أخر الأخبار
«لقد كنت يا جلالة الملك محقاً»
«لقد كنت يا جلالة الملك محقاً»

هذه الراحة في الحديث تعكس وضوحا في الرؤية، هكذا بدا الملك خلال حديثة مع الأعيان.
يكاد يكون الزعيم الوحيد الذي يملك مثل هذه الرؤية الواضحة للأحداث وللحلول معا، لكن المهم بين ذلك كله أن لا يتأخر العالم في التقاط ما يراه، وقد حدث ذلك فعلا في كل الأحداث التي مرت وقد كانت عصيبة، وكان صناع القرار العالمي يقرون له بذلك، «لقد كنت يا جلالة الملك محقا».
هذا على صعيد أحداث الاقليم والعالم، لكن فيما يتعلق بالشأن المحلي، فهو رجل يعرف تماما ما ينبغي عمله من أجل تطوير البلاد في تحدي لظروف غاية في الصعوبة، والا كيف خرج الأردن ولا يزال من عواصف عاتية ؟
بالرغم من الظروف فان جلالته دائم الاصرار والعزيمة من أجل تحقيق تنمية اقتصادية شاملة يقطف ثمارها كل اردنى واردنية، التنمية الاقتصادية التى تحقق عافيتنا الاقتصادية من الفقر والعوز وتحقق مفهوم وروح الازدهار الاقتصادى الحقيقى الذي ينعكس على الفقير قبل غيره والتي تهدف الى.. ازدهار الفرد والعائلة.
صحيح أن الاضطرابات في المنطقة رتبت أعباء كبيرة على الأردن لكن أستطيع أن أقول أن هذه الاضطرابات يمكن أن تشكل في ذات الوقت فرصة كبيرة لتحقيق فوائد للاقتصاد بحسن الادارة والجرأة في إتخاذ القرارات وتنحية الحساسية المفرطة في التعامل مع هواجس وتداعيات هذه الازمة.
هي نظرة الى المستقبل في ظل واقع متشابك يكتنفه الغموض، ولا مرة إستسلم الملك لهذا الواقع، ولا مرة تراجع خطوة عن الأفكار الخلاقة، وكان في كل مرة يعزز الثقة ببلده ومواطنيه.
حاجة الأردن للاستثمار، ليست ترفا، بل هي حاجة إقتصادية بإمتياز وإجتماعية وسياسية في آن واحد، فليس أحوج من الأردن الى تدفقات نقدية مباشرة في ظل العجز في الموازنة وفي الحساب الجاري وفي ظل إرتفاع البطالة وتراجع مستوى المعيشة، أهم مصادر تمويل لمواجهة هذه المشاكل تكمن في الاستثمار كما أن قلة المال وقلة العمل أفضل المحفزات للمشاكل الاجتماعية وللتأزم السياسي ومن على نخب الأردن سوى حشد الطاقات في حوار وعمل يعزز أسلحة المواجهة بدلا من الغرق في مزيد من التشابك والاشتباك.
نجاح الأردن في الإفلات في كل مرة من عنق الزجاجة يثير الدهشة فقد أثبت على مدى العقود الماضية أنه قادر على التعامل مع الصدمات والمؤثرات بمرونة كبيرة تتجاوز استيعابها إلى تحويل السالب منها إلى ايجابيات. وان أتت الرياح بما لا تشتهي السفن أحيانا, فان سرعة التكيف, مع هذه المتغيرات كانت ولم تزل سمة الاقتصاد الأردني الذي لا يستسلم لظروفه كقدر محتوم، يتجاوز ضيق ذات اليد, إلى القدرة على تحقيق التنمية.
الملك لا يهدأ ولا يكل بين السعي لتلبية حاجات الوطن والمواطن وفك تعقيدات قضايا الاقليم، لكن بعضنا لا يكل ولا يهدأ ولا يترك جهدا ممكنا لتقويض هذا الجهد باستدعاء العراقيل.
الاقتصاد القوي يولد موقفا سياسيا قويا، هذه هي مضامين رسائل توحي بما يسعى الملك لأن يفعله.