أخر الأخبار
مؤتمر يدعو لاستراتيجية عالمية لبناء تيار الاعتدال
مؤتمر يدعو لاستراتيجية عالمية لبناء تيار الاعتدال

عمان - الكاشف نيوز : افتتحت فعاليات المؤتمر الدولي الذي جاء بعنوان (دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي) في عمان امس الذي نظمه المنتدى العالمي للوسطية على مدى يومين، بمشاركة محلية ودولية ومن مختلف دول العالم الاسلامي، وبحضور مختلف الاطياف الدينية والمذهبية.
واشاد المشاركون بدورالأردن وقيادته وشعبه وسعيهم لتعميق خط الوسطية في مواجهة الإرهاب،
وشدد المشاركون على ضرورة ابراز صورة الاسلام الحقيقية التي تم الاساءة لها من قبل بعض التنظيمات الارهابية.
ويهدف المؤتمر إلى إبراز صورة الدين الاسلامي المشرقة وبيان دور العلماء والمفكرين في تعزيز منهج التوازن والاعتدال ودور المؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية والاعلامية في مواجهة التطرف والإرهاب بأشكاله ومسمياته وضرورة وبناء إستراتيجية عالمية لبناء تيار الإعتدال وتأكيد حقيقة ان كل الشرائع السماوية ترفض هذا الإرهاب وتقديم التجارب الناجحة والحلول العلمية والعملية لمعالجة هذه الظاهرة وآثارها.
وقال الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقتٍ يجسد الحالة الحرجة التي نمّر بها جميعاً فالعنفُ، والحروبُ الداخلية، واتساع مظاهر التطرف، والإرهابُ من التكفير وإلى التَّفجير بما يهدّد السلم الاجتماعي للأوطان، والبنيان والإنسان نجم عن سوء الفهم لمبادئ الإسلام الحنيف والمحاولات المشوّهة لتطبيقها.
ودعا الفاعوري المكونات المجتمعية التصدي لهذه الظاهرة وتعرية أصحابها أمام الكون حتى يتوقفوا عن تنفيذ مخططاتهم الدنيئة في تشويه صورة الدين الحنيف بأيدي مغرر بها وتحت يافطة العباءة الدينية، كما دعا الإعلام الغربي أن لا يمزج بين الإرهاب والإسلام من خلال خطاب الكراهية الذي بدأ ينتشر هناك.
بدوره قال رئيس المنتدى الامام الصادق المهدي ان «واقع أمتنا الحالي مع كل ما يحيط به من فرص معنوية ومادية وبشرية محزن، وأشار إلى ان هناك سبعة عوامل استقطاب يشعلها الغلاة، ويستغلها الغزاة لمقاصدهم هي: استقطاب حاد بين اعتقاد ديني وفكر علماني، واستقطاب بين السنة والشيعة واستقطاب داخل الجسم الإسلامي بين سلفيين وعصريين، استقطاب بين قومية غالبة ومجموعات قومية أخرى وتباين بين أثرياء وفقراء واختلافات حول التعامل مع المحيط الدولي.
وأكد المهدي انه إذا كان أوسط الأمور في الماضي خياراً من خيارات، فإنه في ظروفنا الراهنة صار ضرورة الضرورات، مؤكداً ان الواجب يقتضي أن نتفق على تشخيص موضوعي للحالة وإصدار نداء لاستنهاض الأمة .
من جانبه أشاد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بدر علامة بدور القيادة الأردنية في تبنى العديد من المبادرات والحملات وعلى رأسها المبادرة الملكية الخاصة بتخصيص أسبوع من كل عام للوئام بين الأديان والتي تبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة بالإجماع في عام 2010، كما أشاد بمبادرة المملكة العربية السعودية لإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الاسلامية في الرياض.
وأكد علامة على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على إحياء القيم الإنسانية النبيلة التي تساعد على تقدم ونهضة المجتمعات وبناء الثقة ومد جسور المحبة والسلام والوئام الديني ونبذ الكراهية، مشيراً إلى انه لن يتحقق ذلك إلا بنهج الحوار بعيداً عن التشنج والتعصب.
وأكد مؤسس حركة النهضة التونسية عبدالفتاح مورو من تونس على دور الشباب في الأمة الإسلامية فهم المحور الأساسي لمستقبل الأمة وهم العنصر الأكثر أهمية في محاربة فكر التطرف والإرهاب.
أما الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي قره داغي فقال إنه جب السعي لعلاج الارهاب بجميع الوسائل المادية والفكرية والمعنوية والإعلامية ، وإن القضاء على أسبابه المتنوعة هو العلاج الناجع ، داعياً لوضع استراتيجية شاملة بالتعاون مع بقية الدول والمؤسسات الخاصة بالعلماء في كل مكان.
ووجه القرة داغي نداء باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الأمة الإسلامية بالتمسك في الوحدة والإصلاح الشامل الذي يحقق العدل ويصون الكرامة الإنسانية والأخذ بأسباب القوة وبذل كل ما يمكن بذله لعكس صورة الدين الإسلامي وصورة الإسلام الحقيقية.
وقال الدكتور عزالدين معميش ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في كلمة إلقاها بالإنابة عن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة إن ما تمر به الأمة الأسلامية مرحلة تاريخية عسيرة على المستويات الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، التي تحتاج إلى حكمة العقلاء من أبناء الأمة وحكامة الحكام وفطنة العلماء ووعي الشعوب، ويحتاج الجميع إلى الإنصات إلى صوت الوحدة والتآزر في مواجهة التطرف والغلو والإرهاب، والاعتصام بقيم الإسلام الداعية إلى التسامح والحوار والتراحم ، سواء بين المسلمين أنفسهم، أو بين المسلمين وغيرهم.
وأوضح العلامة علي محمد حسين فضل الله من لبنان ان الوسطية بما تعني من اعتدال وتوازن لم تكن أبداً شعاراً مرحلياً رفعه الإسلام ليتميز عن غيره من الأديان، بل هو جوهر عقيدته وشريعته ونظمه وأخلاقه، وحاضراً في ثنايا كل ذلك.
وأشار إلى ان القضاء على الإرهاب لا يتم إلا عندما تستنفر جهود العلماء والمفكرين والواعين في مواجهته من خلال وجود استراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة هذا الإرهاب تحدده وتعرفه، مؤكداً الحاجة لكل ألوان الوحدة، الوحدة الوطنية والعربية والإسلامية، والسعي لتكامل عربي وإسلامي.
واشتمل اليوم الأول للمؤتمر الدولي على ثلاث جلسات تمحورت حول الإطار المفاهيمي، وأثر الإرهاب في تشويه صورة الإسلام والحد من انتشاره وانعكاسه على أمن وسلامة المسلمين في البلدان الأخرى، و دور المجامع العلمية والثقافة في التصدي للتطرف.
وتناولت الجلسة الثانية محور التطرف والإرهاب، الجذور والمخاطر ، منابع فكر التطرف والإرهاب، ومخاطر التطرف والإرهاب وطرق معالجتها من منظور الأديان، و دور المراجعات الفكرية للحركات والتيارات الإسلامية في الحد من التطرف.
في حين خصصت الجلسة الثالثة للحديث عن دور المؤسسات والمنظمات الرسمية والأهلية في تدعيم الاستقرار وترسيخ منهج الاعتدال.