليد فتح تاريخيا حتى في ذروة مجد و قوة ابو عمار ، بل ان عباس و انا مارسنا تلك الحقوق مجتمعين و متضامنين في عصر ابو عمار ، فما الذي اختلف او تغير غير الذي جلس في المقعد الاول ؟
و مع ذلك ، و خلال السنوات الاخيرة آثرت دوما الركون الى صوت العقل و قانون المحبة والأخلاق ، و خلال كل جولات الوساطة الستة ، و الجهود الخيرة لاخوة كرام ، تنازلت عن كثير من حقوقي الشخصية دون أسف او ألم ، لأني كنت افعل ذلك من اجل فتح و قوتها و وحدتها و عزتها ، لكن روح التفرد و الشخصنة و الفساد و رغبة الاستئصال كانت دوما هي عناوين الرد على كل مواقفي الإيجابية ، و من لا يريد ان يرى كل تلك الحقائق إنما يحاول ان يحجب نور الشمس بغربال ، و لكن ، و مثلما يستحيل استئصال فتح من محمد دحلان ، فانه يستحيل ايضا استئصال محمد دحلان من فتح .
اخواتي و اخوتي
يحاول البعض عبثا تحميل مواقفي و مواقف الرافضين لنهج التفرد والفساد بما ليس فيها او منها ، فلست انا او رفاقي من نحتمي بغير فتح و الشعب الفلسطيني ، غير ان ذلك البعض يتناسى بعمد و غباء ان اتفاقية المصالحة مع حركة حماس كانت تأليفا و تلحينا و غناء رديئا من محمود عباس و عصبته المغلقة وكان إتفاق مصالح وليس مصالحة ، ورغم ذلك فقد باركنا الإتفاق وسجلنا ملاحظاتنا وحذَّرنا من هشاشته ، و ها هو عباس و جماعته يلهثون مجددا الى قطاع غزة و يتباهون بذلك ومرة أخرى وفق مزاجية الشخص ودون رؤية وطنية ورغبة صادقة ، فمن اعطاهم حق التحريم على غيرهم و الإباحة لأنفسهم ؟
اخواتي و اخوتي
بوضوح و دون أية مواربة ادعم و بكل قوة مصالحة وطنية فلسطينية شاملة و حقيقية بين فتح و حماس و كل فصائل و قوّى و شخصيات الشعب الفلسطيني ، و على أسس المصارحة و المكاشفة ، مصالحة يقدم فيها أولياء الدم القسط الأكبر من الإسهام والتفهم والمباركة، ويشعرون أن حقوقهم لن تذهب هدراً ، فبدونهم لن تستقيم الأمور و لن تندمل الجراح .
كما انني ادعو و بقوة الى مصالحة مستندة الى توافقات حد أدنى سياسي و شراكة كاملة في قرار و رؤية الحرب و السلام ، و مصالحة تستند الى الشعب و مصالحه و اختياره لقيادته عبر استعادة العملية الديموقراطية و اجراء انتخابات وطنية شاملة للمجلس الوطني و السلطة و الرئاسة ، و ذلك لإنهاء عقد من التفرد و الفساد السياسي والمالي عقب اغتيال الزعيم الخالد ابو عمار .
اخواتي و اخوتي
إن احقاد و تشويهات الفاسدين عن طبيعة التواصل بيني و بين قيادة حماس لا تربكني ، و لن تزعزع قناعتي في ضرورة بذل كل جهد مستطاع لتخفيف الحصار و التجويع و التهميش المزدوج الذي يمارسه نتنياهو و عباس بحق اهلنا في القطاع الصامد ، و أرجو ان يكون أي تواصل عاملا يعزز المصالحة الوطنية الشاملة ، لكنه قطعا لم و لن يشكل بديلا لها او يغني عنها ، و انا ارحب بأي تواصل وفق رؤية وطنية شاملة وبما يخدم شعبنا و يخفف من آلامه العميقة .
ختاما اخوتي ، أقول لكم و لكل أبناء شعبنا الفلسطيني بأن قوة فتح سلاح حاسم لانتصارنا ، و بأن في ضعف فتح يكمن تراجع و انهيار المشروع الوطني كله ، و اذا كانت اسرائيل تدرك ذلك و تعمل عليه جهارا ، فأن علينا ان نعمل ليلا نهارا و بلا كلل او ملل لإنقاذ فتح و حمايتها و تعزيز وحدتها الداخلية و صيانة دورها في قيادة معركة الحرية و الاستقلال ، فلا استقلال بدون فتح ، و لا سبيل الى الحرية الا دروب فتح الأصيلة ، دروب جربها شعبنا طويلا ، و آمن بأن الرصاص و الحجارة و الرؤية السياسية السليمة منبعها فتح ، و بأن وقودها الحيوي هم فتية فتح ، لأنهم كانوا دوما اول الرصاص و اول الحجارة