أخر الأخبار
نقاط التماس ملتهبة!
نقاط التماس ملتهبة!

تتصاعد وتائر بؤر الصراع بين النظام السوري وحلفائه اللبنانيين والايرانيين والعراقيين, والمعارضة السورية المسلحة التي وصلت الى اكثر من ثلاثين فريقاً. في حوران والغوطة حول دمشق, وحماة وسهل الغاب, وادلب وجسر الشغور وحلب.. والاهتمام الان هو متابعة ما يجري في القلمون على جبال لبنان الشرقية. فهناك اعداد من الطرفين بانتظار ذوبان الثلج عن أقسى واكثر مناطق الحدود اللبنانية – السورية صعوبة. والمنطقة التي تمتد طولاً حتى الثلاثين كيلومتراً وعرضاً حتى العشرين, هي منطقة لا طرق معبدة فيها, وكلها خرائب ومغاور, ولا مجال لاستعمال الاليات فيها. وخطورة المعركة القادمة تتمثل في تأثيراتها القاتلة على حزب الله من حيث قوته الداخلية, وتأثيراتها على حجم مشاركة الحزب في الغوطة, وحمص, والقصير. ونلاحظ من نشاط الطيران الاسرائيلي في هذه المنطقة بالذات, ان حركة انتقال الاسلحة من سوريا الى مواقع الحزب على الحدود وداخل لبنان واضحة.. وان المعركة المتوقع ستكون كبيرة, ولا تقل عن معركة جسر الشغور – كسب – اللاذقية. فدمشق مهددة بالقلمون, وحمص واللاذقية بادلب وجسر الشغور وكسب!!
والنظام السوري بحاجة الان الى حلفائه وبحاجة الى الدعم الايراني بشكل خاص. وايران مستنزفة بدعمها لشيعة العراق ولحوثيي اليمن, ومواجهة العقوبات الدولية. وهي تعاني من الاستنزاف المالي, فهي ليست بحاجة الى ارسال حرسها الثوري, طالما أن احتياطيها البشري متوفر من العرب والافغان وشيعة باكستان.
لقد كانت الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة مادة تذمر للعرب والاتراك. ويبدو مع الوقت أن الحلفاء صاروا اكثر تفهماً لها. فاللعبة الاستراتيجية لباراك اوباما كانت تتلخص بمد الحبل لتوسع التدخل الايراني وانهاك بلد منهك اصلاً بالحرب مع العراق, وبالحصار, وبمتطلبات حلفائها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.. وقد كشفت الأمم المتحدة ان ايران كانت تسلّح الحوثيين منذ عام 2006. وقد تركت استراتيجية اوباما لطهران الاقتناع بأنها قادرة على الدخول بصفقة مع اميركا واوروبا في مفاوضاتها الماراثونية حول نشاطها النووي, بحيث انها اعتقدت ان بعض التنازلات والخداع تستطيع رفع العقوبات وتتفرغ للتدخل في المنطقة ما شاء لها التدخل. وها هي الادارة تقبل قرارات الكونغرس – واسرائيل – باخضاع اية اتفاقية مع ايران الى موافقته.. موافقتها.
مع ايران والادارة الاميركية والازمة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.. ثلاثة اشهر لقبول فكفكة الاشتباك لكن اين؟ في العراق هناك صعوبة قصوى وإلا فإن واشنطن ستسلح سنّة العراق واكرادها.. و»كأنها مع حكومة بغداد ثلاث دول»!!.. أم في سوريا والنظام, كالمعارضة, غير مستعد لتقديم تنازل ما لأن اي تنازل يعني انهيار النظام.. وهذا سينعكس على حزب الله اللبناني الذي لا يمكن أن يجد من وضعه مخرجاً كما كان مخرج الامم المتحدة والقوات الدولية. أم ان بيع الحوثيين في اليمن أسهل وأقرب؟!
بدأنا بنقاط التماس في القلمون وادلب وجسر الشغور وسهل الغاب.. ويبدو أن نقاط التماس في الصراع على المنطقة ككل ليس اقل خطورة.. على دمشق, وعلى كل ما يحيط بها!!