الكاشف نيوز - وكالات
يشهد العراق يوميا قصصا مأساوية في ظل غياب القانون وسيطرة الجماعات المسلحة، لكن ابرزها على الاطلاق اقدام عراقي على قتل زوجته خشية تعرضها للاغتصاب على يد الميليشيات المنفلتة.
وحسب مواقع اخبارية فقد شهدت ناحية "جرف الصخر" في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد)، خلال مداهمتها من جانب ميليشيات الحشد الشعبي قبل أيام، بحثاً عمن تصفهم بـ "المطلوبين" على أسس طائفية ضيقة، حالات لاعتداء على النساء، اغتصاباً وقتلاً.
وقال أحد وجهاء الناحية، الشيخ عبود الشمري، إن عناصر الميليشيات حرقوا عدداً من المنازل بعد أن قتلوا واعتقلوا عشرات الشباب واعتدوا على النساء والشيوخ بالسبّ والشتم، كما اعتدى بعضهم على نساء جنسياً، ما اضطر السكان المحليين إلى مقاومتهم حفاظاً على حياتهم.
أبو أحمد الجنابي، عراقي يعمل في بقالة على أطراف الناحية، قاوم المليشيات ببندقيته القديمة خوفاً على نفسه وزوجته من الاعتداء، وبحسب ما يحكي الشيخ الشمري فإن "أبو أحمد شاهد ما حل بالمنازل في القرى المجاورة بعد أن دخلتها المليشيات، وبعد أن رأى أن بندقيته لا تحوي غير بضع رصاصات، وأن مسلحي الميليشيات يحيطون منزله، وبعضهم تسور سياج الدار وصار في حديقتها، قرر أن يقتل زوجته، ثم خرج ليطلق عليهم ما تبقى من رصاصات حتى قتلوه".
وتابع الشمري الذي وصل حديثاً إلى الفلوجة هارباً من بطش الميليشيات مع أسرته، أن "أبو أحمد خشي من تكرار سيناريو دخول المليشيات والاعتداء على زوجته أمامه قبل أن يقتلوهما معاً، فاختصر الموضوع طهارة لشرفه ولكرامته" على حد تعبيره.
وأوضح أن "الجنابي وجد عند مدخل المنزل مقتولاً، بينما كانت زوجته ممددة في الغرفة المجاورة، وقد وضعت القرآن بين يديها".
أما أطفالهم الثلاثة أحمد (12 عاماً) وحسن (9 أعوام) وعمر (4 أعوام)، فوجدوا بعد يومين في بلدة الإسكندرية بعد هربهم، وكانوا ينامون في مستودع لتبديل زيوت الشاحنات، وتم إيصالهم إلى عمهم الأكبر في منطقة بضواحي بغداد الجنوبية.
وأشار الشمري إلى أن عشرات الأسر التي لا تزال محاصرة داخل الناحية، تعاني من أوضاع أمنية وإنسانية قاسية بسبب تنامي نفوذ المليشيات، والتي اعتقلت جميع الشباب، ثم أطلقت سراح بعضهم بعد أن تعهدوا بالانتماء إلى "الحشد الشعبي"، فيما عثر على جثث بعضهم في مناطق قريبة من جرف الصخر.
وانتقد الوجيه العراقي الصمت الحكومي عن الانتهاكات التي ترتكبها هذه الميليشيات التي وصفها بأنها "عصابات"، بحق الإنسان العراقي في بابل وديالى وصلاح الدين وبغداد، وناشد المنظمات الدولية والأمم المتحدة للتدخل العاجل لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في العراق.