أخر الأخبار
القلق عدو السعادة فى العلاقة الحميمة
القلق عدو السعادة فى العلاقة الحميمة

عمان - الكاشف نيوز

الإنسان وحدة متكاملة ما يؤثر فيه ينعكس على نفسيته وأعضاء جسمه الأخرى،  ومن أكثر الظواهر التى نلاحظها  كأطباء نفسيين فى الفترة الأخيرة  هى  تأثير القلق على  الإنسان وأدائه فالقلق والتوتر أصبحا سمة للعصر الحديث ورفيقان للإنسان فى الألفية الثالثة  بما تحمله من ضغوط وصراعات والقلق من المشاعر السلبية التى  إذا سيطرت على الإنسان أدت إلى تدهور فى الحياة العملية والزوجية هذا ما أكدته د. منى رضا أستاد الطب النفسى عضو جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية.

 كثير منا يفقد بوصلته الحياتية عندما يتعرض لموقف أو وقت يتمكن فيه القلق منه، وذلك لأن القلق  هو عدو الهدوء والراحه النفسية فهو يؤدى إلى إفراز مادة الأدرينالين فى الجسم كله بما فيها  المخ  وهو العضو المختص بالمشاعر والذاكرة والأحاسيس المختلفة ضمن وظائف عديدة له، فتؤثر سلبيا على المزاج العام للإنسان مما يؤدى إلى  زيادة التوتر والقلق وصعوبة النوم والعصبية والحدة فى رد الفعل،  وكما تنتشر فى المخ فهى أيضا تنتشر فى سائر الأعضاء الجسدية  فتؤدى إلى زيادة ضربات القلب ورعشة فى اليد وتغير فى الشهية وتؤثر سلبا على الأعضاء التناسلية  فتؤدى إلى خلل فى  الأداء الجنسى لدى الرجل فى صورة قذف سريع وضعف انتصاب وأحيانا فتور فى الرغبة.

عدم الرضا عن العلاقة الحميمة عند المرأة

وبالنسبة للمرأة فإفراز هذه المواد الناتجة من حالة القلق تؤدى إلى جفاف مهبلى ما ينتج عنه صعوبة فى إتمام العلاقة وفتور فى الرغبة وصعوبة فى الوصول للنشوة، وتكون محصلة العلاقة الحميمة عدم الرضا  والراحة النفسية لدى الطرفين لمجرد أن طرفا منهما لديه صعوبة فى الأداء ناتج عن قلقه أو توتره،  فالعلاقة الحميمة تحتاج إلى  أداء متناغم ومريح  تغلفه مشاعر الحب والمودة والرحمة،

مراقبة الأداء يزيد التوتر فى الفراش

ومع تكرار المحاولة للوصول لنتيجة أفضل فى العلاقة الحميمة فى ظل القلق والتوتر الذى أصبح أكثر وأشمل بسبب  تتكرر الإحباطات،  ويصبح المريض متقمصا دور  المراقب لأدائه أثناء العلاقة  سواء كان الزوج أو الزوجة  لتقييم الأداء،  مما يزيد من التوتر فى الفراش،  ومع زيادة التوتر لن تتغير النتيجة  بل تسوء أكثر مما يؤدى إلى فتور فى العلاقة الحميمة بين الزوجين.

الفتور والبرود الجنسى فى فراش الزوجية يكون له تأثير ضار على العلاقة الزوجية بوجه عام فغالبا تبدأ لعبة إلقاء اللوم ككرة ملتهبة لكلا الطرفين على الآخر،  وهو نتاج للمشاعر السلبية التى تصل إلى العدائية فى بعض الأحيان.

 وهذه الحالات من الحالات المنتشرة مع ازدياد ضغوط الحياة ومتطلباتها،  ومثل تلك الحالات يسهل علاجها من قبل المتخصصين المتدربين على اكتشافها والتعرف عليها مهما كانت الشكوى الأصلية،  فكثير من الحالات تشكو من عدم التوافق مع الطرف الآخر  فى الحياة  الزوجية عموما وخاصة الجنسية، وعند أخذ تاريخ المشاكل بصورة دقيقة يستطيع الطبيب التمييز بين هل الشكوى هى أساس مشكلة الضعف الجنسى عند الزوج أو البرود الجنسى عند الزوجة  أم هى إحدى نتائج مشاكل أخرى  .

التدريب على مواجهة الأسباب

 العلاج له شقان أولهما نفسى والآخر  دوائى، فالشق النفسى يعتمد على التعرف على أسباب القلق وكيفيه التعامل معه، فينصح  بعمل خريطة يومية للتعرف على أسباب والمؤشرات الأولية للقلق كما يتلقاها المريض ويتم  ذلك بمساعدة الطبيب المتخصص ثم تأتى مرحلة التدريب الذهنى والجسدى على مواجهة مسببات القلق والتوتر لتعلم كيفية مواجهة القلق بشكل إيجابى حسب التدريبات الذهنية والجسدية  حيث يقوم بها المريض مع الطبيب بهدف إعادة برمجة استقباله للقلق والتعامل معه بشكل أكثر صحيا، وهى عملية ذهنية معرفية بحتة لا يتم فيها استعمال أى عقاقير أو أجهزة إلا فى أضيق نطاق لأن الهدف منها إعادة قدرة المريض على التحكم فى قلقه وعدم ترك ذاته فريسة للقلق، أيضا يستعان بتغيير بعض العادات اليومية كممارسة الرياضة الخفيفة  مثل المشى فله تأثير إيجابى على الحالة المزاجية والصحية، فالرياضة تساهم فى إفراز مطمئنات طبيعية فى المخ تزيد من الشعور بالطمأنينة وعلى الدورة الدموية بشكل عام تحسن من القدرة البدنية واحتمال المجهود المصاحب للعلاقة الحميمة، وتتحسن الدورة الدموية فى  الأعضاء التناسلية مما يؤدى إلى رفع كفاءة عملها .

الغذاء ومحاربة القلق

 تغير النظام الغذائى له دور فعال فى علاج القلق والتوتر فالبعد عن المنبهات له تأثير إيجابى على الحالة المزاجية للفرد خاصة الذين يعانون من توتر وقلق مرضى،  كما ينصح بعمل خريطة الأنشطة التى تساهم فى تغيير الحالة المزاجية للأفضل وإمكانية تطبيقها .

علاجات دوائية عديدة

أما  الشق الدوئى فقد تقدم العلم والأبحاث فى مجال الطب الجنسى مما جعل العلاج متوافرا لكثير من الحالات التى نراها اليوم، وفى صور متعددة وملائمة لطبيعة الفرد وظروفه ولكن رغم وجود أنواع متعددة لعقاقير وأدوية طبية مناسبة لعلاج المرضى تم إخضاعها لمعايير جودة وأبحاث تضمن سلامتها إلا أنه يجب التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناول أى عقار منعا لحدوث مضاعفات مضرة بالمريض، لكن باعتراف الباحثين أن الشق النفسى يحتاج لعلاج نفسى حتى ينال المريض أعلى فرص النجاح حتى فى الأسباب العضوية لأن الأبحاث أثبتت أن الجزء النفسى من المشكلة له تأثير قد يعيق عمل الأدويه مما قد يزيد من توتر وإحباط المريض.

المحرك الرئيسى للضعف الجنسى

 علاقه التوتر بالأداء الجنسى هى علاقة طرديه يلعب القلق فيها دور المحرك الرئيسى كمسبب ومفتاح العلاج، وللحصول على أداء جنسى مناسب ومرض للطرفين  يجب أن يتم علاج التوتر والقلق، وأى محاولة لعلاج الضعف الجنسى دون علاج القلق هو بمثابة مسكن موضعى مؤقت وليس علاجا  شاملا وجذريا للمشكلة.