أخر الأخبار
لهذه الأسباب استقال « العراب» !
لهذه الأسباب استقال « العراب» !

في مقال افتتاحي نشرته جريدة «السفير» اللبنانية على صفحتها الاولى اول امس كتبه الزميل وائل عبد الفتاح تحت عنوان « بلاتر يشرب حليب الطغاة « استهله بالقول :» الديكتاتور السويسري العجوز يلعب بالصناديق كما كل حواة الديمقراطية في العالم ، يتحدى الجميع ، ينتصر ، كما يليق بالأب الروحي لتحويل «الفيفا» الى دولة ، بل اكبر من دولة ، لتسيطر على العالم اكثر من السياسيين والجنرالات. بلاتر مدمر الاساطير ، هو «نبي العولمة» ، وربما يكون ضحيتها عما قريب انتهى الاقتباس.
في تلك اللحظة ، ودون سابق انذار او اعلان او اعلام ، شاهدت جوزيف بلاتر بشحمه ولحمه وملامحه القلقة ، وفي اسوأ حالاته ، يظهرعلى شاشة محطة « سي.أن.أن.» ليعلن استقالته من رئاسة « الفيفا » بعد اربعة ايام من فوزه !!
وبهذه المناسبة اشير الى مقال كتبته ونشر في « الرأي » يوم الاثنين الماضي تحت عنوان « الجولة الاولى.. ليست الفرصة الاخيرة » قلت فيه ان المعركة ما انتهت ، وانتظروا الاسوأ ، حسب تصريح رئيس الفيفا جوزف بلاتر الذي جاءه الاسوأ بوقت اسرع من كل التوقعات. كما أكدت في المقال ان هناك استجابة لافتة ، من الكثيرين في الفيفا لبرنامج ، الامير علي الداعي لاصلاح المنظمة الدولية ، واعتقد ان الفرصة لم تفت بعد.
وفي ضوء هذه المستجدات يتساءل البعض: لماذا استقال بلاتر بعد فوزه رغم العاصفة ؟!
من الثابت ان رئيس الفيفا بلاتر الذي لم يتحمل المسؤولية القانونية حتى الان ، نتيجة فضيحة الفساد الكبرى في المنظمة الدولية ، قرر ان يتحمل المسؤولية الاخلاقية ، بانتظار ما هو اسوأ ، وللاسباب التالية :
أولا: صرح الناطق الرسمي باسم المدعي العام السويسري اندريه مارتي أنه سيتم استجواب جوزف بلاتر في المستقبل وفي حال اقتضت الضرورة.
ثانيا: تلويح العديد من الاتحادات الاوروبية بالانسحاب من ألعاب مونديال 2018 في روسيا.
ثالثا: بعد انتخابات زيوريخ ، وردود فعل الاتحادات الاوروبية ، ساد القلق اجواء الشركات الراعية والداعمة وشركات الاعلان والجهات المهتمة بالنقل التلفزيوني ، وهي التي تحقق دخلا كبيرا لصندوق الفيفا يقدر بالمليارات.
كل هذه الاسباب مجتمعة وضعت بلاتر في مازق جديد ، وقادته الى طريق مسدود اضطره الى اعلان استقالته تحت ضغوطات نتائج التحقيقات مع المعتقلين ، وبا التساؤل حول الاستقالة السريعة: هل هناك صفقة جديدة ؟. نطرح هذا التساؤل لأن الذين يعرفون بلاتر وسلوكه خلال فترة رئاسته للمنظمة الدولية يعرفون مدى شغفه وتعلقه بالسلطة ، ويعتقدون ان ليس من المعقول ان يتخلى عن كل المكاسب التي حققها بهذه السهولة. واذكر ما قاله مستشاره السابق غيدو تونيوني الذي قال :« بلاتر متعلق بالسلطة الكروية ، ويتلاعب بكل شيء من اجل الحفاظ على السلطة ، يوزع الهدايا ، ينفق الاموال ، ويقدم الخدمات لاصدقائه ويعاقب من لا يلتحق به ».
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه بلاتر استقالته اتصلت كريستان امانبور هاتفيا بالامير علي بن الحسين وسألته عن رأيه باستقالة رئيس الفيفا فقال «انها خطوة في الاتجاه الصحيح». اما حول قراره بالترشح للمنصب من جديد فقال ان الوقت ما زال مبكرا ، وانه سيجري مشاورات مع الاتحادات الوطنية حول خلافة بلاتر. واكد سموه ان هناك اصلاحات كثيرة يجب تحقيقها في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وفي الحقيقة ان برنامج الامير علي لاصلاح الاتحاد الدولي لكرة القدم لاقى استجابة واسعة من المعنيين بالحركة التصحيحية داخل الفيفا. واذكر ان رئيس الاتحاد الاسترالي فرانك لوي ، الذي خرق قرار الاتحاد الاسيوي وصوت لصالح الامير علي ، قال « ان اعضاء الاتحاد الاسترالي قاموا بمراجعة برنامج الامير علي لاجراء التغيير في الفيفا ونعتقد انه يمكن البناء عليه».
وفي النهاية نقول ان الامير علي بن الحسين خاض المعركة الاولى بشجاعة ضد منافسه «عراب الفيفا» الذي امتلك كل ادوات اللعب والتلاعب ، وقد حقق سموه انجازا كبيرا في ظروف صعبة ومعقدة ، ومن حقه اليوم ، بعد سقوط العراب ، ان يعيد قراءة المشهد ، في ضوء المستجدات والتطورات ، وان يتخذ قراره الشجاع الآخر ، ونقول له باعتزاز: كانت الجولة الاولى..ولكنها ليست الفرصة الاخيرة..