أخر الأخبار
الملك: نستذكر مواقف الفقيد الكبير في خدمة وطنه وأمته
الملك: نستذكر مواقف الفقيد الكبير في خدمة وطنه وأمته

الرياض - الكاشف نيوز : عاد جلالة الملك عبدالله الثاني الى أرض الوطن، مساء أمس، بعد زيارة الى العاصمة السعودية الرياض قدم خلالها واجب العزاء والمواساة بوفاة الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود واعضاء الاسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق.
وأعرب جلالة الملك عبدالله الثاني لأخيه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، والشعب السعودي الشقيق عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بوفاة المغفور له بإذن الله الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
واستذكر جلالته، خلال تقديمه واجب العزاء في الرياض امس لخادم الحرمين الشريفين وأعضاء الأسرة المالكة السعودية، بكل مشاعر الاعتزاز والتقدير مواقف الفقيد الكبير الحافلة بالخير والعطاء وخدمته لوطنه وأمته العربية والإسلامية، والدفاع عن قضاياها العادلة وتعزيز وحدة الصف والتضامن العربي، ومساندته ودعمه الموصول للأردن والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف والأحوال، حيث غدت العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجا متميزا على جميع المستويات.
وأكّد جلالته، الذي ربطته بالملك الراحل علاقات أخوية وشخصية قوية ومتينة، أن علاقات التعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، والتي تطورت وتوثقت على مدى سنوات طويلة، ستبقى راسخة ومتجذرة في عهد أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
وشارك في تقديم واجب العزاء والمواساة بالراحل الكبير، بمعية جلالة الملك، سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير راشد بن الحسن، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ووزير الداخلية حسين المجالي، والسفير الأردني في الرياض جمال الشمايلة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني غادر أرض الوطن، امس، متوجها إلى العاصمة السعودية الرياض على رأس وفد رفيع المستوى، لتقديم واجب العزاء والمواساة بوفاة الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأعضاء الأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق.
الى ذلك، توافد زعماء العالم على السعودية امس للقاء العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بعد وفاة سلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس الاول.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وولي عهد المغرب الأمير مولاي رشيد والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من بين أول من وصلوا من زعماء الى الرياض. كما وصل إلى العاصمة السعودية يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني السابق.
ووصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي الباجي السبسي ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وولي العهد الياباني الأمير ناروهيتو لتقديم التعازي والرئيس السنغالي ماكي سال ورئيس الغابون علي بونغو ونديمبا، وفق ما افادت وكالة الانباء السعودية.
ويرافق الرئيس السيسي في تقديم التعازي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة ووزير الخارجية سامح شكري ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الى جانب عدد آخر من المسؤولين ضمهم الوفد المرافق للرئيس المصري.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد قطع مشاركته فى منتدى
(دافوس) العالمى لتقديم واجب العزاء في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك وعاد إلى القاهرة مساء الجمعة بعدما تعذر سفره لحضور الجنازة بسبب سوء الأحوال الجوية فى منتجع « دافوس « وكلف رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بالتوجه على رأس وفد ضم وزير الدفاع إلى الرياض للمشاركة فى مراسم تشييع جثمان الملك الراحل. ولم يتمكن الكثير من القادة الاجانب من المشاركة في تشييع العاهل السعودي الراحل الجمعة بعد ساعات من وفاته عن عمر يناهز الـ90 عاما.
وتمكن الرئيس التركي ورئيس وزراء باكستان وبعض قادة دول الخليج من المشاركة في تشييع الراحل الكبير الذي دفن في مقبرة عامة في لحد بسيط بدون شاهد كما هي العادة في المملكة. ووصل الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفلسطيني محمود عباس الى الرياض بعد مراسم الجنازة.
وتلقى اثر ذلك العاهل السعودي الجديد الملك سلمان (79 عاما)، المبايعة الرمزية للسعوديين كما تقتضي العادة. وكان الى جانبه الامير مقرن ولي العهد الجديد.
واكد العاهل السعودي الجديد بعد اعتلائه سدة الحكم ان المملكة بقيادته ستستمر بالسير على نفس النهج الذي سار عليه اسلافه. وقال الملك سلمان «سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تاسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله وعلى ايدي ابنائه من بعده رحمهم الله». ووعد الملك سلمان بان تستمر بلاده التي تحتضن الحرمين المكي والنبوي، اقدس المقدسات الاسلامية، بالعمل على وحدة العرب والمسلمين. وقال «ان الامة العربية والاسلامية احوج ما تكون الى وحدتها وتضامنها وسنواصل في هذه البلاد ... مسيرتنا بالاخذ بكل ما من شانه (ضمان) وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا امتنا».
واعلن الديوان الملكي مبايعة وزير الداخلية الامير محمد بن نايف (55 عاما) وليا لولي العهد فيما بات الامير مقرن ايضا رسميا نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يشغله الملك نفسه.
كما اعلن الديوان الملكي تعيين الامير محمد بن سلمان نجل الملك وزيرا للدفاع خلفا لوالده ورئيسا للديوان الملكي.
واصدر الملك سلمان عددا من الاوامر الملكية التي تضمنت خصوصا اعفاء السكرتير الخاص للعاهل السعودي الراحل خالد التويجري من مناصبه، بما في ذلك منصب رئيس الحرس الملكي ورئيس الديوان الملكي. واحتفظ جميع اعضاء مجلس الوزراء الآخرين بمناصبهم.
الى ذلك، تلقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، البيعة من المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والأمراء والمواطنين، في قصر الحكم بالرياض.
وقال مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة جاء فيها: أيها الإخوة في هذا اليوم المبارك يوم الثالث من ربيع الثاني نبايع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد نبايعه بيعة شرعية على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, كما نبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد والأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد بيعة شرعية مقتضاها السمع والطاعة في المعروف والالتزام بها واعتقاد أنها بيعة شرعية يجب العمل بها وبمقتضاها, ويحرم التمرد عليها لأنها بيعة صالحة صادقة على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم». وأضاف»أصل هذه البيعة لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من أراد أن يسلم بايع النبي على الإسلام ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية بين الأوس والخزرج وبين محمد صلى الله عليه وسلم ، أدى إلى الانتقال إلى مهاجري المدينة لما بايعوا الأنصار على أن الحماية أن يحموهم مما يحموهم من أهليهم وأموالهم, ثم بعد هذا بيعة المسلمين فبايع المسلمون رسول الله يوم الحديبية لما قيل أن عثمان قُتل قال الله « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة « وقال الله لنبيه « يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم « , توفي محمد صلى الله عليه وسلم في العام الحادي عشر للهجرة فلما توفي أصاب الناس ما أصابهم وحل بهم ما حل بهم وبعد وفاة النبي الكريم فقدوا حلمه وعدله وتقواه وكرمه وجوده وشجاعته وحسن تعامله وفقدوا النبي الكريم فأصابهم ما أصابهم فاجتمع في سقيفة بني سعد الأنصار فلما علم بأمر المسلمين أتاهم الصديق وخاف على في بداية الأمر فخطب خطيب الأنصار ، ودعا أن يكون منهم من الأنصار أمراء والوزراء ؛ إلا أن الصديّق فطن للأمر فقام مسرعاً فدخل الصديق وبايعوه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله فبايع الأوس والأنصار والمهاجرون أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم بايع المسلمون عمر بن الخطاب بيعة شرعية من بعد الصديق له, ثم بايعوا عثمان ثم جعلوا الخلافة أن يكون فيها عنه الرسول راض ٍ، فبايعوا مثلما بايعوا عثمان مثلما بايع المسلمين جميعا وبايع المسلمون علياً رضي الله عنه خليفة لهم رابعاً ثم حصل ما حصل إلى أن جمع الله المسلمين جميعاً على يد معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه».
من جهتها، رحبت هيئة كبار العلماء السعودية امس باستمرار سياسة المملكة الداخلية والخارجية والمحافظة على ثوابتها الدينية. ونوه الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد في بيان للهيئة امس بـ»المضامين القيمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وجهها للمواطنين، التي أكدت على التمسك بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز 1932 متمثلا في دستورها كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم». وقال الشيخ الماجد» لقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منطلقة من التأكيد على دستور البلاد الكتاب والسنة، موضحة في الوقت نفسه الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة على هدي من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى سبحانه لنا ، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال».