أخر الأخبار
اتهامات باطلة وغير صحيحة
اتهامات باطلة وغير صحيحة

يصر الرئيس بشار الأسد على حشر الأردن في قائمة الأطراف التي يقول أن سوريا تتعرض لـ»عدوان» من قبلها ففي حديث لصحيفة تشيكية اسمها ليتبرا تي نوفوني ادعى بأن المملكة الأردنية الهاشمية من بين الدول المجاورة التي تشكل قنوات إمداد لما سماه بالإرهاب والمقصود هنا بالطبع ليس «داعش» و «النصرة» وإنما قوى المعارضة المعتدلة التي دأب ومنذ بداية انفجار الأزمة السورية في آذار (مارس) عام 2011 على إلصاق التهمة الإرهابية بها . 
وبالطبع فإن هذه إدعاءات فارغة باطلة ولا أساس لها من الصحة وبإمكان الرئيس بشار الأسد حتى يتأكد من هذه الحقيقة أن يتنازل عن كبريائه قليلاً وأن يسأل الفصائل المعارضة المعتدلة وأولها «الائتلاف» و «الجيش السوري الحر» التي تشكو مرَّ الشكوى من إغلاق الحدود الأردنية أمامها.. هذه الحدود التي من غير المستبعد أن يجري فتحها في أي لحظة إذا بقيت هذه الاتهامات «المفبركة» الباطلة تلصق بالأردن على «الطالع والنازل»‼ .
إن المعروف وهذا ما بقي يكرره :»مسامير صحن المخابرات السورية» الذين وصل انحيازهم ضد تطلعات الشعبين المقهورين ،الشعب السوري والشعب الليبي، إلى حد الدفاع عن معمر القذافي ونظامه الذي شكل أكبر تشوهٍ في وجه التاريخ ،.. المعروف إن ما يضايق بشار الأسد ونظامه هو استقبال الأردن لنحو مليون ونصف من اللاجئين السوريين الذين يدعي أن دافع استقباله لهؤلاء الأشقاء هو الضغط عليه وهو تشويه سمعته وكأن هذا النظام بحاجة إلى التشويه ليس منذ بداية السنوات الأربع الأخيرة وإنما منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه ابوه ضد رفاقه في الحزب وضد إخوته في «الطائفة» في عام 1970 .
إنه غير صحيح وعلى الإطلاق أن الأردن يفتح قنوات الإمداد لمقاتلي المعارضة السورية ،الذين اعتبرهم بشار الأسد ومعه «مسامير صحنه» ومنذ اليوم الأول مجموعات إرهابية والصحيح أن هذا النظام هو من دأب إلى إرسال المتسللين من منتسبي أجهزته الأمنية ومن أعضاء حزب الله ومن إرهابيي الفيالق الطائفية والمذهبية المستوردة من إيران ومن العراق وحتى من أفغانستان وباكستان، لاختراق الحدود الأردنية لتصدير العنف إلى بلدنا كما قام بتصدير العنف إلى لبنان وإلى تركيا.
والمضحك بالنسبة لهذا الحديث ،الذي أدلى به بشار الأسد إلى هذه الصحيفة التشيكية المغمورة، قياساً بالصحف العالمية المعروفة، أنه ما كان بإمكانه البقاء في موقعه لأربع سنوات لولا دعم الرأي العام والشعب السوري وهنا يبدو أن المحيطين به من كبار المسؤولين ومن كبار قادة أجهزته الأمنية لم يبلغوه أنَّ أعداد اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة وإلى الخارج قد تجاوز الخمسة ملايين بينما عدد اللاجئين إلى مناطق ومدن خارج سيطرته في الداخل ،أي داخل سوريا نفسها، قد تجاوز هذا الرقم الآنف الذكر كثيراً ..فلذلك فإنه كان على صحافي هذه الجريدة أن يسأله عن أي شعب يتحدث يا ترى ؟!.
ربما أن الرئيس بشار الأسد عندما يقول مثل هذا الكلام يعتمد على الأرقام الفلكية التي تم الإعلان عنها بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأخيرة وهي أرقام لم يصدقها إلَّا الروس والإيرانيون ومعهم حسن نصر الله والجنرال ميشيل عون الذي بعدما ألجأه «الأمن المستعار»‼ إلى مغادرة بلده الجميل لنحو خمسة عشر عاماً قضاها لاجئاً سياسياً في باريس عاد وهو يحاول مُلْكاً»لكن الواضح إنه لن يحصل عليه .. أنه بالتالي» سيخرج من المولد بلا حمّصٍّ كما يقال»‼.