أخر الأخبار
فتور العلاقة الزوجية.. أسباب متباينة
فتور العلاقة الزوجية.. أسباب متباينة

عمان - الكاشف نيوز

الفتور في العلاقة الحميمية بين الزوجين يظل عاملاً أساسيا نحو تزايُد المشاكل الزوجية، فقد يكون الغضب المستمر والاكتئاب والقلق والإجهاد غير الطبيعي أو الشعور بالذنب، أسباباً لتزايُد الفتور ين الزوجين، ولاسيما أن العقل يرفض أي استجابة عاطفية تجاه الطرف الآخر بسبب انشغاله المستمر بأمور أخرى.

وفي رأي د. زينب المشد خبيرة العلاقات الزوجية، أن العلاقات خارج نطاق الزواج أحد أسباب الفتور الجنسي، فاكتشاف علاقة غرامية هي واحدة من أحلك لحظات الزواج، ولاسيما أنها تُسبب ضرراً عاطفياً للزوجة، وتوضح أن التفاهُم والمشورة وسائل مهمة لإعادة توجيه الزوجين والبدء من جديد لإعادة بناء الثقة، ولا سيما أن القلق والانفعال يؤثران سلبياً على القيام بزواج صحي.

بينما يرى د. معتز رجب استشاري العلاقات الأسرية، أن الاضطراب الفكري وانشغال الزوج بأمور أخرى من الأسباب التي تجعله يهرب من زوجته، حيث يفضل الابتعاد عن مُمارسة العلاقة الطبيعية تحت ذريعة الإجهاد وضغط العمل، وتابع: تجاهُل العلاج قد يؤدي إلى مؤشر خطير وخلل مُتزايد في العلاقة الزوجية، وقد تشعر المرأة بعدم الأمان في حياتها الزوجية؛ ما يجعلها تنكفئ على العمل لتعويض العلاقة الحميمية المفقودة مع زوجها.

ويضيف: عدم تلبية الزوج لاحتياجات ورغبات زوجته قد يدفعها إلى الخيانة والبحث عن بديل ليشعرها بذاتها وأنوثتها، والعكس أيضا صحيح، فالزوجة إن تهربت من زوجها تجعله يبحث عن إقامة علاقات غير شرعية، وهذا سبب كافٍ لنشوب الخلافات ثم الهجر والجفاء وربما الطلاق.

ويضيف د. جمال شعبان أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومي: إن الفتور الجنسي قد يكون سببه ضعفاً جنسياً لدى الزوج، وهو ما يؤدي إلى إمكانية حدوث أزمات قلبية مُستقبلاً، ولاسيما أن العلاقة الزوجية الطبيعية تحمي عضلة القلب من بعض الأمراض، ويشير إلى أن الزوجة قد تكون هي الأخرى مُصابة بضعف جنسي في حال إذا كانت تُعاني من ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يؤدي إلى عدم قُدرتها على الوفاء بواجباتها الزوجية، ويقول: إن الضعف الجنسي عند الزوجة يكون بعدم قُدرتها على الوصول إلى حالة الإشباع الجنسي المعروفة بـأورجازم، ولذلك لا بد من استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل جيد، لإعادة تقويم الأداء والوظائف الجنسية لدى المرأة.

وعن أسباب هروب الزوج أو الزوجة من المعاشرة الزوجية، يوضح د. خالد رفاعي استشاري أمراض النساء بجامعة عين شمس، أن الزوج قد يهرب من العلاقة الحميمية مع زوجته لأسباب مُتعددة، أبرزها الملل أو الإجهاد البدني لظروف عمله، أو التفكير في مُتطلبات الحياة اليومية، وتابع: قد يؤدي التفكير الطويل أو الإجهاد غير الطبيعي إلى إصابة الزوج بالضعف الجنسي، بالإضافة إلى وجود أسباب عضوية، منها أن الزوج يكون فاقداً للرغبة الجنسية بسبب نقص فيتامين الحديد.

وعن الزوجة، يوضح أن إدمان الكحول يُسبب انخفاضاً في الدافع الجنسي، بالإضافة إلى أن تناول بعض الأدوية الخافضة للضغط أو العقاقير المضادة للأندروجين، وتناول مُضادات الاكتئاب تُسبب جميعاً البرود الجنسي، فضلاً عن أن الزوجة قد تُصاب بحالة نفسية سيئة بعد الولادة، نظراً إلى وجود تغيرات هرمونية تحدث، وهو ما يجعلها تشعر بأن أنوثتها بدأت تتلاشَى، ويشدد على أهمية مُساندة الزوج لزوجته للتخلص من ترهُلات ما بعد الولادة، ويشجعها على العودة إلى جسدها المتناسق.

وفي سياق مُتصل، تقول د. إيناس عبدالعزيز استشارية أمراض النساء والولادة: إن الفتور في العلاقة الزوجية قد يرجع إلى اقتراب أو دخول المرأة سن اليأس، حيث تبدأ مُستويات هرمون الإستروجين في الانخفاض؛ ما يؤدي إلى جفاف وأحياناً ضمور في أعضاء الزوجة التناسلية، وتابعت: هناك أيضاً الاكتئاب، الذي يُسبب شعوراً بالحزن والتعاسة قد يستمر فترة طويلة، ويمكن أن يؤثر على الحياة اليومية بما في ذلك الحياة الجنسية، في هذه الحالة قد يكون من المفيد أخذ مُضادات الاكتئاب التي يتم وصفها من قِبَل الطبيب.

وتشير إلى أن الإجهاد والإرهاق من أحد أسباب البرود العاطفي، وتأتي المشاكل الزوجية لتكمل من هذه المشاكل التي تُعتبر من أكثر الأسباب شيوعاً لفقدان الرغبة الجنسية، ولذلك أقول لكل امرأة إن لم تكوني سعيدة في علاقتك أو إذا كان لديك أي شكوى أو مخاوف، قد يكون هذا السبب الرئيسي لهذه الخسارة من الرغبة الجنسية، وأيضاً قد تكون مُشكلة الفتور بين الزوجين مُتعلقة بأسباب عضوية، الأمر الذي يُحتم استشارة طبيب لإيجاد حلول.