جاكارتا - الكاشف نيوز : عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، لقاءات مع عدد من قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة في القمة الآسيوية الإفريقية المنعقدة أعمالها في العاصمة الأندونيسية جاكارتا.
فقد التقى جلالته الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، ورئيس وزراء تايلند رايوث تشان اوتشا، في لقاءات جرى خلالها بحث العلاقات بين الأردن وبلدانهم، وسبل دعمها وتوطيدها خصوصا في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وآخر المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم.
واستعرض جلالة الملك والرئيس الأندونيسي العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والنهوض بها في مختلف المجالات، لافتين إلى ضرورة البناء على اتفاقات الشراكة بين البلدين، خصوصا في المجالات التعليمية والاقتصادية والتبادل التجاري، وبما يضمن الارتقاء بالعلاقات إلى مجالات أوسع ويحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأعرب جلالة الملك، خلال اللقاء، عن تقديره للجهود التي بذلتها أندونيسيا من أجل استضافة وإنجاح أعمال القمة، والتي تأتي بمناسبتي الذكرى السنوية العاشرة للشراكة الاستراتيجية الأسيوية الإفريقية، والذكرى الستين للقمة الآسيوية الإفريقية.
وعبرالرئيس الأندونيسي عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع المملكة، معربا عن تقديره لجهود جلالة الملك في دعم الاستقرار في الشرق الأوسط، واهتمام بلاده بتعزيز التعاون بين الأردن وأندونيسيا لجهة التعامل مع التحديات التي تواجه العالم الاسلامي.
وأكد جلالة الملك أهمية مكانة أندونيسيا ودورها الكبير في استقرار العالم الإسلامي وتعزيز رسالة الإسلام المعتدل.
واستعرض الزعيمان سبل تعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين، وأكدا الحرص على زيادة التعاون بين القطاع الخاص في الأردن و أندونيسيا.
وعبر الرئيس الأندونيسي عن رغبة بلاده بأن يكون الأردن مدخلا لأندونيسيا في الشرق الأوسط، لتعزيز تجارتها واستثماراتها، كما وجه الدعوة لقطاع المقاولين في الأردن للاستثمار في مشاريع البنية التحتية في أندونيسيا.
وبحث الزعيمان سبل تعزيز التعاون في قطاعي الصحة والتعليم والتكنولوجيات المستخدمة في هذين المجالين.
وأعرب الرئيس الأندونيسي عن حرص بلاده على تطوير التعاون مع الأردن في مجلس الأمن الدولي، في مختلف القضايا الدولية، خصوصا تلك التي تهم العالم الإسلامي، حيث يرأس الأردن المجلس في دورته الحالية.
وفي هذا الإطار، أكد جلالة الملك ضرورة التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية ومختلف دول العالم، وبما يدعم جهود تحقيق سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقا لحل الدولتين، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وجرى خلال اللقاء استعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصاً جهود محاربة التطرف والإرهاب، الذي يهدد الأمن والسلم العالميين، حيث اتفق الزعيمان على أهمية تكثيف جهود جميع الدول الإسلامية والعربية للتصدي لخطر الإرهاب ضمن منهج شمولي، وضرورة بذل المزيد من هذه الجهود لتوضيح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، وتعاليمه المستندة إلى الوسطية والاعتدال وقبول الآخر.
من ناحية أخرى، التقى جلالة الملك رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، حيث أعرب جلالته والرئيس أبي، خلال اللقاء، الذي تخلله غداء عمل، عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية اليابانية، وشددا على ضرورة مواصلة تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم الياباني المستمر للأردن، خصوصا في إقامة المشاريع التنموية المستدامة والاستثمار، والتي كان لها آثار إيجابية في مختلف الميادين.
وأكد رئيس الوزراء الياباني، خلال اللقاء، أن علاقة بلاده مع الأردن وثيقة، مشددا الحرص على تعزيزها وتطويرها في مختلف الميادين، وإدامة التشاور والتنسيق تجاه القضايا الراهنة، خصوصا جهود تعزيز السلم والأمن العالميين والتصدي لخطر الإرهاب.
وأكد حرص بلاده على مضاعفة حجم مساعدات القروض الميسرة للأردن، لافتا إلى أن اليابان مهتمة بتقديم كل ما من شأنه دعم وضمان أمن واستقرار المملكة ولن تدخر جهدا في هذا المجال.
وعبر أبي عن شكر بلاده لجهود الأردن في مختلف القضايا خصوصا في منطقة الشرق الاوسط، مشيرا إلى اهتمام اليابان بمتابعة عقد اللقاءات ومواصلتها والبناء عليها بين المسؤولين في البلدين الصديقين.
وتم خلال اللقاء بحث مستجدات عملية السلام، وسبل تعزيز العمل المشترك في النواحي الإنسانية، خصوصا فيما يتعلق بموضوع اللاجئين السوريين، حيث عبر رئيس الوزراء الياباني عن نية بلاده زيادة مساعداتها الإنسانية لدعم قدرات المملكة في تحمل أعباء هذا اللجوء.
كما جرى استعراض التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب والتصدي للعصابات الإرهابية، والتحديات التي تواجه المنطقة.
وفي هذا الإطار، أعرب رئيس الوزراء الياباني عن شكره لمساعي جلالة الملك الدؤوبة لبناء استراتيجية شمولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في سوريا والعراق واليمن والمستجدات على الساحة الليبية، حيث أكد جلالته ورئيس الوزراء الياباني حرصهما على أمن واستقرار هذه الدول وتحقيق مصالح شعوبها.
وفيما يتصل بالأزمة السورية، أشار جلالة الملك إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء اللجوء السوري إلى أراضيه، ما يستدعي تعزيز وقوف المجتمع الدولي إلى جانب المملكة، لتمكينها من القيام بواجبها الإنساني والإغاثي، معبرا عن تقديره لدعم اليابان للأردن في هذا الإطار.
وفي لقاء منفصل، بحث جلالة الملك مع رئيس وزراء تايلند رايوث تشان اوتشا علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها خصوصا في الجانب الاقتصادي، إضافة إلى مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما جهود محاربة الإرهاب والتصدي للتنظيمات الإرهابية.
وحضر اللقاءات سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، والسفير الأردني في أندونيسيا وليد الحديد.
وفي مقابلة مع السفير الأردني لدى أندونيسيا، سفير المملكة لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان) لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال وليد الحديد إن مشاركة جلالة الملك في القمة إلى جانب عدد من زعماء العالم في الذكرى الستين لمؤتمر آسيا ـ إفريقيا تعكس حرص جلالته على طرح قضايا المنطقة والتحديات التي تواجهها أمام أحد أهم التظاهرات العالمية.
وأشار إلى أن مشاركة جلالة الملك في القمة تحظى بتقدير كبير من المشاركين، نظرا لدور جلالته ومساعيه في إحلال السلم والوئام في الشرق الأوسط، مبينا أن كلمة جلالة الملك التي ألقاها في القمة لاقت صدى كبيرا بين المشاركين، خصوصا وأنه أكد فيها على التحديات الجديدة التي تواجه الدول الآسيوية والإفريقية، وهما قارتان تواجهان الكثير من النزاعات والحروب، حيث بين جلالته الحاجة إلى التعاون والتعاضد لحل مثل هذه المعضلات لتحقيق التنمية المنشودة.
وأشار إلى أن جلالة الملك، ومن خلال لقاءاته مع عدد من رؤساء الدول والوفود المشاركة في القمة، حرص على طرح قضايا المنطقة ومناقشة التحديات التي تواجهها، خصوصا جهود محاربة الإرهاب، وسبل إحياء عملية السلام بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وبين أن ثمة جهود تبذلها العديد من الدول الآسيوية والإفريقية لتأسيس شراكات اقتصادية واستثمارية، والأردن يسعى لأن يكون جزءا من هذه الشراكات بما يحقق التنمية المنشودة.
وحول العلاقات الأردنية الأندونيسية، قال الحديد إن البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية وثقافية وطيدة، حيث ساهمت زيارات جلالة الملك في تكريس هذه العلاقات، وأن هناك جهودا تبذل للبناء على هذه الزيارات لزيادة حجم التبادل التجاري والتعاون الثقافي بما يخدم مصالح شعبي البلدين.