بيروت-الكاشف نيوز
يكثر الحديث اليوم عن أنه لا يمكن أن تتشكل الحكومة في لبنان إذا كانت ستضم في صفوفها حزب الله، لأنه لا يجوز من الناحية الموضوعية تأليف حكومة تضم طرفًا يقاتل في سوريا بعدما انخرط بكل ثقله في الحرب المحتدمة هناك.
في هذا الصدد، يرى النائب قاسم هاشم (كتلة التنمية والتحرير) أن الحديث عن تشكيل حكومة في لبنان من دون مشاركة حزب الله كثر بعد الحديث الغربي عن ذلك، وكان له صدى داخلي واستجابة لهذا الطرح.
من هذا المنطلق كان الحديث في لبنان عن تشكيل حكومة من دون مشاركة حزب الله، والامر لا يجوز برأيه لأنه سياسي ووطني ولا علاقة له بالخارج ويجب أن يُعمل بما تقتضيه المصلحة الوطنية، وإذا كانت تقتضي مشاركة حزب الله فهذا يجب أن يحصل، ولكن المؤسف اليوم كل ما يجري هو في إطار التجاذب الداخلي والاستجابة للخارج.
عن سبب مطالبة الفريق الآخر بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة بأنه شارك في أحداث سوريا ما يجعل مشاركته في الحكومة سببًا لتدخل لبنان في تلك الاحداث، يعلل هاشم الأمر بالقول إن الجميع شارك بشكل مباشر أو غير مباشر في أحداث سوريا، وحتى اللحظة لا يزالون يشاركون، إنه امر واضح ولا يقبل الشك واقله مشاركتهم في الدعم المعنوي والإعلامي، إضافة إلى الدعم اللوجستي المعروف، وما سمعناه منذ يومين عن توقيف سيارات محمّلة بالأسلحة معروفة الانتماء السياسي وبالغطاء المؤمن لهم، وهذا يعني أن هناك من يشارك ويبدو أنها مشاركة مباشرة.
14 آذار تتنحى عن المشاركة
عن تنحي قوى 14 آذار/مارس في المشاركة بالحكومة مقابل عدم مشاركة حزب الله، يرى هاشم أن في لبنان لا معنى للحيادية، لكل فريق هويته السياسية ودم سياسي، لا أحد مجرّد وهو كلام غير قابل للصرف في لبنان.
وفي حال شكلت حكومة الامر الواقع من دون حزب الله، يعتقد هاشم أن الحزب لن يقبل بذلك، فلا يمكن أن يشارك فريق من دون الآخر، ففريق يمثل بما يمثله لا يمكن ألا يشارك، فهذا يعني اقصاء والدخول في مأزق سياسي جديد وانقسام بين الفرقاء.
ويأمل هاشم ألا نصل إلى تلك اللحظة التي يتم فيها اقصاء حزب الله عن الحكومة لأن ذلك يعني الوصول إلى حكومة أمر واقع، وقد تكون هناك إشكالية سياسية في هذا الأمر، بمعنى أن قوى 8 آذار لن تشارك وستتضامن مع حزب الله، والأمر أصبح معروفًا بشكل واضح.
حكومة وحدة وطنية
ويرى هاشم في ظل الظرف الاستثنائي أنه يجب الانتباه للأخطار المحيطة بلبنان، والانطلاق منها لمعالجة الأزمة الحكومية للوصول إلى حكومة وحدة وطنية، وعند قول البعض إن هكذا حكومات فشلت، فنحن كنّا حينها في ظرف استثنائي والأخطار كانت تحيط بنا في تلك المرحلة، اليوم الوضع يختلف كليًا ما يحتم مشاركة الجميع وتحملهم المسؤولية، لذلك حكومة وفاق أو شراكة أو وحدة وطنية المهم أن تكون هناك مشاركة من كل القوى الفاعلة والتي لها وزن سياسي معروف.
ويلفت هاشم إالى أن الشروط التعجيزية التي يضعها الفريق الآخر هي التي تؤخر تشكيل الحكومة اليوم، والتي تريد الوصول إلى حكومة وفق رؤيتها وشروطها، وهذا لن يتحقق على الأرض.
ويأمل ألا تتأخر الحكومة في التشكيل لكن حتى هذه اللحظة إذا لم تصفُ النوايا فلن يحصل أي تشكيل، وإذا ما استمرت الأمور على هذا المنوال فإن نشهد حكومة في لبنان لا الآن ولا في وقت بعيد.