أخر الأخبار
أمريكا بين نار النووي الإيراني ولهيب النفط العربي
أمريكا بين نار النووي الإيراني ولهيب النفط العربي

الصفقة التي توصلت اليها إيران مع الدول الغربية 5+1 غير معقولة فهل يمكن أن تتنازل إيران عن كل طموحاتها الذرية في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها فقط..؟ ولكن ماذا تفعل الولايات المتحده الأمريكيه ؟ فهل أمريكا أوقعت نفسها في هذا المأزق ؟ أم أن  إيران استطاعت وضعها مقابل اصدقائها العرب ..؟ والآن هي في الخيار المؤلم انه انتحار سياسي إذا لم تراع  سخونة الموقف.. خاصة أن حرب اليمن تدق الأبواب المشرعة بصوت عال.. يسمعه صاحب القرار. إيران عندما فكرت في الدخول الى النادي النووي أو النادي الذري فهم لهم تاريخ حضاري قديم.واستعانوا بخبرات علماء الذرة سواء من العلماء السوفييت الذين اضطروا لمغادرة بلادهم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في بداية تسسعينيات القرن الماضي بعد مجيء الرئيس السوفيتي جورباتشوف ونظريته الجديده (البريسترويكا) التي كانت سببا في تفكك الاتحاد السوفيتي. كما انهم استعانوا بخبراء من كوريا الشمالية ..ولكن أكثر من ساعدهم هو.. ابو القنبلة الذرية الباكستانية ..العالم الباكستاني الدكتور (عبد القادر خان )فقد أسس شركة في (دبي) وأعلن استعداده  لمساعدة من يرغب ..في الحصول على تكنولوجيا الذرة .. وبدأت ايران ابحاثها الذرية ..قائلة إنها ابحاث للحصول على الطاقة النووية السلمية ..وانها لا تنوي صناعة القنابل الذرية. إلا أن الدخول في هذه اللعبة مقصور على الكبار جدا جدا فقط .فاعترضت امريكا على هذه الخطوة ولكن الأكثر فزعا كان اسرائيل.. التي تريد ان تنفرد وحدها بتكنولوجيا الذرة فعندها مفاعل (ديمونا )وقد حصلت عليه من فرنسا ..ثمنا لاشتراكها في الغزو الثلاثي الي مصر العام 1956 وهي تملك الآن حوالي 200 راس نووي كانت اسرائيل المحرض الأكبر ضد انتاج ايران لقنبلة ذرية ..فطلبت من الولايات المتحدة ضرب اجهزة الطرد الايرانية.. وهددت مرارا بأن الطائرات الاسرائلية ستقوم بتدمير المفاغل الذري الإيراني.. كما فعلت في الماضي عندما دمرت الطائرات الاسرائلية المفاعل الذري العراقي.. العام 1982 ..إلا أن ايران لم تخاف..فالظروف تغيرت وايران قامت بهجوم معاكس إعلاميا ..فقط ..حيث  نادت علانية بأن إسرائيل هي الشيطان الأصغر  وقال رؤساء إيران بضرورة زوال اسرائيل . قامت الولايات المتحدة الامريكية بفرض عقوبات اقتصادية ..على (ايران) من خلال مجلس الامن ..وبلغت العقوبات الاقتصادية درجة عالية جدا في القسوة ..لدرجت صدور قرار من مجلس الأمن يمنع الدول من استيراد النفط الايراني.. وهو شريان الحياة في ايران وهو المصدر الرئيس للدخل القومي الايراني.. ما اثر تأثيرا قاسيا على ايران فانخفضت قيمة(التومان ). واضطرت ايران الي بيع نفطها بسعر انقص من السعر العالمي .وقامت مظاهرات وفتن داخلية ..اشهرها (فتنة الصرافين) إلا أن الحكومة الايرانية قمعتها بمنتهي الفسوة. ثم  بدأت المفاوضات السلمية بين ايران وما اسموه 5+1 اي الدول (الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين مضافا اليهم المانيا).استمرت المفاوضات أكثر من سنتين  كان الاختلاف كبيرا جدا. والشقة بين الطرفين واسعة فطلبت أمريكا ومن معها تخفيض عدد اجهزة الطرد في المفاعل النووي الايراني.. وطلبت ان تكون جميع المنشآت الايرانية خاضعة للتفتيش الدولي .... وطلبوا تسليم اليورانيوم المخضب الي دولة ثالثة غير ايران ..وطلبوا عدم تخصيب (اليورانيوم )داخل ايران . وكانت ايران ترفض كل هذه الطلبات وتتمسك بحقها باعتبارها دولة عضو في الأمم المتحدة ان تملك الطاقة النوية للأغراض السلمية..ولكن الشك بين الطرفين كان سيد الموقف  الي ان قام الرئيس الامريكي (اوباما) بإلقاء خطاب له بتاريخ 28 مايو 2014 في (ديت بوينت)شدد فيه على الحاجة الي التفكير في العواقب قبل الدخول في الحرب.. ومعالجة الامور بطريقة سلمية. ويبدو ان هذا كان مفتاحا لعدم التشدد ..والسماح لـ (ايران) بالدخول في النادي الذري.. ولكن بقيود في منتهى القسوة.. اعلن عن بعضها ولم يكشف عن الباقي.. ولكن من اهمها تخفيض اجهزة الطرد المركزي الي النصف.. وعدم السماح لإيران بتخضيب اليورانيوم.. الا بنسبة ضئيلة تصلح للمياه النقية فقط.. ومن اهمها ضرورة (اعتراف ايران بحق اسرائيل في الوجود) ثم  (الاعتراف بها).وهذا ما اكده بنيامين (نتنياهو) رئيس وزراء اسرائيل في اجتماعه مع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الكابينت ونشرته جريدة (هارتس )الاسرائلية.  ولا يؤثر في هذا ما قاله قائد الباستيج الايراني (الجنرال محمد رضا نقدي)حيث قال (ان مسح اسرائيل عن خريطة العالم غير قابل للتفاوض) ..فهذا كلام للاستهلاك المحلي فقط .فليس من المعقول أن تتنازل إيران عن كل طموحاتها وآمالها في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها . فقد قالت وكالة (الاسوشيتدبريس).الأمريكية ان ادارة الرئيس اوباما تفكر في خطة لاحتواء ايران النووية ..ولكن دون اسلحة ذرية.. وأكد هذا الخبير الروسي الذي يعمل في واشنطن وهو (اندرو كيشين) فإن الصفقة تعهدت أمريكا بموجبها  بمحاربة داعش..والنصرة ..جديا . وإطلاق يد إيران في العراق وسوريا ولبنان، واعتبارها قوة مركزية  مع الحفاظ على دور اسرائيل، فهل تخلت الولايات المتحدة عن أصدقائها في العالم العربي ..؟. الأيام القليلة القادمة ستظهر لنا الحقائق بوضوح فإن عالم السياسة مليء بالألغاز والأسرار