يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الاقصى، البارحة، والاقتحامات تتوالى، وكل يومين حادثة، والاقصى من مسؤولية الاردن، وهي مسؤولية شريفة في كل الاحوال.
حراسات الاقصى من الاردن، من موظفي الاوقاف الاردنية في القدس، وبعضهم جاء من الاردن،وتم اعتقاله سابقا، ومن الفلسطينيين الذين يرابطون في الاقصى لحمايته، تطوعا او وظيفة.
الاردنيون الذين يحرسون الاقصى ارسلتهم عمان الى القدس لاجل هذه المهمة، وهي مهمة شريفة لايختلف عليها احد، بل يراها الجميع شرفا في الاخرة قبل الدنيا.
لقد بات ضروريا اليوم التفكير بحل جديد، في ظل توالي الاقتحامات الاسرائيلية، حل مبتكر يكون ممكنا، بغير مواصلة ترقب المشهد وتفاصيله.
اسرائيل حين تعيد التأكيد على مصطلح حفاظها على» الوضع القائم» في الحرم القدسي، تعني هنا تحديدا، السماح للاسرائيليين بزيارة الاقصى، في ساعات محددة، والمصطلح لايعرف كثيرون حين يكررون استعماله، انه يعني شراكة اليهود في الحرم القدسي، وللاسف فأننا سياسيا نفرح بكل تأكيد اسرائيلي على صيانة « الوضع القائم» ووراء المصطلح معنى آخر يقر بحق الإسرائيليين ان يدخلوا للحرم القدسي.
في كل الحالات، لايتوقف المستوطنون عن محاولات اقتحام الاقصى، ولا عن تدنيسه، ولا عن التهديد بتقاسم الحرم القدسي، وكل الحراسات المدنية للاقصى لم تعد كافية لمواجهة مايفعله الاسرائيليون هذه الايام، والاردن مسؤول، على محمل الامانة، وليس الاتهام، وعليه ان يجد حلا جذريا لهذا الوضع، حتى لايتحمل كلفة هدم المسجد لاحقا.
لابد من زيادة الحراسات على الحرم القدسي، اما بتعيين مقدسيين جدد، او ارسال حراسات مدنية مدربة عسكريا او عسكرية من الاردن، واذا كان يستحيل ان تقبل اسرائيل مثلا بارسال افراد من الجيش الاردني، او اي حراسات عسكرية اردنية، لحماية الاقصى، لاعتبارات تتعلق برفض اسرائيل لوجود مثل هؤلاء فلا بد من ارسال حراسات مدنية مدربة عسكريا، وقادرة على صد هذه الاقتحامات، في الحد الادنى.
المراهنة على المرابطين في القدس، امر جيد، لكننا نرى ان هذا امر غير كاف ابدا، ولان المسؤولية ليست مجرد كلام، أو بيان رسمي في وجه الاعتداءات، فلا بد من خطوات اضافية، ونحن هنا بلا شك، نؤمن بأنه لولا الاردن ووجوده ورعايته للمقدسات، لحدث ماهو اسوأ بكثير، والمؤكد ايضا حتى لاننتقص الاردن، ان هذه المهمة صعبة وليست سهلة، وتريد اسرائيل الاضرار بها تدريجيا، لفرض الامر الواقع في المسجد الاقصى.
نريد تعزيز حراسات الاقصى، بعسكريين او مدنيين مدربين عسكريا، حراسات قادمة من الاردن، لاتخشى بالدرجة الاولى تهديدات اسرائيل لها بسحب الاقامة، او هدم البيوت وغير ذلك من عقوبات قد تلوح بها اسرائيل لموظفي الاوقاف الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس، في ظل هذا الوضع ، فدورهم كحراس، وعيشهم تحت الاحتلال وسكاكينه، مشهد يتسبب بضعف شديد في خاصرة الاقصى والحرم.
لعل هناك من يسمع ويستجيب، بغير البيانات المملة التي لاتساوي حبرها.