أخر الأخبار
فشل اسرائيل!
فشل اسرائيل!

 لا يمكن لفتح المسجد الاقصى أمام المصلين, بعد اغلاقه في وجوههم نصف قرن, او تنديد نتنياهو باحراق كنيسة «الطابفة» على بحيرة طبريا, أن تعيد علاقة اسرائيل بالعالم. فكل شيء يدل على انها كيان عنصري بدأ في استغفال جماعي بانقاذ يهود العالم من المحارق الاوروبية في كيان لليهود, يعيشون فيه كما يعيش بقية الشعوب, وانتهى كياناً عنصراً معادياً لكل ما هو غير يهودي, وخاصة شعب فلسطين الذي يقبل ان يعيش في دولة على جزء من فلسطين.. لكن اليهود الذين جاءوا الى المكان الوحيد الآمن يرفضون الفلسطيني حين يصلي, او حين يذهب الى بيته, أو مدرسة ابنه, او يقرر ان يعود الى مدينته من شقاء التشرد خارجها.
ذكاء نتنياهو يدله هذه الايام على فتح شارع مغلق في الخليل القديمة, ابواب متاجره مغلقة منذ ان قرر المستوطنون السكن في الحي القديم, او في المستعمرات المحيطة أو اغتصاب مسجد خليل الرحمن وقتل المصلين فيه.. بالعشرات على يد طبيب جاء من اميركا بحثاً عن.. وطن له.
لكنه كل هذه البربوغندا لا تغيّر الصورة الشائهة لعنصرية اسرائيل وحكومتها, واحزابها. ولا تعيد لها الصورة القديمة المزورة أيام كانت تستغفل العالم.
هناك الان اجماع على التعامل الدولي لمشكل الشرق الاوسط بمادة جديدة اسمها: العدالة. فأمن اسرائيل صار يعني قتل الفلسطينيين وتدمير حياتهم, وتحويلهم الى قوة عاملة في خدمة الاقتصاد الاسرائيلي, أو الى رهائن حين يتعلق الامر بالعرب والمسلمين والفاتيكان ولعل تفرّد وزير الخارجية الفرنسية باهداف جولته المعلنة على: مصر والاردن والسلطة الفلسطينية واسرائيل.. لها مؤشرات تختلف عن مؤشرات زيارات زميله الاميركي. ففرنسا الان على وشك تقديم مشروع لمجلس الامن يحدد العودة الى المفاوضات بجدول زمني لانهاء الاحتلال والرجل اليهودي معروف. وهو لا يماري في رفضه الحاد لدعوة نتنياهو يهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل.. «وطنهم» الذي يؤمن لهم «الامن والامان».
ووزير الخارجية الفرنسي قد يكون على تفاهم مع الاميركيين لتقديم مشروع القرار لمجلس الامن. وقد لا تستعمل واشنطن حق الفيتو في التصويت. فالعرب - عفواً بعض العرب - يتحركون بعقلانية بعد ان اكتشفوا انهم بدعواتهم لمسك البحر المتوسط بأن يتجوّع, وان سن السكاكين لذبح اليهود, ورميهم في البحر, لم تكن الا تحطيباً في حبال الصهيونية, وخدمة لخططها. وتحشيد العالم خلف اطماعها التوسعية العنصرية.
هناك تحرّك يدعو لبعض التفاؤل. ويبقى أن يلعب الفلسطينيون دورهم بالاخلاص لقضيتهم, وبتوحدهم خلف هدف انهاء الاحتلال واقامة الدولة.