أخر الأخبار
صواريخ الجولان : لـعبـةٌ قـديمـة !!
صواريخ الجولان : لـعبـةٌ قـديمـة !!

لا هي «صُدْفة» ولا أمراً عارضاً فَتْح جبهة الجولان التي بقيت صامته صمْت أهل القبور لسنوات طويلة وأغلب الظن أنَّ المقصود هو إظهار وفي هذا الوقت بالذات أن التحالف الإيراني, دولة الولي الفقيه ومعها نظام بشار الأسد وحزب الله وباقي الشراذم الطائفية المستوردة, بعدما أفلس في حسم المعركة مع المعارضة السورية أراد توسيع الدائرة بافتعال مواجهة مع «العدو الصهيوني» لإعطاء الحرب التي يخوضها بعداً غير بعدها المستمر منذ أكثر من أربعة أعوام وكانت النتيجة إفلاساً سياسياً وعسكرياً بكل «جداره» . 
وبالطبع فإنَّ رد إسرائيل قد جاء قاسياً وبلا أي مبرر منطقي طالما أن القذائف التي أُطلقت من مواقع الجيش النظامي قد اقتصرت على حريق محدود في أعشاب «ناشفة» والواضح أن الهدف هو إفهام نظام بشار الأسد ومعه حلفاؤه الإيرانيون ألَّا يلعبوا مع الإسرائيليين هذه اللعبة ويبدو أن هذه الرسالة المغمسة بالدم قد وصلت إلى دمشق وطهران إذْ أنَّ الرَّد وكالعادة قد جاء صمتاً وامتناعاً عن الرد وبروح «رياضية عالية» ! 
 لقد كررت إسرائيل «عدوانها الغاشم» على سوريا قبل اختراق طائراتها المقاتلة لحاجز الصوت فوق قصر بشار الأسد في القرداحة وبعد ذلك لكن ردَّ نظام «المقاومة والممانعة»!! بقي ابتلاع الإهانة بعد الإهانة بحجة عدم السماح لـ «العدو الصهيوني» بجرِّ دمشق لمعركة قبل أوانها وبحجة أن الرد سيكون في المكان المناسب والوقت المناسب وبالطبع فإن هذا الرد بقي مجرد كلام في كلام وحيث بقي الإسرائيليون يكررون إهاناتهم لهذا النظام على الطالع والنازل . 
أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة 
            ربداء تجفل من صفير الصافر 
 فقبل أيام قليلة تعرضت منطقة «دوما» في الغوطة الشرقية إلى حرب فناءٍ بشري وحرب إبادة شاركت فيها المروحيات بالبراميل المتفجرة وشاركت فيها الصواريخ الفراغية والحجة وجود مواقع للمعارضة في هذه المنطقة وهذا حصل في حلب وحماه وحمص وحصل في كل مكان في سوريا سابقاً ولاحقاً وهو بقي يحصل يومياً على مدى الأعوام الأربعة الماضية .
 الآن تغرق سوريا في الدماء وهي مهددة فعلاً بالتشظي والانقسام وغالبية شعبها أصبح مشرداً تفتك به المجاعات والأمراض وتبتلع الآلاف منه ومن أطفاله بحور الظلمات لكن هذا النظام الذي أصبح قراره في طهران وفي موسكو وفي ضاحية بيروت الجنوبية عند حسن نصر الله مستمرٌ بالإمعان بغيِّه وببطشه وبدمويته وكل هذا مع أن المفترض أن يكون متسامحاً مع شعبه كتسامحه مع: «العدو الصهيوني» .
الإسرائيليون قالوا أو «إدَّعوا» أن إيران هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ التي أطلقتها على مواقع في هضبة الجولان حركة الجهاد الإسلامي لكن هذه الحركة التي يقودها رمضان شلح نفت هذا نفياً قاطعاً مما يعني أن نظام الأسد هو من لجأ إلى هذا الاستعراض الصاروخي ليقول للسوريين أنه يحارب على جبهتين: جبهة «الإرهاب» وجبهة العدو الصهيوني وحقيقة أن هذه اللعبة قديمة ومكشوفة ولكثرة ما تكررت فإنه لم يعد يصدقها حتى المغرر بهم وحتى أصحاب أنصاف العقول.