أخر الأخبار
«الضمان», «العربي», «الغاز» وحجم المؤامرة الحقيقي!
«الضمان», «العربي», «الغاز» وحجم المؤامرة الحقيقي!

حين تفجّرت مزاعم الشركة القطرية بشرائها اسهم الضمان في بنك الاسكان, ارتفعت انفجارات الداخل الاردني في وجه اكبر حاضن للرأسمال الوطني وفي وجه الحكومة.. وفي وجه كل ما تمثله الدولة الاردنية من التزامات وطنية واخلاقية فقد ارتفعت الاتهامات: الفساد يصل الى مال الشعب رئيس صندوق الاستثمار يبيع حصة الضمان لشركة قطرية ماذا يحدث في اكبر صندوق استثمار اردني؟
كانت قصة «الربيع العربي» تأكل في قلب الاردن والمنطقة. وكان رهان المخلصين هو وعي الاردنيين لخطورة المرحلة وخطورة الاتهام فليس من المعقول اتهام شخصية اردنية كالدكتور ياسر العدوان, وليس من المعقول أن يسهم قطريون عرب في هدم مؤسستين: صندوق الضمان وبنك الاسكان.
وحتى نفهم العلاقة الجدلية بين مثل هذه الانفجارات - وهي لا تقل عن انفجارات الفنادق في عمان - وبين التفخيخ المشترك الصهيوني - الثوري العربي, برزت قصة ادعاء يهود نيويورك على البنك العربي - وهو بكل التعريفات النفيسة بنك اردني - بأنه يموّل الارهاب. وهو ادعاء يعرف الذين ذهبوا للبحث عن التفاصيل التي ثمنها مليارات الدولارات. فليس هناك من هو أشطر من المحامي الصهيوني, في محكمة اميركية.
ومثلما بدأت انفجارات صندوق الضمان والبنك العربي كان هذا الاسبوع موعد الكشف عن زيف الادعاء العربي - الصهيوني, وخروج المؤسستين من المؤامرة بأنصع وجه, وأعلى جبين.
والناس اصحاب ذاكرة ضعيفة, فهم لا يتذكرون حجم المؤامرة والذين كانوا وراءها, والذين روّجوا لها في الشارع. رغم أنها في عمر العامين فقط. ولعل الاهم ليس الاحتفال بكشف هذه المؤامرة, وانما ملاحقة كل الذين روجوا لها في الداخل الاردني من مدّعي الحرص على أموال الاردنيين. ومدّعي الحرص على نزاهة الدولة, ومدّعي الحفاظ على الاردن، فالمؤسسات التي شملتها المؤامرة قادرة على ملاحقة سابلة العرب وسابلة الصهيونية.
اذا فهمنا حجم الكارثة التي كانت تنتظر بلدنا الطيب من وراء المؤامرة المالية، فان علينا ان نضيف الى ذلك عمليات نسف خطوط الغاز المصري المتجهة الى الاردن باسم منع وصول الغاز الى اسرائيل، فان خسارة الأربع مليارات دولار في معادلة الكهرباء وديون الدولة لم تكن اقل، ذلك ان وقاحة الادعاء لمن لا يعرف كانت واضحة، لأن التدمير شمل الخط المتجه الى الاردن وليس الخط المتجه الى اسرائيل.
سيتكفل المستقبل بكشف «قصة الربيع العربي» على حقيقتها، مع ان ما يجري في سوريا هو أوضح نموذج لفظاعة التخطيط والتنفيذ، ولا نريد ان نعمم على مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق، لكن الكارثة القومية كأوضح ما تكون بالتحقق مما يجري في سوريا بالذات.
وما كان يمكن ان يجري في بلدنا فنحن عندنا الجيش والأمن والقيادة.. لذلك توجهت المؤامرة الى الاقتصاد والمال.
لقد آن للأردنيين ان يفهموا ويطردوا الطوابير الخامسة من الشارع السياسي، فمال الضمان الاجتماعي بخير، ومال البنك العربي بخير، وقد تكلفنا اربعة مليارات دينار بقطع الغاز المصري عن معامل الطاقة، ولكننا نتعلم كيف نتفادى الصهاينة، والحرامية والنصابين.. ونعيد لبلدنا صحته وثقته بنفسه.