أخر الأخبار
الهاشميون غيثٌ اذا خان يوماً المطرُ
الهاشميون غيثٌ اذا خان يوماً المطرُ

في بيت عزاء التقيته، مغترب يعيش الآن في أميركا بعد تقاعده من الجيش الأردني، عمل مرافقاً –كما قال- لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال- طيب الله ثراه- فترة من الزمن، حدثني عن شمائله وذكائه وعن عروبته الصادقة وما قدمه لشعبه من خدمات جليلة. حدثني عن احترام قادة العالم له وتقديرهم لحصافة عقله ونبله الإنساني. ثم عرّج في حديثه الى علاقته الحميمة بجلالة الملك عبد الله الثاني ومقابلته له عدة مرات في مناسبات مختلفة. 
محمد عدنان الشنابلة  يقول ان جلالة الملك عبد الله الثاني ورث كل خصال ومناقب وذكاء والده الراحل – رحمه الله- لسان حاله يقول: الهاشميون غيثٌ اذا خان يوماً المطرُ. 
وفي حديثي معه حول المغتربين الأردنيين في أميركا هز رأسه قائلاً: انهم يعكسون صورة مشرقة لأصالة وطنهم، ومنهم من يعتلي مناصب عالية في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الأميركية. هناك رموز يشار لها بالبنان إن في الطب أو الهندسة أو العلوم الأخرى. 
ثم يتنهد قائلاً: امثال هؤلاء اتمنى لو يختارون الحضور لمسقط رأسهم الأردن ولو لفترة زمنية محدودة، ليقدموا بعض خدماتهم لوطنهم تكريماً لأرض طيبة نمتهم وتلقوا علومهم الأولى فيها. 
سألته عن نشاط الجالية الأردنية في أميركا، فأكد لي ان جميع أفرادها مشدودون للوطن الأم , الأثرياء منهم يدرسون إقامة بعض المشاريع الاستثمارية التي يرون انها ستكون منتجة لهذا البلد. 
وعن تواصلهم مع القيادة الهاشمية التي يجسدها جلالة الملك عبد الله الثاني ذكر لي انه تواصل حميمي، فما من زيارة يقوم بها جلالته لأميركا إلاّ ويلتقي برموز هذه الجالية حاثاً إياهم على الانفتاح أكثر فأكثر على وطنهم وطنه –حفظه الله والكلام له- نصب عينيه في حلّه وترحاله. 
في حديثي مع هذا الأردني المغترب علمت منه انه بالتعاون مع آخرين من الجالية الأردنية يقدمون الدعم لكثير من الأردنيين لدى قدومهم لأميركا، كما انهم يمارسون نشاطاً دعائياً مكثفاً للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية. وبالرغم من خلفيته العسكرية في بلده «الوطن»، فإن محمد عدنان الشنابلة شاعر وأديب، شعره وأدبه يفيض بالحنين دوماً الى ثرى الوطن. ملاعب الصبا كيف تنسى. 
من لوامعه الادبية التي لم ينشرها بعد في كتاب هذه المفردات الممتلئة: «تستيقظ كل المشاعر النائمة في داخلنا والتي ظنناها لقد لفظت أنفاسها الى الأبد، وتطرق ابوابنا كل الوجوه المهاجرة، ويرتدي الحنين اجمل حلله». 
في الجلسة التي ضمتنا والتي تعرفت فيها عليه قال لي: انني احب كل البشر. لا اكره الشرير ولكنني اكره الشر فيه. حتى من يحسد لا اكرهه لان الكراهية تناقض «التسامح» الذي نادى به ديننا الاسلامي. اعتبر تسامحي مع «الحاقدين» والحاسدين نوعاً من الحب، فقد يغسل هذا الحب الذي اقابلهم به ما في قلوبهم من احقاد، فيتعلمون ان فيه شفاء للانسانية من عذاباتها. بالحب تُعالج الأمراض العضالة! وفيما يتعلق بالمنافقين والوصوليين قال لي: إنهم آجلاً أم عاجلاً ستظهر حقيقتهم، ولن يكون لهم مكان في مجتمع نظيف. 
ذكرني قوله هذا بالحديث النبوي الشريف: «آية المنافق ثلاث اذا حدّث كذب واذا وعد أخلف واذا أؤتمن خان». 
اختم بالقول: تحية لمحبي أوطانهم من الذين يعيشون اليوم في ارض الغربة، تحية لمن يحرصون على رفع سمعة هذا الوطن والدفاع عن قضاياه الوطنية، تحية الى من لا يفارقهم «الانتماء» لوطن اعطاهم الكثير، تحية إلى من لايفارقهم الحنين اليه بأمثال هؤلاء سيظل الاردن مرفوع الجبين.