عواصم - الكاشف نيوز : كشفت مصادر عن أن الدبلوماسية الجزائرية تتحرك لإقناع السعودية بضرورة إعطاء فرصة لاختبار المبادرة التي أعلن عنها مسؤولون إيرانيون في الفترة الأخيرة لوقف المعارك في اليمن.
وقالت المصادر إن الجزائر نقلت رسائل إيرانية إلى الرياض عن استعداد الحوثيين لوقف المعارك في عدن والانسحاب من صنعاء والعودة إلى معاقلهم في صعدة مقابل وقف التحالف العربي غاراته اليومية في اليمن على الميليشيا المرتبطة بإيران.
ولئن لم تكشف المصادر عن الرد السعودي على الرسائل الإيرانية، إلا أن متابعين للأزمة اليمنية استبعدوا أن تنجح الوساطة الجزائرية في التسويق لجدية المبادرة الإيرانية طالما أن الميليشيات الحوثية لم تعلن صراحة عن قبولها بالعودة إلى ما قبل سيطرتها على عمران وصنعاء، وأن تبدأ فعليا الانسحاب من عدن وفق ما جاء الخميس في كلمة نائب الرئيس اليمني خالد بحاح.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال “إننا مستعدون لاستخدام نفوذنا على كل المجموعات (…) ليأتي الجميع إلى طاولة المفاوضات”، موضحا “إذا أردنا منع هذه الأزمة من التوسع” في المنطقة “يجب وقف المعارك وإيجاد حل سياسي” لها.
وتسود شكوك حول التصريحات الإيرانية الحاثة على العودة إلى الحوار بعد أن دعمت طهران سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء ووعدت بتزويدها بالسلاح، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مناورة هادفة إلى وقف غارات عاصفة الحزم وإنقاذ الحوثيين من هزيمة مذلة.
وأشار المتابعون إلى أن الدبلوماسية الجزائرية دأبت على أن تكون في نجدة إيران عبر الوساطة التي تتولاها مثلما حصل في حرب إيران على العراق.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في تصريحات صحفية، إن “الجزائر لها علاقات طيبة مع كل الدول الشقيقة على الساحة العربية، ولها تاريخيا كذلك علاقات ثقة ومودة وإخاء مع إيران، وبالتالي نحن في حوار مع الكل”، في إشارة على ما يبدو إلى تحركات دبلوماسية للجزائر للتوسط بين الجانبين.