في الوقت الذي تتصاعد فيها حملات مقاطعة الكيان الصهيوني في العالم كله، وتتسع فعالية المنظمات الشعبية والمؤسسات الأكاديمية التي تصنف هذا الكيان كـ «دولة» فصل عنصري، تزداد علاقة الأردن التصاقا به، رسميا وشعبيا على نحو يثير العجب والغضب! يبدو أن «فرسان» مقاومة التطبيع في الأردن، ينامون في العسل، ولا يعلمون بالمياه التي تجري من تحت أرجلهم، ففيما هم مشغولون بملاحقة «الجزر» الإسرائيلي في سوق الخضار، ثمة ما هو أخطر بكثير من الجزر، يجري الإعداد له، بصمت يكاد يكون مطبقا، بعيدا عن عيون الإعلام! «إسرائيل تفتح أبوابها أمام العمال الأردنيين» هكذا قرأنا في أحد مواقع الكيان، وهو عنوان صادم بمعنى الكلمة، ليس لجهة كونه «تطبيعا» مقيتا، وتكريسا للاغتصاب الصهيوني للأرض الفلسطينية فقط، بل لأنه «يبشر» بمكرمة إسرائيلية لأهل الأردن، وكأنه يكافئهم ويتفضل عليهم! الحديث هنا يدور حول ترتيب عمل ما يقارب 1500 عامل من الأردن ستخلع عليهم دولة العدوان والاحتلال «نعمة» تصاريح العمل ليتم تشغيلهم في المدينة الأردنية المحتلة أم الرشراش، المجاورة للعقبة والتي يسميها الاحتلال «إيلات»، ويبشر إعلامهم قائلا، إن من المتوقع أن يتلقوا أجرًا أكبر بـ 3 أضعاف من أجرهم في الأردن! وفي خلفية وتفاصيل الخبر الصادم، حديث عن «اجتماع عقد بين مسؤولين أردنيين من العقبة ورئيس بلدية إيلات، تم الاتفاق فيه على أن العمال لن يدفعوا رسوم الحدود يوميًا، وسيتم تشغيلهم بشكل مركّز تحت رعاية الشركة الاقتصادية التابعة لبلدية إيلات (ولن يعملوا مع العديد من أرباب العمل على أنواعهم!). وبالإضافة إلى ذلك، سيعملون في بلدية إيلات بالتنسيق مع وزارة الداخلية من أجل منع تأخير نقل العمال على الحدود، والحديث يدور عن عدد كبير من العمال» وكذلك «سيضطر كل من سيحصل على العمل في فنادق إيلات إلى اجتياز فحص أمني شامل من قبل السلطات الأردنية ووزارة «الدفاع!» الإسرائيلية. باستثناء الموافقة الإسرائيلية، سيتم منح تصاريح إلى العمال من خلال وزارة العمل الأردنية.»!! هذه الوجبة من «مكرمات الاحتلال» لن تكون الأخيرة، فالحديث يدور وفق نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، الليكودي «المُوَحِّد» أيوب قرا، حول مرحلة أولى من مجموع اتفاقيات اقتصادية سيتم تنفيذها بين الجانبين الأردني والإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، من بينها فتح معابر جديدة بين إسرائيل والأردن وبناء منطقة صناعية مشتركة في الشمال حيث ستستوعب عشرات الآلاف من الأيدي العاملة الأردنية والفلسطينية! ورمضان كريم نتمناه لكم، يا مقاومي التطبيع، ومُطاردي الجزر الإسرائيلي!