أخر الأخبار
إسرائيل.. حكومة «سرسرية»
إسرائيل.. حكومة «سرسرية»

عندما بحثت عن معنى كلمة «سرسري» وجدتها تستخدم باللغتين التركية والفارسية بكثرة، ومعناها في التركية: «اللص أو عديم الأخلاق».. وفي الفارسية تعني: «العابث»..
لكن ما يهمني هنا معنى الكلمة بالعربية، فهي تحمل العديد من المعاني السلبية وعلى رأسها «الإنسان الفاقد لكل القيم والمبادئ والأخلاق»..
إنها الجمعة الماضية.. الحكومة الإسرائيلية الجديدة ترى النور أخيراً (ائتلافاً مكوناً من 61 نائباً من أصل 120 هم أعضاء البرلمان الإسرائيلي).. إنها الحكومة الرابعة التي يشكلها زعيم حزب الليكود «بنيامين نتانياهو» والأكثر تطرفاً منذ قيام الدولة العبرية في العام 1948..
نتانياهو وزوجته «ساره» تحوم حولهما شبهات فساد في قضية (سوء إدارة المال العام)، وهي حكاية الصحافة اليومية في إسرائيل منذ أشهر..
(حكومة نتانياهو) تضم بين أعضائها، وزير الاقتصاد «آرييه درعي» زعيم حزب شاس لليهود «السفارديم»، الذي أمضى 23 شهرا في السجن بعد إدانته بتلقي (رشى) حينما كان وزيرا للداخلية..
وزيرة العدل الجديدة «اياليت شاكيد» (39 عاما) من حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف طالبت قبل فترة وجيزة بقتل أمهات منفذي العمليات الاستشهادية لتجنب «تربية أفاعٍ صغيرة» من الفلسطينيين، ووصفت الشعب الفلسطيني كله بأنه «عدو» وطالبت بالقضاء عليه..
الليكودية المتطرفة «تسيفي خوطبولي» الفاعلة في مسألة التحشيد لزيادة وتيرة انتهاكات المسجد الأقصى المبارك، أصرت أن تعقد مراسم قرانها في منطقة الحرم القدسي، وها هي اليوم تعُين نائبا لمنصب وزير الخارجية (الحقيبة التي احتفظ بها نتانياهو)..
«نفتالي بينت» زعيم حزب البيت اليهودي والذي حصل على 3 حقائب وزارية حساسة (وزارة التربية والقدس ويهود الشتات)، سيستطيع من خلالها توسيع النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. تدور حوله شبهات فساد واتهامات بالسيطرة على بيوت وأراض تابعة لعائلات فلسطينية بالقوة في القدس الشرقية المحتلة..
مجموعة من «السرسرية» تحكم اليوم دولة الجوار.. الدولة التي تزداد تطرفاً وتشدداً ويمينية كل يوم أكثر فأكثر..
لمن لا ينتبه.. نتانياهو أراد أن يعلن حكومته المتطرفة يوم الجمعة.. وهذا اليوم صادف (15 أيار) وهو يوم نكبة الشعب المقهور، الذي يُضطهد منذ قرابة الـ 7 عقود أمام العالم أجمع ولا أحد يُحرك ساكناً..
تذكروا أن هؤلاء لا يفعلون شيئا عن عبث.. إنهم «مجموعة من السرسرية»..
تبقى فكرة الحديث..
إذا كان الصحافي والروائي الإنكليزي اليهودي «آرثر كوستلر» قد أثبت في كتابه الشهير «السبط الثالث عشر: امبراطورية الخزر وتراثها» بأن اليهود في إسرائيل لا يمتون بصلة إلى اليهودية وبأنهم مجموعة بشرية يحملون أفكار الصهيونية لا أكثر، ودفع حياته ثمناً لهذا.. فأنا على نهج «كوستلر»، وأقول بأنهم ليسوا (صهاينه) أيضاً، بل مجموعة من «سرسرية»..
فـ تعالوا واغتالوني يا «سرسرية»..