ربي لا تذرني فردا .. إن من أعظم نعم الله تعالى على العبد أن يرزقه الله زوجة صالحة وذرية طيبة، فالزوجة الصالحة هي سكن وأُنس لزوجها، والذرية الطيبة هم زينة الحياة الدنيا وباجتماعهما ؛ أي الزوجة الصالحة والذرية الطيبة يكتمل
متاع الحياة الدنيا , فالأطفال نعمة لا تقدر بثمن .. وهم فرح الحياة وأمل آبائهم وأمهاتهم الذين يرون المستقبل من خلالهم ويتحملون مصاعب الحياة لأجلهم, ولكن كابوس العقم يطارد مئات الازواج الشابة, ولعل ذلك يُفسر افتتاح العديد من مراكز الاخصاب وعلاج العقم التي يرتادها ميسورو الدخل ومعسوريه !! نعم
معسوريه اولئك الذين عكفوا لسنوات طوال على جمع ما تيسر من المال وباعو القليل الذي بحوزتهم في سبيل سماع صرخة طفل ينفض كآبة البيت البسيط , تلك الصرخة التي تكلف الاسرة الكثير من المال الذي على المواطن المسحوق توفيره في
ظل الفقر والعوز والحصار الذي ينغص حياة سكان غزة , الذين يعيش نحو 75% منهم تحت خط الفقر ..
إن عمليات أطفال الأنابيب أمل يعيش عليه الكثير من الناس لكن في ذات الوقت يحرم منه آخرون لعدم قدرتهم على توفير تكلفة العملية والعلاج في ظل عدم وجود جهة تدعمهم وتساعدهم على تحقيق هذا الحلم.ولكن دائما هنالك بارقة أمل , فها هو
المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _فتا, متمثلا بإدارته الحكيمة والذي قدم نموذجا فريدا في البذل والعطاء من خلال وقفته المشرفة مع جميع قطاعات الشعب الفلسطيني يستكمل دوره الريادي في التخفيف عن كاهل ابناء شعبنا ومساعدته وصون كرامته الانسانية وتحسين حياته , قد بدأ بتنفيذ مشروع " الانجاب وعلاج العقم" والذي يخدم 600 حالة (200حالة في الضفة الغربية و 400 حالة في قطاع غزة )بتمويل كريم وسخي من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة , تلك الدولة التي كانت ومازالت قيادة وشعبا سندا قويا وداعما اساسيا لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ..
الدكتورة جليلة دحلان رئيس مجلس ادارة المركز الفلسطيني للتواصل الانساني_فتا كانت قد زفت بشرى سارة للاخوة المستفيدين من هذا المشروع بأنه قد تم بحمد الله وعونه التوقيع على العقود المبرمه مع المراكز الطبيه التي ستباشر علاج
هذه الحالات وتم إبلاغ الاخوه والاخوات المستفيدين مباشره بالمواعيد وأسم المركز والطبيب المختص الذي سيتابعون معه العلاج ..
وقد إنتهت عملية الفحص الاولى لهذه الحالات وبانتظار استكمال مراحل العلاج الأخرى.
ويعتبر المشروع بوابة الأمل لهؤلاء الأزواج الذين حرموا من نعمة الانجاب ولا يستطيعون اجراء عمليات التلقيح الصناعي لضعف الامكانيات المادية لديهم ، ونسأل الله العلي العظيم أن تتكلل رحلة علاجهم بالنجاح وأن يمن عليهم بالذرية الصالحة , لترتسم البسمة على محياهم وتغمر السعادة ديارهم ، فوجود الأبناء داخل جدران المنزل يعطي للحياة طعما مختلفا بل يُشكل سورا مانعا من براكين الأيام ومعطف دفء عندما تتقطع السبل بالانسان ..
أخيرًا وليس آخرًا ,, من ارض الرسالات ، ومن وطن الهداية والمحبة.. وطن نبع من أرضه النور الذي أنار للبشرية دروبها لا يسعنا إلا ان نقول وبكل الحب : دمتِ يا امارات الخير كما انتِ بخير .
ولمركز فتا بإدارته ومتطوعيه : للأوفياء أمثالكم قوافل شكر لا حدود لها..