لا نعرف ما هو سر إصرار الاخوان غير الشرعيين على مخالفة القوانين وفشلهم في حفظ ماء وجههم في الحفاظ على ما تبقى لهم من تاريخ سياسي باستعراضات فاشلة لم تزدهم الا تأزيما سياسيا وشعبيا.
وبدلا من ان يعود هؤلاء الى رشدهم والجلوس مع انفسهم ومحاسبتها على ما ارتكبوه من اخطاء بحق الاردن وشعبه وقيادته ورموزه، يواصلون الجنوح الى الاثم بسبب تلك العزة التي فقدوها بكبرتهم وغرورهم السياسي الذي عبر عنه هؤلاء في اكثر من مناسبة بانهم اكبر من القوانين على اعتبار ان شرعيتهم يستمدونها من الشارع الذي لم يعد لهم فيه الا قلة بعدما تكشفت مخططاتهم بدءا من مشروعهم السياسي الأم الذي سقط في مصر وليس انتهاء بتدريبات اتباعهم من الشباب العسكرية في منطقة العالوك بمحافظة الزرقاء.
وكلما اتجه القول لحصر ما كان يعانيه الاخوان المسلمون قبل ان تنقسم الجماعة الى شرعية وغير شرعية بانها مشكلة داخلية، تواصلت محاولات القادة السابقون للعمل الاخواني ابان ايام الحراك بالعمل والتخطيط لتصوير ما يجري بانه مواجهة مع الدولة واجهزتها الرسمية والامنية.
وبعد ان قال القانون كلمته ومنح طالبي ترخيص الجماعة كجمعية تخضع للتشريعات المعمول بها حاليا، ليس ذنب الدولة الاردنية ان يجن جنون هؤلاء الذين لا يزالون يعتقدون ان الدكتور محمد مرسي سيعود الى كرسي الرئاسة في مصر وان « التغاضي الرسمي » سيستمر عن مخالفات الجماعة من قبل الطامعين بالسيطرة على الحكم من قياداتها بحكم انها جزء من النسيج الشعبي الاردني.
ومن يتذكر في الشهر الفضيل ان الجهات الرسمية منعت اقامة مآدب افطار لهذه المجموعة من باب انهم تقدموا بطلب ذلك بصفتهم جماعة الاخوان المسلمين وهم ليسوا كذلك لان الجماعة الشرعية اصبح لها يافطة ومقر وقيادة بحكم القانون الذي مر بقنواته الدستورية. ولو ان اصحاب الطلب دعوا الى مآدب الافطار بصفتهم الشخصية لما اضطروا الحصول على اي اذن رسمي لان ذلك يندرج في سياق الحريات والعلاقات الشخصية.
اما ان يستندب هؤلاء شخصيات اردنية معروفة ايضا باجنداتها المضادة للاردن وامنه ويستعرضون امام عدسات اعلامهم بخيول تؤجر للراغبين بالتنزه خلال رحلاتهم السياحية، فهذا يدل على الافلاس السياسي الذي اصاب هؤلاء، ورغبتهم في خوض معارك « دنكوشوتية « املا في الوصول الى مبتغاهم الذي لم يعد واضح المعالم ليس للاخرين وانما لهم انفسهم.
ولعل الذي يخشى من يصرون على التبعية لتنظيم دولي تم حظره في الدولة المحتضنة له بتهمة الارهاب، ان ينشر غسيلهم الجديد في وسائل الاعلام الخلافات التي دبت بين قيادات هذه المجموعة لقناعة بعضها بان ما يمارس ليس اكثر من عبث بالهواء وان البقاء في المشهد السياسي يتطلب ترخيص جماعة جديدة باسم مختلف او العودة الى السياسة الراشدة مع الجماعة الجديدة المرخصة او العودة من بوابة حزب جبهة العمل الاسلامي بصفته الجهة القانونية الوحيدة المتبقية لهم.
اما الشباب الذين يتم تضليلهم فيما يسمى معسكرات التدريب لهذه الجماعة غير الشرعية فواجب المجتمع جميعا بكل فئاته واطيافه ان يتظافروا على تذويب تطرفهم وفتح افاق الامل وانتشالهم من مستنقع استغلالهم باسم الدين لغايات سياسية باتت معروفة للجميع.
الاسلام وجد لتنظيم المعاملات بين الناس وحفظ حقوقهم وتبيان واجباتهم وليس لاقصاء الاخرين وتكفير من التزم باركان الاسلام وآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقضائه وقدره وصان حقوق الاخرين لانه ليس على هوى فئة ارتدت عباءة الدين لاهداف دنيوية.
الطريق الى الجنة لا يأتي بقتل الابرياء وسفك الدماء واثارة الرعب في قلوب الساكنين، وانما بالحسنى والضوابط الشرعية التي انبثقت منها رسالة عمان لتواصل ارساء لغة الحوار والتسامح ونبذ العنف وبناء الانسان في كل بقاع العالم.