أخر الأخبار
خضر عدنان يقود ربيعه وحيداً
خضر عدنان يقود ربيعه وحيداً

في 21/ 2 / 2012 ، كتبت هذه الزاوية من دفاتر الأيام،  الزاوية نفسها، في المكان نفسه، في يوم اثنين كاليوم، عن  الرجل نفسه، وعن اضراب الجوع والإرادة المذهلة نفسها.  الإضافة الوحيدة ليست في الكلمات، انها تذهب الى تلك الصورة للشيخ وهو يحتضن  ابنتيه ببهجة أب، الصورة التي تمتلئ حتى حافتها بالضحك والحب.
يقود خضر عدنان «ربيعه» الخاص وحيداً، الشيخ العنيد الذي أعلن واحداً من أطول إضرابات الجوع، لم يستشر أحداً ولم يجلس خلف علم فصيل أو حزب، وحده أخذ مع جسده النحيل مهمة مواجهة سياسة الاختطاف الأكثر عنصرية في العالم.
في المستوى الأعمق، المستوى الآخر الذي يتعلق بنا، يُعيد خضر عدنان المواجهة بين الأسير والسَّجان إلى تلك النقطة التي سبقت تحويل جزءٍ كبيرٍ من عبءِ الحركة الأسيرة إلى أكتاف عائلاتهم وفصائلهم وأحزابهم، وهو بإرادته الاستثنائية يستعيد الزمن الأصلي للمواجهة، ويُلقي جانباً تلك الزوائد التي تراكمت عَبر سنوات طويلة وتحوّلت إلى حمولة من الحذر والخوف والتشكيك والتشتُّت.
عندما يعبر الأسير إلى «القاووش» ينتهي بالنسبة إليه الانتماء الفصائلي ويستبدل فصيله بالحركة الأسيرة وعائلته بزملائه الأسرى، هذا ما كانت عليه الأمور، وهذا ما يجب أن يكون عليه الأمر.
وهذا، أيضاً، ما ينبغي أن نتعلّمه من خضر عدنان، هذه هي رسالته وإشاراته التي تمنحنا فرصة استعادة الدروس الأولى، واللغة الأولى، قبل أن تنتقل الفصائل بأعلامها وخطابها إلى هناك.
إن وضع العالم أمام مسؤولياته تجاه الأسرى الفلسطينيين، ليس في سياق حملات التعريف والوصف، بقدر ما هي حملات للمطالبة بمحاسبة الاحتلال، والتشهير بالصامتين، وأولئك الذين يحاولون تفادي الدخول في منطقة الحديث عن موضوع الأسرى الفلسطينيين، ويُقيمون الدنيا ولا يُقعِدُونها لأنّ جنديّاً احتلاليّاً تم سحبه من دبّابته الاحتلاليّة الواقفة على أرض محتلّة وأسره في جزء محاصر من الأرض المحتلة.
هذه ليست مهمّة وزارة الأسرى، وهي على أية حال تقوم بعملها، وليست مهمّة فصيل الأسير خضر أو مسؤولية عائلته فقط، هذه مهمّة وطنيّة وشعبيّة من القاعدة إلى القمّة، وعليها أن تكون مقدّمة لكلّ لقاءٍ يحدث مع أي زائرين أو مضيفين، ملف يجب أن يحمله كلّ سياسيّ أو مسؤول فلسطيني ويفتتح فيه لقاءاته.
ملف خضر عدنان هو ملفّ وطنيّ بامتياز، وهو المقدمة الحقيقيّة لـ «ربيع فلسطيني» آن أوانه..