تؤكد استطلاعات الرأي التي تقوم بها بعض الجهات من وقت لآخر أن المواطن الأردني متشائم جداً ولا يرى سوى الجزء الفارغ من الكأس ، لدرجة أن القيام باستطلاع للرأي لم يعد مجدياً لأن الإجابات السلبية معروفة سلفاً ويمكن التنبؤ بإجابة الأغلبية على كل سؤال.
لماذا نسأل المواطن الأردني عما إذا كان الوضع الاقتصادي افضل أم أسوأ مما كان ، ونحن نعرف أن الجواب سيكون أسوأ! ولماذا نسأله عما إذا كان يتوقع أن يتحسن الوضع الاقتصادي أم يسوء في العام المقبل ، فالجواب بالتأكيد أنه من السيء إلى الأسوأ!!.
لا لزوم لسؤال المواطن عن رأيه في مستوى دخله الشخصي فالجواب بالتأكيد أنه غير كاف ، وأنه سوف لا يتحسن بل سيزداد هبوطاً في العام القادم.
لا أحد بحاجة لاستطلاع رأي المواطنين عن مستوى أسعار السلع والخدمات ، فالجواب المؤكد أن الأسعار عالية وأنها ستواصل ارتفاعها.
من العبث أن تسأل مواطناً عن قدرته على الشراء ، فالجواب أنها متدنية للغاية فالأسعار نار ، وسوف تصبح الأمور أسوأ في المستقبل!.
أما عن توفر فرص العمل ، فالجواب الأكيد أن المواطن الأردني يرى أنها غير متوفرة ، مع أنه يشاهد توفر فرص العمل من وجهة نظر الوافد المصري او اللاجئ السوري.
يبدو أن المواطن الأردني طموح جداً ولديه توقعات عالية ومبالغ فيها كثيراً ، ولذا فإن الواقع يصدمه ، فالمطلوب أن يتحسن الوضع الاقتصادي تلقائياً بالرغم من أية ظروف غير مواتية ، وأن يرتفع دخله وتهبط أسعار السلع والخدمات ، اما فرص العمل فيجب أن تكون جاهزة تبحث عنه لا أن يبحث عنها.
من العبث وضع أسئلة حول تقييم السياسات الاقتصادية والاجتماعية المعمول بها أو عن انتشار الفساد ، أو عما إذا كانت الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.
الاستطلاع الدوري الذي يقوم به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية هو الأفضل ، ومع ذلك فإن أحداً من المحللين لم يفاجأ بنتائج الاستطلاع ، لأن اتجاهات الرأي العام معروفة سلفاً ، وأكثرها غير منطقي.
اسـتطلاعات الرأي لا تقيس القضايا محل البحث بل مزاج المواطنين غير الراضين الذين يعتقدون أن كل شيء غلط!.