ثمة ظواهر قد تفرض احساسا شعبيا بان السيد عباس على وشك الرحيل في غطون شهر او ثلاث، بل اشارات وعوامل ذاتية وموضوعية قد فرضت هذا النوع من التفكير الذي يتجنح لفهم الواقع الفلسطيني والدولي والاقليمي في مثلت الاستقراء الشعبي بحتمية رحيل الرئيس، حاسة سادسة تمرس عليها الشعب الفلسطيني من خلال تجربته النضالية الطويلة ومعاناته وخاصة في ظروف قيادة الرئيس للشعب الفلسطيني التي استمرت عشر سنوات في قفزة عن القوانيين المنظمة للسلطة والتي انتهت فترته الرئاسية منذ عام 2009م
ماتم تدوله واصبح حديث الشارع الفلسطيني منذ شهور، تجاوز الرئيس سن 80 من العمر واستحالة استمراره على رأس الهرم السياسي الفلسطيني لظروف صحية افتراضا بحسن النوايا بعيدا عن السياسة والاخفاق او النجاح في مسيرته الرئاسية وبالتالي التكهنات والاستقراءات بخليفة عباس والاكثر شعبية وقوة ومن لع علاقات اقليمية ودولية مضافة الى العمق الشعبي المساند والتي تلخصت في عدة اسماء""" محمد دحلان،، مروان البرغوثي،، فياض، اللواء فرج، شتية،، الطيراوي، واستحداثا للتكهنات صائب عريقات الذي دفع به السيد عباس الى امانة سر التنفيذية وهو وجه مقرب اسرائيليا وامريكيا ويمثل نهج عباس في مقولة الحياة مفاوضات.
كل من المرشحين والذين تم تداول اسمائهم في مقدمتهم محمد دحلان الذي يمتلك قاعدة شعبية عريضة وعلاقات اقليمية ودولية واسعة هو اوفر دعما ومساندة في الاوساط الشعبية والكادرية الحركية،مع الاخذ بالاعتبار ان اختيار خليفة لعباس لا يقتصر فقط في عوامل اختياره كما حلل بعض المحلليين على الشعب الفلسطيني وهو تحليل عاطفي لاننا شعب بلا سيادة وشعب ما زال لا يمتلك القدرة على تثبيت خياراته، بل العامل الاقليمي والدولي والاحتلال لهم النصيب الاوفر في صياغة المناخات لتحديد خلافة عباس، فالوطنية الفلسطينية بعد اوسلو تم استحداث مواصفاتها في ظل اتصالات عربية وفلسطينية شاملة مع الاسرائيليين، والمهم كيف نتجاوز اوسلو لصالح الثوابت الفلسطينية وعملية البناء المجتمعي والمدني والاكاديمي للشعب الفلسطيني ، وفي ظل تصورات سياسية متعددة لمستقبل الدولة الفلسطينية ، ففي الايام القليلة الماضية اقترح رئيس اسرائيلي الفدرالية مع الفلسطينيين اي الاتجاه للدولة الواحدة ، وهناك اقتراحات لان تكون غزة مع توسعات كركيزة للدولة الفلسطينية وتصور امني ومدني للضفة.
المهم في هذا الموضوع ان عباس قد هدد سابقا بالاستقالة بل في الايام القليلة الماضية، وجديا يبحث عباس في قضية رحيله ، فعلى المستوى السياسي والجمود الحادث لنضوب الخيارات لدى الرئيس وفشل المفاوضات والاستيطان وتهويد القدس وارهاب المستوطنيين في الضفة والانقسام قد فقد عباس مبرر وجوده في السلطة، وخاصة المرافق لمعضلات الفقر والبطالة مضافة للعوامل السابقة، وتراجع دولي واقليمي في التعامل مع عباس، التي تفرض عليه موقف العجز المطلق في معالجة القضايا الفلسطينية المحلية باقل تعديل.
مصر قد تكون لاعبا اساسيا كما هي الاردن في اختيار خليفة عباس ولابد من توافق مصري اردني لاختيار الخليفة ما يهم الامن القومي والاقليمي المصري والاردني معا.
الاحساس الشعبي بقرب رحيل عباس احساسا صادقا ململما المناخات السياسية والوطنية والمعضلات الحياتية التي تصادف ويواجهها الشعب الفلسطيني في بقايا الوطن، الشعب الفلسطيني ينتظر وعلى احر من الجمر رحيل الرئيس عباس ، وينتظر من خليفة عباس حل معضلاته من البطالة والفقر والقضايا الوطنيةفي حدود برنامج منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب اعادة صياغة للمؤسسة السياسية والامنية وبرنامجها.
لم يكن الاحساس الشعبي الا برهان لحالة الفشل المطلق لحقبة رئاسة الرئيس، بل قد نقول ان قرار عباس بالرحيل اتى بناء على اشارات دولية واقليمية بوجوب رحيلة، فما زلت اتذكر كلام وزير خارجية امريكا كيري اثناء اجتماعه مع وزراء خارجية اوروبا عندما قال :: لكي تستأنف عملية السلام يجي رحيل عباس او نتنياهو او الاثنين معا "" وبالديموقراطية الاسرائيلية فاز نتنياهو رغم العراقيل والتدخلات الامريكية اذا الحلقة الاضعف هي رحيل عباس...
لا نريد ان نستبق الاحداث هل سيكون الرحيل قصريا او سلسا وامنا، المهم هناك رحيل لعباس والخروج الابدي من الرئاسة وحياة الشعب الفلسطيني، ولكن هل نشهد الفوضى ...؟؟ ام ان هناك اجهزة امنية واحتلال يسيطران على الضفة وامن يسيطر على غزة والدخول الى مرجعية منظمة التحرير بقيادة مؤقته تمهد لانتخابات..!!
ام نشهد تجنحا في كلا من الضفة وغزة وتكون نهاية المشروع الوطني على الاقل في هذا الزمن الاغبر..... اسئلة واستفاهمات كثيرة ما بعد رحيل عباس..؟؟؟ ونهاية نتمنى السلامة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.