يخوض التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، صراعاً سياسياً استراتيجياً لمواجهة أطماع ايران، للحيلولة دون ملئها للفراغ الأمني، الناتج عن تخلي أمريكا عن دول الاعتدال العربي، مقابل الاتفاق النووي مع ايران، التحالف ممنوع أن يخسر في عاصفة الحزم، فهي معركة وجود استراتيجي بعيدة المدى، فاليمن لا يمكن أن تكون قاعدة إيرانية لزعزعة استقرار المنطقة، اليمن عمق استراتيجي للسعودية وامتداد ديموغرافي ومجال حيوي.
تقاطع المصالح الأمريكية الايرانية واضح، امريكا تحاول اطالة عمر النظام في سوريا، خوفاً من قيام نظام اسلامي بديل، العراق تم تقديمها لإيران على طبق من ذهب، تحت مبرر أن العرب السنّة يحملون فكر القاعدة وداعش، تراجع النفوذ الأمريكي واصبح وسيطاً بعد أن كان ضامناً، بدأ بالانسحاب التدريجي قبل انضاج الحلول السياسية، مما دفع أمريكا لتسليم مفاتيح المنطقة لإيران، على اعتبار انها دولة إقليمية قوية، صاعدة، متماسكة، نظامها السياسي قابل للبقاء، بينما تنظر الى العرب كدول نامية متنافرة مبعثرة عاجزة، العالم مع القوي، السياسة مصالح، القمة الأمريكية الخليجية تجسد تحالفا أمريكيا ايرانيا وصداقة خليجية أمريكية.
في ظل هذا الواقع، جاءت عاصفة الحزم، كبارقة أمل، محطة تغيير، حالة تحول، لحظة انقلاب على كل مفاهيم الضعف، مرحلة تجاوز لكل عوامل الاستكانة، معركة توازن استراتيجي، احياء للمشاعر الوطنية، بث روح الانتماء الوطني، بداية تشكيل نظام اقليمي جديد، ظهور محور ينهض في وجه طموحات ايران، يحقق مصالح العرب الحيوية، وأهدافهم السياسية العليا، يضع حداً للنفوذ الايراني، يشكل صفعةً قوية للمخططات الفارسية.
فشل المخطط الايراني في اليمن وسوريا، يضمن مستقبل العرب، يحول دون ازدهار الهلال الشيعي هو صراع سياسي استراتيجي له جذور قومية، مع تغذية فكرية عقائدية تمس روح الإيمان ومبادئ عقيدة التوحيد، التي نزلت باللسان العربي، أشرف الألسنة، يحاولون اقامة امبراطورية فارسية على نقيض فكر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يتم تصدير فكر الثورة الايرانية، من خلال مسامات الطائفية بهدف تفجير المجتمعات من الداخل، تشجيع الحروب الأهلية، إثارة الانفلات الأمني، تسميم أجواء الوحدة الوطنية، إيران تشكل تهديداً داخليا وتهديدا خارجيا يرتدي عمامة المرشد وعباءة الإمام، قال العرب «اذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي لبيب أو نصيحة حازم».