عواصم-الكاشف نيوز
كشفت الوثيقة السرية لاجتماعات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين التي وصفت بـ"الخطيرة جداً" عن سعي جماعة الإخوان لإحداث انقسام هيكلي داخل المؤسسة العسكرية المصرية عبر اختراق (الإخوان المسلمين) للجيش المصري وكسب ولاء قياداته.
ودعت الإخوان من خلال الوثيقة لاستنفار الجماعة في العالم لوضع خطة عمل سريعة لإنقاذهم بعد الضربة التي تلقتها الجماعة في مصر بعد انحياز القوات المسلحة للمطالب الشعبية المشروعة.
وشارك في الاجتماعات السرية للإخوان في اسطنبول مندوبون عن مكتب الإرشاد العالمي، وأعضاء الجهاز السياسي العالمي، ومندوبو جهاز التخطيط، ومندوبون عن جميع أفرع التنظيم في الدول العربية وأوربا بالإضافة لممثلين عن التنظيم في مصر وحماس.
ومثل هذه الاجتماعات تهدف حسب زعم قيادات الإخوان لإنقاذ الجماعة في مقرها الأقوى عالميًا وهو مصر.
وطالبت الوثيقة بالاستفادة من رموز الإخوان في الحشد وأبرزهم كل من "على العمري، طارق السويدان، محمد العريفي" وخاصة أن صفحة كل منهم على مواقع التواصل الاجتماعي تضم عشرات الآلاف من المريدين.
الترسانة الدعوية
كما طالبت الوثيقة السرية بتوظيف الترسانة الدعوية "راغب السرجاني، خالد أبوشادي، محمد حسان، جمال عبدالهادي" ودعوتهم لتحويل صفحاتهم للدفاع عن الشرعية المزعومة، وتفعيل التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض عزل مرسي، واستهداف وإبراز الفنانين والمخرجين والمثقفين في ميدان رابعة العدوية، واستيعاب الشباب الموجود في الميادين وإعطائه دورًا حيويًا وإبراز بعضهم إعلاميًا من خلال إعداد قائمة بأسمائهم وأرقام هواتفهم وتعميمها على مختلف وسائل الإعلام مما سيعطي انطباعا أن الميدان نقطة جذب عالمية فتزيد الحماسة.
أما الاستراتيجية الثانية للحشد الضاغط، حسب الوثيقة السرية التي تسربت لعديد من وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية التابعة للجماعة واخرى عربية، فهي تعتمد على صناعة نقاط ضعف وثغرات مؤثرة فيما وصفوه بـ" الانقلاب العسكري" على الشرعية أو البحث عنها وتوظيفها.
وتهدف الاستراتيجية الثالثة، حسب الوثيقة إلى نشر كل ملفات الفساد المتاحة عن كل ما أطلقوا عليهم "الانقلابيين" في مصر والعصيان المدني ومحاصرة مؤسسات الدولة السيادية وأبرزها:" قصور الرئاسة - وزارة الدفاع - الحرس الجمهوري - وزارة الداخلية - ماسبيرو - مدينة الإنتاج الإعلامي - المحكمة الدستورية".
كما يهدف الإخوان، من خلال الوثيقة الدعوة إلى تعليق عضوية مصر في المنظمات الدولية، واللجوء إلى المحاكم الدولية، ورصد الموقف الدولي والإقليمي والتصعيد حسب التيقن من مدى قبوله لتصرفات العسكر، وكيفية تعامله معه، والتركيز على العداوة التي ستنشأ مع الغرب إذا انحاز إلى ما أطلقوا عليه الدكتاتورية، ودور الفكر المعتدل في استقرار أوضاع الجاليات المسلمة فيه.
وحسب وثيقة جماعة الإخوان فالمخاطر المحتملة على الجماعة داخل مصر، واندماج بعض أنصار الجماعة بالتيارات السلفية سيؤثر سلبًا في المستقبل على جماهير الجماعة، والإقصاء الذاتي، ليس بالابتعاد عن السياسة فقط، بل عن النشاط المجتمعي كله وهذا أخطر ما يمكن أن يواجه الجماعة في المرحلة القريبة المقبلة، مما يغذي الاتجاهات الإسلامية المتشددة.
وهناك سيناريو آخر، حسب الوثيقة يقضي باللجوء إلى عسكرة الصراع وهو ما وصفته الوثيقة بالخيار الكارثي حيث أنه سيقود إلى تدمير البلاد على غرار ما يحدث في سوريا.
حماس وانتقاد أحزاب
وانتقد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حزب النور وحزب الوسط وحزب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية) على مواقفهم خلال عام من حكم الإخوان. وحسب الوثيقة التي تحدد استراتيجية وضعها ذراع التخطيط في التنظيم الدولي، الذي يحمل اسم "المركز الدولي للدراسات والتدريب"، فإن حركة حماس هي الأكثر تضررًا من التغيير في مصر.
وترصد الوثيقة عددا من الدول التي يمكن الاستفادة من مواقفها ومساعداتها مثل تركيا وقطر وكذلك بعض الدعاة في مصر والخليج ممن يدعمون الاخوان او يرتبطون بهم.
ويخشى التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، بحسب الوثيقة، من العودة الى ظاهرة العمل السري مع تزايد مشاعر الاضطهاد لدى قادة الجماعة وصعوبة السيطرة على ردود التيار المؤيد والمتمسك بـ"شرعية" الرئيس المصري المعزول خاصة بين شباب الإخوان.
مخاوف من انشقاقات
كذلك أعربت الوثيقة عن مخاوف من حدوث انشقاقات داخل الجماعة بخروج بعض شباب الإخوان على قيادة الجماعة بحجة أنها تسببت في صدام مع الجيش والقوى السياسية الأخرى. وبحسب الوثيقة فإن ما حدث أدى الى تراجع الدعم للثورة السورية وإطالة عمر حكومة بشار الأسد.
ووضعت الوثيقة عددا من السيناريوهات والمقترحات للتعامل مع الموقف ترجح منها الصمود والدفاع عن الشرعية بالنفس الطويل ورفض المساس بـ»شرعية الرئيس المنتخب» مهما بلغت الضغوط والعمل على إحداث تصدعات في الجيش تصل إلى حد الانشقاق.
وتخشى الجماعة من حدوث تفاعلات تنظيمية حادة داخل الجماعة، ربما تصل إلى انشقاقات وتصدعات وانتقال مجموعات فيها من الحالة الأربكانية إلى الحالة الأردوغانية، بأن يخرج بعض شباب الجماعة الأكثر انفتاحًا على التيارات السياسية الأخرى على قيادة الجماعة، وأن يقوم هؤلاء الشباب بمراجعة صارمة للمرحلة السابقة من وجهة نظره، ويعيد هيكلة علاقته بالأوساط السياسية وربما الانشقاق والخروج عن الجماعة والتحالف مع التيارات الإسلامية الأخرى وتشكيل حزب سياسي ذي نزعة إسلامية على غرار التجربة التركية.
الدولة البوليسية والراية البيضاء
وأشد ما يخشاه الإخوان، كما ورد في الوثيقة السرية هو العودة للدولة البوليسية أشد مما كانت عليه وتكرار سيناريو عام 54، بانقلاب جمال عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب، والتنكيل بالجماعة مع رغبة قوية وعارمة لدى فلول الحزب الوطني وأمن الدولة في التنكيل بالإخوان والانتقام منهم، وحدوث انشقاقات وتصدعات ومراجعات للتنظيم القديم، والدفع باتجاه شيطنة الجماعة واعتبارها جماعة إرهابية تمارس العنف خاصة باتجاه الجيش والشرطة.
أما السيناريوهات المتاحة للتعامل مع عزل الجماعة "حسب الوثيقة المسربة" عن اجتماعات اسطنبول، فهي سيناريو "الراية البيضاء" الذي يعبر عن الرفض التام والقبول بالأمر الواقع والتسليم الكامل بلا قيد أو شرط، واستقرار الأوضاع وبدء خريطة الطريق المعلنة التي ستؤدي إلى استمرار تحكم الجيش في مفاصل الدولة، مع وجود رئيس بشكل صوري وقبول هذه الترتيبات دوليًا وإقليميًا بسهولة، أما السيناريو المر البديل وهو "طرح الثقة" وهي إمكانية القبول بتطبيق المادة (150) من الدستور التي تؤدي إلى طرح الثقة واستفتاء الجماهير على بقاء الرئيس المعزول محمد مرسي.
الخيارات المربكة
وحسب الوثيقة تقوم الجماعة باستراتيجيات "الخيارات المربكة"، الاستراتيجية الأولى هي الحشد والاعتصام، والاحتجاجات السلمية من خلال الاعتصامات الأسبوعية بالتنسيق مع بعض المجموعات الشبابية التي لها خلاف مع الجيش سابقًا، فوفق تلك الاستراتيجية من يستطيع الاستمرار على الأرض لفترة أكبر يمكنه أن يفرض شروطه، واللجوء إلى استمرار الحشد الضاغط بقوة والاعتصام السلمي في محيط رابعة العدوية تحديدًا باعتباره ركيزة القوة وغيرها من المحافظات خاصة في الصعيد والمحافظات الحدودية وبعض المدن في الدلتا والتصعيد بجميع الطرق السلمية سواء بتسيير المظاهرات أو بتنظيم المليونيات، وتوظيف جو رمضان لتكثيف الاعتصامات والفعاليات والإضاءة على المشاركة العائلية والنسائية والتنوع في المعتصمين، والتظاهر السلمي أمام البعثات الدبلوماسية المصرية في كل أنحاء العالم.