من السهل جدا اختراق التنظيمات «الجهادوية»، كثيرون يعتقدون أنها جزء من مخططات غربية لتخريب الوطن العربي والإساءة للإسلام، ليس بعيدا أن تشكل أجهزة استخبارية تنظيمات معينة، لتحقيق أهداف معينة، ويتبعها شباب متحمسون مؤمنون بـ «رسالتهم» باعتبارها أقصر الطرق للحور العين، اللواتي فشلوا في الحصول عليهن في الحياة الدنيا، لهذا نعتقد أننا أمام ظاهرة ليست نظيفة بالكامل، فهي على الأقل «مشكوك فيها» نظرا لبشاعة الأعمال التي ترتكبها، ولحالة العداء التي تكنها للمسلمين، والحدية والتطرف في تصنيف الناس، وسهولة رميهم بالردة، وقتلهم، وهذا ليس من الإسلام في شيء!
في الأخبار، ووفق وسائل إعلام بريطانية، أن التونسي سيف الدين الرزقي، منفذ الهجوم الدامي على نزل بمدينة سوسة الجمعة، كان تحت سيطرة مخدرات «قوية» أثناء ارتكابه العملية، تنقل هذه الوسائل عن مصدر مطلع قوله أن «تشريح الجثة أثبت أن (الإرهابي!) تناول مخدرات قبل تنفيذ الهجوم – نفس المادة التي يقدمها تنظيم «الدولة الإسلامية» لمنفذي الاعتداءات الإرهابية – حتى لا يدرك ما يقوم به». وأشارت «ميرور» من جهتها أن نتائج التشريح تؤكد «أن كميات كبيرة من منشط يرجح أنه الكوكايين كانت في جسد» الرزقي.
النص الذي يتحدث عن تنظيم الدولة، واعتياده تقديم مخدرات لأعضائه، ليس مني، بل هو مضاف من محرر الخبر، حيث يقول في هذا الصدد: ..ويعرف أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» يتناولون الكوكايين الذي يجعلهم يشعرون بأنهم لا يهزمون في ساحة القتال!
ما يبعث على الاعتقاد بصحة قصة المخدرات هذه، أو على الشك فيها على الأقل، ما ذكرته مصادر تونسية وأجنبية، ترتكز أساسا على شهادات الناجين من المجزرة التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية»، أن الرزقي كان يبتسم أثناء قتله وجرحه للعشرات. ويقول شاهد عيان وهو بول شورت الذي كان شاهدا على العملية، أن برودة دم الإرهابي بلغت «درجة قصوى، حيث انشغل بالتقاط صور الجثث وهو يضحك والسلاح على يده». وهذا ما عززه عامل في نزل «إمبريال مرحبا» الذي وقع فيه الاعتداء، ويدعى حسام حيث قال لـ «دايلي مايل» إن الرزقي «كان يضحك وهو يطلق النار. وبعد أن انتهى وقتل الكل، بدا وكأنه لا يبالي بشيء فلم يحاول أن يهرب. كان يبتسم وبدا سعيدا».
هذه الصورة الغريبة، تنقلنا فورا إلى صورة تنظيم الحشاشين المعروف في التاريخ الإسلامي، الذي كان زعيمه يخدر أتباعه ويرتكبون المجازر والاغتيالات وهم يضحكون، وربما نعود ذات يوم لهذا التنظيم، ونقارنه ببعض تنظيمات «الجهاد» المعاصر!
في منطقة الشيخ زويد في شمال سيناء، وقعت منذ الأمس معارك طاحنة بين الجيش المصري ومسلحين «جهادويين» عدد الضحايا من الجانبين بالعشرات، وسبق هذا التصعيد اغتيال النائب العام المصري في كمين، هذا التصعيد الفجائي والخطير، هل هو «عفوي» أم له أهداف مبيتة؟ لا أدري، لكن يبعث على التساؤل، فيما إذا كان جزءا من عبث خفي، لتخريب التفاهمات الأخيرة بين مصر وحركة حماس، التي تطبخ على نار هادئة، وبدأت تفضي إلى تخفيف الحصار عن قطاع غزة، من يعبث بهذه التنظيمات «الجهادوية» ومن يوظفها لصالحة وكيف يتم هذا؟