نيقوسيا-الكاشف نيوز
أعلنت الحكومة القبرصية عن فكّ ارتباطها برامي مخلوف، الملياردير وابن خال الرئيس السوري بشّار الأسد، وهو أحد أقوى النافذين في سوريا، مؤكدة أنها قررت سحب الجنسية منه.
تنظر المعارضة السورية إلى رامي مخلوف على أنه رمز للفساد في سوريا، خلال انتفاضة السورية 2011، وقد اتهمه المتظاهرون بأنه "لصّ"، وقال مراقبون إن ثروة مخلوف الكبيرة هي نتيجة لعلاقاته العائلية الوثيقة بالنظام السوري.
يتصل رامي مخلوف بآل الأسد من خلال أنيسة مخلوف، زوجة الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، التي هي عمّته، وتقيم حاليًا مع ابنتها بشرى أرملة آصف شوكت، رئيس جهاز الاستخبارات السابق، الذي قتل في حادث تفجير خلية الأزمة في العام الماضي، في دبي.
وقد قدّرت ثروة رامي مخلوف الشخصية، في العام 2008، بنحو 6 مليارات دولار أميركي، وهو يعتبر مالك شركة سيرياتيل، وهي واحدة من شركتين للهواتف المحمولة في سوريا، ويشارك في العقارات والمصارف ومناطق التجارة الحرة على طول الحدود مع لبنان، والأسواق الحرة، والمتاجر الفاخرة.
سحب الجنسية
جاء الإعلان الرسمي بسحب الجنسية من عائلة مخلوف من جانب حكومة قبرص هذا الأسبوع، حسب ما أفاد به المتحدث باسم الحكومة، كرسيتوس ستيليانيدوس، من دون تفاصيل أخرى.
وذكرت وسائل إعلام قبرصية أن مخلوف لم يمثل أمام اللجنة القانونية، التي نظرت في قضية سحب الجنسية منه، واكتفى بإرسال محاميه من سوريا ومن باريس.
وكانت قبرص منحت مخلوف الجنسية في عام 2011، ثم شمل القرار زوجته وابنيه، لكن الحكومة قررت سحبها منهم في أغسطس/ آب عام 2012، وصدقت لجنة قانونية على القرار، في شهر مارس/ آذار الماضي.
وتقول وسائل الإعلام القبرصية إن مخلوف طلب الحصول على الجنسية القبرصية في عام 2009، وأعلن أملاكه في البلاد، ومن بينها عقارات بقيمة 320 ألف يورو، وودائع في مصارف قبرص بقيمة 17.3 مليون يورو.
إمبراطورية ضخمة
يشار إلى أن رامي مخلوف كان من ضمن مجموعة من المحتكرين الصغيرين، لكن أعماله توسعت، وصارت أشبه بإمبراطورية ضخمة، بسبب توسع القطاع الخاص السوري في عام 1990.
وقد كان الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، يعتمد على آل مخلوف ـ أصهاره ـ لدعم ابنه بشار من الناحية المادية، من دون تدخلهم في الحياة السياسية، ويتمتع رامي وأخوه إيهاب بإعفاءات تامة من الرسوم الجمركية، ويقوم بدوره بتوزيعها على التجار.
تشير التقارير إلى أن بشار الأسد، وقبل أن يصبح رئيسًا وخلال اجتماعات رسمية، حاول جعل أرباح الاتصالات التجارية من حق رامي مخلوف. وفي برقيات دبلوماسية أميركية سرّبها موقع "ويكيليكس" يوصف رامي مخلوف باعتباره مموّل النظام القوي، وقد اتهم مخلوف كذلك بتحويل المكالمات الهاتفية اللبنانية بطريقة غير شرعية عبر سوريا بمساعدة رجل الأعمال بيار فتوش لمصلحة شركة سيرياتيل.
ويقول الملياردير مخلوف، الذي يملك مصارف وشركة للهاتف النقال وعقارات في سوريا، إنه رجل أعمال نظيف، ونشاطه فوق كل الشبهات. لكن أعماله اجتاحت غالبية النشاطات في السوق السورية، وخلال الانتفاضة أحرق محتجّون في درعا، عام 2011، فرعاً محلياً لشركة سيرياتيل، التي يملكها مخلوف.
ويخضع الملياردير السوري لعقوبات من الولايات المتحدة الأميركية منذ 2008، إذ تراه واشنطن ضالعاً في قضايا فساد عام. وقرر الاتحاد الأوروبي لاحقاً فرض عقوبات عليه، بتهمة تمويل نظام الرئيس بشار الأسد، ولا يعرف مكان وجوده حاليًا.
امتياز مرسيدس
وكان رامي مخلوف تمكن من الحصول على امتيازات شركة مرسيدس في سوريا، حيث قام بالضغط على شركة مرسيدس عن طريق تمرير قانون في سوريا يمنع مرسيدس من توريد أي قطع غيار إلى سوريا حتى حصل على الوكالة الحصرية للسيارات، برغم محاولة مرسيدس الحفاظ على حق الوكالة لأسرة سنقر، الذين حصلوا على هذا الامتياز منذ فترة طويلة.
ويعتبر رامي مخلوف صاحب الغالبية العظمى من أسهم شركة شام القابضة، التي تملك استثمارات في قطاع السياحة الفاخرة، والمطاعم والعقارات من خلال خصائص بينا، ومن أهم شركاته في السياحة شركة المدائن.
لمخلوف باع واسع في مجال الصناعة، حيث يملتك شركة Eltel Middle East (إيلتيل ميدل إيست)، وكذبك هناك شركات عامة، مثل شركة تي بي راماك، ولديه أملاك كبيرة في جزيرة فيرجن الأميركية، وقد رفعت ضده دعوى قضائية بسبب تلك الحيازات، فتم نقلها إلى أخيه إيهاب مخلوف، وأيضاً لمخلوف احتكار استيراد التبغ لسوريا. ويسيطر كذلك على شركة الخطوط الجوية السورية، لؤلؤ، وهي أول شركة طيران خاصة تم ترخيصها في البلاد.
بنوك وإعلام
كما يستثمر رامي مخلوف في بنوك خاصة أنشئت في سوريا، مثل البنك الإسلامي الدولي لسوريا، وبنك بيبلوس، وبنك البركة، وبنك قطر الدولي، وبنك الشام وبنك الأردن في سوريا، وفي شركات التأمين، والخدمات المالية للشركات، مثل رأس مال الشام.
ولرامي مخلوف كذلك، نشاط في قطاع الوقود والنفط والغاز، من خلال شركة غلف ساندز البريطانية للنفط، وشركات العقارات مثل شركة الفجر، باترا القاعدة، إضافة إلى شركة الحدائق.
كما إن امبراطورية رامي مخلوف تشمل الاستثمارات في وسائط الإعلام والتعليم، مثل صحيفة الوطن، وتلفزيون نينار، إضافة إلى قناة الدنيا الفضائية، وفي شركات الدعاية والإعلان، مثل شركة بروميديا، ومن أهم المؤسسات التعليمية التي يملكها مخلوف مدرسة الشويفات الدولية.