أخر الأخبار
الاردنيون يحيون غدا ذكرى الوفاء والبيعة
الاردنيون يحيون غدا ذكرى الوفاء والبيعة

عمان - الكاشف نيوز : يحيي الاردنيون، غدا السبت، الذكرى السادسة عشرة ليوم الوفاء والبيعة، ذكرى الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي تسلم سلطاته الدستورية في السابع من شباط عام 1999 ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.

التقاليد الراسخة في الحياة الاردنية العامة والمحتكمة الى الدستور متواصلة ومتجذرة في عهدين فصل بينهما نهاية قرن وبداية قرن جديد، فدولة المؤسسات التي ارادها الملك الراحل الحسين وبناها مع ابناء الوطن جميعا جعلت من يوم وداعه رحمه الله يوما تاريخيا مشهودا في سلاسة انتقال الحكم والمضي الى مرحلة جديدة من عمر المملكة الاردنية الهاشمية بتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.
يقول الحسين طيب الله ثراه :
"ان مفهوم الوطن يأتي فوق مفهوم الجغرافيا واكثر من مفهوم التاريخ لان الوطن هو الحياة، حياة كل مواطن وكرامته وكبرياؤه وهو مصدر وحيه ومعين الهامه وهو الذي يعيش الانسان في كنفه بشرف وكرامة ويكون مستعدا للموت في سبيله بفرح وكبرياء ".
ونقرأ في رسالة الحسين طيب الله ثراه، الوداعية، لنجله جلالة الملك عبدالله الثاني:
" عرفت فيك وانت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي حب الوطن والانتماء اليه والتفاني في العمل الجاد المخلص ونكران الذات وحب الظهور ، والعزيمة وقوة الارادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم المستند الى تقوى الله اولا ومحبة الناس والتواضع لهم والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم وتوقير كبيرهم والرحمة بصغيرهم والصفح عن مسيئهم حيثما كان مجال للصفح وكرم النفس والخلق والحزم عندما يستقر الرأي على قرار ووضع مصلحة الوطن والامة فوق كل المصالح والاعتبارات" .
هي مصلحة الوطن والامة ما وضعه جلالة الملك عبدالله الثاني نصب عينيه ليسير بالسفينة الاردنية الى بر الامان امام امواج متلاطمة عصفت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا باوطان تمزقت اشلاؤها وانقسمت على نفسها ، بحكمة ودراية وروية وسياسة متزنة وصداقات عربية متينة، وعالمية مقدرة ومحترمة تجاوز الاردن كما على عهده دوما منحنيات خطرة، ودام ايقونة عربية فريدة يغيث المرتجي ، ويساعد الملهوف ويفتح ذراعيه لاشقائه يقاسمهم اللقمة وقطرة الماء والدم .
لقد حمل الحسين طيب الله ثراه على عاتقه الدفاع عن الاسلام ورسالته السمحة ضد الارهاب والتطرف، ومن أقواله :"ان المملكة الاردنية الهاشمية تؤكد على ضرورة التفريق الحاسم والواضح بين الاعمال الارهابية والشريعة الاسلامية السمحة فالاسلام الذي نعتز به دينا ومنهج حياة يقوم على التسامح ويحدد منهج الحوار بقوله تعالى، " وجادلهم بالتي هي احسن" ، والاسلام يحدد الفرق بين الجهاد الذي يستند الى العقيدة وينطلق من مبدأ احترام المواثيق وعدم جواز قتل الابرياء من جهة وبين الارهاب وقتل الابرياء وترويعهم من جهة اخرى ، وقد استقر في وجداننا جميعا ان الارهاب لا يقتصر على جنس او على اتباع دين دون غيره او على وطن دون سواه.
ويواصل جلالة الملك عبدالله الثاني اداء هذه الرسالة السامية في الدفاع عن الاسلام من خلال مبادرات عدة اهمها رسالة عمان التي اطلقت في العام 2004 ، وفي خطاب العرش السامي الذي القاه جلالته في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السابع عشر نقرأ :
ان من واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ولذلك، فالحرب على هذه التنظيمات الإرهابية وعلى هذا الفكر المتطرف هي حربنا، فنحن مستهدفون، ولابد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام وقيم التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب، وإن كل من يؤيد هذا الفكر التكفيري المتطرف أو يحاول تبريره هو عدو للإسلام وعدوٌ للوطن وكل القيم الإنسانية النبيلة.
في حربه على الارهاب والتطرف ومنذ نشأة هذا البلد الصامد قدم الاردن تضحيات جساما وارواحا بريئة كان همها الاول والاخير خدمة هذا الوطن وخدمة هذه الامة ، ولم يكن آخر هذه التضحيات الروح الطاهرة التي انتقلت الى باريها يوم استشهاد المغفور له الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه في رحاب المسجد الاقصى المبارك ، ولا اغتيال رئيس الوزراء هزاع المجالي في مكتبه وهو يقدم خدماته للمواطنين ، وكذلك اغتيال رئيس الوزراء وصفي التل رحمهم الله جميعا.
بعد استشهاد وصفي التل قال الراحل الحسين :"هناك رد واحد على كل هذه الجرائم والاثام اطلبه من كل واحد منكم رجلا كان او امرأة عسكريا كان او مدنيا هو المزيد من الايمان بالوحدة الوطنية والمزيد من التمسك بها والحفاظ عليها ، عندها ستمضي سفينتنا بعزم وايمان مهما غاب عنها من وجوه الرفاق الاحباء.
وحين تعرض الاردن في العام 2005 لهجمة بربرية همجية اودت بحياة اكثر من ستين مدنيا قال جلالة الملك عبدالله الثاني:
"وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأردن إلى مثل هذه الأعمال الارهابية الجبانة ، والأردن ليس البلد الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه الأعمال , فالكثير من دول المنطقة وكثير من بلدان العالم تعرضت لمثل هذه الأعمال الإرهابية وربما اكثر واكبر منها ، ونحن نعرف ان الاردن مستهدف ربما أكثر من غيره لأسباب كثيرة منها دوره ورسالته في الدفاع عن جوهر الاسلام دين الاعتدال والتسامح ومحاربة الارهابيين الذين يقتلون الابرياء باسم الاسلام والاسلام منهم بريء ".