لا نعرف اي «نهاية» قصدها الرئيس الايراني حسن روحاني عندما قال خلال استقبال رئيس مجلس الشعب في سوريا في طهران: ان ايران ستبقى تدعم نظام بشار الاسد حتى النهاية فهل ان ما قصده هو نهاية الرئيس ونهاية نظامه ام نهاية نظام ولاية الفقيه في ايران.. ما هي النهاية التي تحدث عنها هذا الرجل الذي يعرض نفسه على انه «اصلاحي» و «ديموقراطي» وبالطبع فان كل كبار المسؤولين الايرانيين قد عودوا شعبهم وعودوا دول الجوار والعالم باسره على انهم يقولون ولا يفعلون ؟!
واللافت ان مرشد الثورة والولي الفقيه علي خامئني قد قال بعد هذا الذي قاله روحاني مباشرة: «ان ايران سترسل قوات برية للقتال في سوريا « مما يعني وما يدل على ان طهران تعيش مأزقاً فعلياً بعدما ثبت ان «دعم» اكثر من اربعة اعوام للنظام السوري قد ذهب ادراج الرياح وان نظام بشار الاسد بات ينهار بصورة «دراماتيكية» وان مسألة رحيله غدت مسألة وقت قد يقصر وقد يطول لكنه في كل الاحوال اصبح من المؤكد انه راحل لامحالة.
كل دعم الأعوام الاربعة الماضية وأكثر ، ان كان من ايران وان كان من روسيا وان كان من عراق نوري المالكي لم يستطع ثلم ارادة الشعب السوري الذي اذا كانت الثورة الفلسطينية والثورة الجزائرية هما اهم ثورات القرن العشرين فان ثورته هي ثورة القرن الحادي والعشرين بالتأكيد إن من حيث الاصرار على الانتصار الذي من الواضح ان لحظته قد اقتربت وإن من حيث الانجازات الفعلية التي تحققها المعارضة على الارض.
وفي هذا المجال فأن السؤال الذي يجب توجيهه الى حسن روحاني هو: هل ان ايران يا ترى ، بعدما استنزفت كل مالديها من اسلحة وأموال وشراذم طائفية وخبراء ومتطوعين ، قادرة على ارسال عشرين الف جندياً ايرانياً الى سوريا لأنقاذ نظام أصبح انقاذه من سابع المستحيلات ؟!
ان المعروف ان ايران ، التي تنتظر نجاح مفاوضات «النووي» مع الامريكيين على احر من الجمر ، تغرق الان بالأزمات الاقتصادية والعسكرية حتى عنقها فهناك العقوبات الصارمة المستمرة منذ اعوام عدة وهناك حرب اليمن التي استنزفت مالم تستنزفه «ولاية» ضاحية بيروت الجنوبية وحروبها وجيوشها وهناك المأزق العراقي ومأزق الالغام الداخلية التي اخذت تتفجر تباعاً.. أي لغم الاكراد الايرانيين ولغم العرب....ولغم البلوش...ولهذا فانها ، اي ايران، إن غامرت وبادرت الى تنفيذ ما وعد به مرشد الثورة وما وعد به الرئيس روحاني فإن «النهاية» التي قُصدت في هذاالمجال ستكون نهايتها وبلا أدنى شك.. ويا جبل ما يهزك ريح!!
ربما ان مرشد الثورة أراد بهذه التهديدات التي اطلقها «التشويش» على التحول الذي طرأ مؤخراً على الموقف الروسي تجاه نظام بشار الاسد وربما أن قاسم سليماني قد قصد بتهديداته التي اطلقها قبل ايام من اللاذقية إخافة المعارضة السورية المسلحة المنطلقة بسرعة هائلة والتي باتت تتبلور في هيئة تشكيلات عسكرية منضبطة لكن كل هذا من غير الممكن ان يغير في واقع الحال شيئاً الحال يقول ان نظام بشار الاسد قد وصل الى نهاية الطريق وأن الثورة منتصرة لا محالة.