عمان - الكاشف نيوز : نتيجة مؤلمة لإسرائيل فالتدخل غير المتوقع للجيش الأردني وسيطرته على المواقع الحيوية أكسبته أفضلية الحقت خسائر فادحة بجيش العدو .
250 قتيلاً، و450 جريحا وتدمير 88 آلية مختلفة وإسقاط 7 طائرات مقاتلة ..
هي الخسائر الاسرائيلية التي فاقت انتصارهم بحرب عام 1967 ، وباعترافاتهم .
الاعلام الاسرائيلي نقل اعترافات وشهادات صريحة على لسان قادته بالهزيمة، وبقدرة وكفاءة الجيش الاردني ومعنوياته العالية التي ارهبت العدو والحقت به اشد الخسائر ليضطر الى الانسحاب وطلب وقف اطلاق النار.
فقد اقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها حاييم بارليف بالهزيمة وقال:
"ان إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران 1967".
أما الكولونيل اهارون بيلد - وهو قائد دروع ومكلف بقيادة القوة المهاجمة من الجنوب، ومُنح وسام تقدير رفيع لنجاحه في الانسحاب من معركة الكرامة - فقد وصف في حديث سابق لصحيفة دافار الإسرائيلية المعركة بقوله:
"لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أرى شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط.
ولم تتوقع القوات الاسرائيلية المعتدية ان تواجه ما لقيته من مقاومة فبدأت هجومها عند الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 21 آذار 1968 عبر ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المسلحة وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك، وقد استخدم الإسرائيليون مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106 ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات.
وقد تصدت القوات المسلحة الاردنية للقوات الغازية واستمر القتال لمدة 16 ساعة تكبد فيها جيش العدو الاسرائيلي خسائر فادحة بالارواح والمعدات ما اجبرها وللمرة الاولى في تاريخها على طلب وقف اطلاق النار، لكن قائد المعركة المغفور له الملك الحسين بن طلال كان رافضاً لوقف إطلاق النار، واستمر القتال ببسالة وشجاعة حتى خروج أخر جندي إسرائيلي من ميدان المعركة.
عضو الكنيست الإسرائيلي شلومو جروسك اعترف بالهزيمة، وبين انه "لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا لقد برهنت العملية من جديد ان حرب الأيام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي"، اما عضو الكنيست شموئيل تامير، فطالب بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في نتائج الحملة على الأرض الأردنية، لان عدد الضحايا أكثر بكثير في القوات الإسرائيلية منه من شهداء القوات الأردنية.
وحول التأخر في عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي من المعركة بعد هزيمته، قال ميخالسون :
"ان عملية الانسحاب تأخرت بسبب المحاولات الفاشلة لانقاذ الآليات المصابة!"، واعترف كذلك بان الجيش الإسرائيلي الذي كان مبادراً في للعملية لم يقدر جيداً صعوبات المنطقة والجيش الذي يقف أمامه.
كما اشاد كبار القادة على المستوى العالمي ببسالة القوات المسلحة الاردنية فها هو أحد كبار القادة العسكريين العالميين وهو المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفييتية في تلك الفترة، قال:
"لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية"، رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق اللواء إبراهيم فيصل الأنصاري أكد حينها ان الجيش الأردني انتزع النصر انتزاعاً في صد ذلك الهجوم، واعتبر الكرامة نقطة تحول بارزة بعد نكسة الخامس من حزيران.
"جهنم في الكرامة" ! عنوان مقالة للكاتب الإسرائيلي افيتار بن تسيدف نشرها في مدونته الالكترونية "غلوبال ريبورت" وتداولتها الكثير من المدونات والمواقع الإلكترونية الإسرائيلية لما فيها من إعتراف واضح وصريح باول هزيمة عسكرية يتذوقها الإسرائيليون منذ اغتصابهم لفلسطين في العام 1948.
بن تسيدف يقول في مقالته:
"انه بعد مرور أربعين عاما على الهزيمة النكراء التي عصفت بالجيش الاسرائيلي في آذار 1968 في معركة الكرامة، انتهت عملية جهنم - وهو الاسم الذي اطلقه جيش العدو حينها على معركة الكرامة - بإقالة الجنرال عوزي ناركيس، قائد ما يسمى بالمنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي حينها والذي تولى قيادة المعركة عن الجانب الاسرائيلي، دون ان يكون لأسباب إقالته حينها اي صدى يذكر حتى يومنا هذا".
واعترف بان:
ما زاد من طعم مرارة الهزيمة التي ذاقها الاسرائيليون في الكرامة، هو حقيقة أن الجيش الإسرائيلي قد هزم في واحدة من أكبر المعارك التي خاضها في تاريخه بعد أن أعد لها العدة جيداً، وخاضها مدعماً بفرقة عسكرية بكامل عتادها وألويتها مثل لواء المدرعات السابع و لواء المظليين 35 ولواءي احتياط المدرعات "اغروف" و "روحما 60" والمعززة جميعها بقوات من المدفعية والهندسة والمشاة والتي كانت تعمل برا تحت غطاء جوي كثيف، بحسب الكاتب الإسرائيلي.
وجاء في موقع الكتروني إسرائيلي يسمى "حيتسر" وتعني بالعبرية - الباحة - عن معركة الكرامة "ان ما فاجأ الإسرائيليين حينها هو الأداء الناجح للجيش العربي الاردني أثناء سير المعركة".
وكتب الموقع "لقد خطط الجيش الاسرائيلي في المرحلة الاولى للسيطرة على المنطقة الممتدة بين جسر داميا وجسر الأمير عبدالله وشمال البحر الميت، ثم أدخل قوات برية إسرائيلية إلى عمق الأراضي الأردنية للسيطرة على بلدة الكرامة، لكن فشلت جميع مخططات الجيش الإسرائيلي عندما لم يفلح سلاح الهندسة التابع له بمد جسر على نهر الاردن، وذلك بسبب القصف الكثيف من قبل المدفعية الاردنية التي امطرت قوات العدو بقذائفها ".
وأضاف الموقع "انه وبفضل الدفاع الباسل الذي أبداه الجيش الاردني تبين للقادة الاسرائيليين حجم الورطة الكبيرة التي وقعوا فيها في مواجهة الجيش الأردني المنظم، فقد قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها الجنرال حاييم بارليف سحب القوات الإسرائيلية، وبذلك أجبرت قوات العدو على التراجع إلى الضفة الغربية من نهر الاردن".
من ناحيته قال جون بورينته، وهو المراسل الخاص لوكالة يونايتد برس:
"لقد كان يوم الكرامة يوم رد شديد، جسّد الجندي الأردني خلاله قوة بأس وصلابة الجيش العربي الأردني، وأبرزت معركة الكرامة دروساً في التلاحم الوطني وقيادة أردنية من طراز فريد مثلما أبرزت تعاوناً فريداً بين الشعب والجيش".
ويظهر على الموقع الإلكتروني الخاص برابطة المحاربين القدامى لسلاح المظليين الإسرائيلي، موضوع معركة الكرامة تحت عنوان - معركة دموية في الكرامة - وسرد فيه:
"ان المدفعية الأردنية أبلت بلاءً حسناً خلال المعركة، وأفشلت جهوداً مضنية لإحدى وحدات سلاح الهندسة الإسرائيلي التي كانت تحاول مد جسر فوق جسر الأمير عبدالله لتمكين الدبابات الإسرائيلية من العبور عليه باتجاه الأراضي الأردنية".
ويضيف الموقع:
"ان دبابات ومدفعية الجيش العربي الأردني فاجأت قوة المدرعات الإسرائيلية في المعركة حيث تمكنت من إصابة عدد من الدبابات الإسرائيلية وأحرقتها بالكامل، وأجبرت دبابات إسرائيلية أخرى على الدخول في مناطق مليئة بالطين والوحل، ما دفع بالقادة الميدانيين لطلب الاستغاثة من سلاح الجو الإسرائيلي الذي استدعيت طائراته المقاتلة على عجل لتخفيف الضغط على القوات البرية الغازية من لهيب قصف المدفعية ونيران الدبابات الأردنية".