اصبح الارهاب من اكثر المصطلحات تداولا في وسائل الاعلام المختلفة وبكل اللغات، بل هو البند الاول على طاولة اجتماعات أي مسؤول مع مسؤول اخر على وجه الكرة الارضية حتى ولو كان الاجتماع يتعلق باختيار ملكة جمال الكون.
المشكلة هنا ان الغرب الصق الارهاب بنا نحن العرب المسلمون، على قاعدة المثل الشعبي الدارج عندنا «قوك غصب» مع انهم هم اول من مارسوا الارهاب في العالم ابتداء من قتلهم للهنود الحمر في القارة الامريكية بحجة مدنية الرجل الابيض وعصريته، وهي التي لاتزال تؤرق الشعب الامريكي حتى اليوم مرورا بمجزرة هيروشيما ونكازاكي اليابانيتين وما لحق بهما من تدمير هائل وقتل لملايين البشر، وانتهاء بفيتنام والعراق وافغانستان التي ضربتهم بكل ما تملك من قوة باسلحتها الممنوعة وغير الممنوعة والقنابل الذكية وغير الذكية.
اسرائيل ربيبة هذا الغرب ومدللته والذي اباح لها كل اشكال الارهاب الذي تمارسه في فلسطين منذ احتلالها لها عام 1948 وحتى اليوم تحت يافطة الدفاع عن النفس، وسمح لها ان تمد ذراعيها الى كل العواصم العربية بحجة الحفاظ على امنها القومي، مع ان العارفين في الشؤون الدولية اجمعوا ان اسرائيل هي اول من اخترعت الارهاب ومارسته لاول مرة وبشكل رسمي واتخذته سلاحا لتحقيق مآربها التوسعية، كما فعلت في تفجيرها لفندق الملك داوود واغتيالها لمندوب الامم المتحدة «الكونت فولك برنادوت» الذي تجرأ وتحدث عن الارهاب الاسرائيلي، ثم المجازر التي قامت بها من دير ياسين، الى قبيه، الى قانا، الى صبرا وشاتيلا في لبنان، الى السموع، الى كفر قاسم، الى الحرم الابراهيمي، الى غزة التي دمرها بالكامل وحولها الى جحيم لا يطاق، والقائمة تطول الى ان جاء حرقهم للرضيع الفلسطيني وعائلته حينما اضرموا النار بمنزلهم بدوما بالضفة الغربية على مرآى ومسمع من العالم اجمع، والعالم مع الاسف لايزال يغمض عينيه وكانه لا يبصر الا ما يقوم به العرب دفاعا مشروعا عن اوطانهم التي احتلت، وحرماتهم التي انتهكت، وثرواتهم التي نهبت.
لا أحد يقول في هذا العالم اليوم كلمة واحدة وهي اضعف الايمان بحق هؤلاء الارهابيين الاسرائيليين وما يقومون به من ارهاب منظم تجاه الفلسطينيين الذي جردهم العالم من كل شيء، ولا أحد يسمي الاشياء بمسمياتها، ليقول ان الجرائم الاسرائيلية هي الارهاب بعينه بل وبكل صلافة ووقاحة ما بعدها وقاحة يقولون ان ما تقوم به اسرائيل من قتل للاطفال وتدمير للممتلكات ونهب للاراضي لبناء المستوطنات هو دفاع عن النفس وكان الرضيع الفلسطيني الدوابشه كان يعتلي دبابة الميركافا الحديثة ويقض بها مضاجع اليهود في تل ابيب.
اقول: اذا كان العالم حقيقة يريد مكافحة الارهاب والقضاء عليه واجتثاثه من جذوره، ويوفر عليه هذا الجهد المضني الذي يقوم به، ويحول ثمن هذه الاسلحة التي يقاتل بها شرقا وغربا شمالا وجنوبا لتنمية بلادهم ورفاهية شعوبهم، فعليهم ان يبدأوا باسرائيل اولا فهي الجذر الاساس لهذا الارهاب الذي يضرب في كل مكان، فينهوا على الاقل احتلالها للضفة الغربية ويعيدوهم الى حدود ما قبل الـ 67 لانه ليس من المعقول لعاقل ان يبدأ بالنتائج قبل معرفة الاسباب الا اذا كان ارهاب اسرائيل بالنسبة لهم هو المباح دون غيره فقط.