مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني و الذي يعتبر من اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين و لذلك يطلق علية ايضا اسم عاصمة الشتات، حيث يبلغ عدد سكانه حوالي مئة و عشرون الف لاجئ على مساحة لا تتجاوز الكيلو متر مربع، وهو نفس المساحة و نفس عدد السكان تقريبا لمخيم جباليا الذي نشأت و ترعرعت فيه ، و لذلك استطيع ان اتخيل الظروف الانسانية المأساوية هناك . بين الحين و الاخر و يصعد اسم عين الحلوة الى واجهة . في الغالب يسمع عن تجدد الاشتباكات بين حركة فتح و قوى اخرى ، خاصة ما يسمى بجند الشام من تكفيريين و ظلاميين و هاربين من العدالة وجدوا لهم ملجاء في احدى اجزاء المخيم. و كثيرا ما يسمع عن اغتيال كادر او قيادي فتحاوي كما حدث مؤخرا من اغتيال للقائد الفتحاوي العميد طلال البلاونة ، وكما هو حادث اليوم من تجدد للاشتباكات و التوصل الى وقف لاطلاق النار و من ثم تجدد الاشتباكات بعد ان ينهار الاتفاق المره تلو الاخرى. لا شك انه و في ظل الانقسام الفتحاوي ، خاصة بعد القرار الظالم الذي اتخذته اللجنة المركزية لحركة فتح بحق العميد اللينو قائد الكفاح المسلح و الذي كان و ما زال اهم شخصية عسكرية في المخيم مع الاحترام لباقي القيادات، اعتقد اعداء الوطنية الفلسطينية قبل ان يكونوا اعداء لحركة فتح و خصومها ان اللحظة مناسبة للانقضاض على هذة الحركة و انهاء وجودها ليس فقط في عين الحلوة ، بل في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان. العميد اللينو الذي تعرض الى عملية تشويه ممنهجة وصلت الى حد الاتهام بالخيانة ، لتجريدة ليس فقط من فتحاويتة بل من وطنيتة ايضا ، بما في ذلك محاولة تحريض السلطة اللبنانية علية و على من يمثل في داخل خركة فتح ، غير مكترثين لما سيحدث من اضعاف لموقف حركة فتح و ابناءها ، كان من المفروض ان يقف العميد اللينو و رفاقة موقف المتفرج لما يحدث من اعتداءات على ابناء فتح و قياداتها على اعتبار انه اصبح الان خارج الحركة. لكن ما حدث عكس ذلك تماما. لم يكترث العميد اللينو لكل محاولات التشوية التي تعرض لها ، و لكل التقارير الكاذبة التي ارسلت هنا وهناك ، وخاصة للامن اللبناني و التي بعضها صور الامر على ان هناك مؤامرة على فلسطين و لبنان معا يقودها اللينو و رفاقة، و التي تعاملت معها السلطات اللبنانية ، وخاصة مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم على انها تتنافى على الاقل لما يراه على ارض الواقع، حيث ما يراه ان العميد اللينو يشكل صمام امان ليس فقط للفلسطينين في المخيم بل للامن في لبنان ايضا و انه و رفاقة جزء من الحل و ليس جزء من المشكلة كما حاول ان يصورها البعض. اللينو لم يكترث لكل الاجراءات التي اتخذت بحقة ، و لم يكترث لكل الاقلام الصفراء التي شاركت و مازالت في حملة التشوية بحقة وحق اخوتة الذين يحملون ارواحهم على اكفهم دفاعا عن المخيم و ابناءة و دفاعا عن فتح و كرامتها التي تداس بين الحين و الاخر في انتظار قرار قد لا يصل او يصل متأخرا جدا و بعد فوات الاوان. هو في الحقيقة يعكس القيم الفتحاوية الطاهرة التي نفتقدها في هذا الزمان ليس فقط على مستوى الافراد بل على مستوى القيادة. وفق اخلاق هؤلاء ، لو اراد اللينو ان يتصرف بنفس منطقهم و سلوكهم و دسائسهم و تفاهاتهم ، من المفروض ان يجلس جانبا ، متفرجا على ابناء فتح و هم يذبحون ، و يقول كما قال من سبقه في مواقف مشابهه بأن هذه المعركة ليست معركتي ، و اذا كان يريد ان يكون اكثر نذالة كما يتصرف البعض و يبحث عن الخلاص الشخصي او المصلحة الشخصية مفروض ان يتحالف مع هؤلاء التكفيريين و الظلاميين. لكن انسان بحجم اللينو و ووطنيته و فتحاويتة و اخلاقة لا يمكن الا ان ينتصر لابناء شعبه و ابناء تنظيمة، دون النظر الى كل الحسابات الشخصية الضيقة . ليس لدية فرق بين فتحاوي و فتحاوي لادراكة ان فتح اكبر من كل الاسماء و المسميات و المواقع و ان دماء ابناء فتح مقدسة بغض النظر عن مواقفهم سواء منه او من غيرة. مشكلة مخيم عين الحلوة لن تنتهي الا في حالة واحدة فقط، اذا استعادة حركة فتح عافيتها ووحدتها و كرست كل الامكانيات و الموارد و القرارات من اجل تحقيق ذلك. الاشتباكات و المناوشات و الاغتيالات لن تتوقف طالما هناك من لا يخشى العقاب الصارم و الفوري. الى ان يتحقق ذلك سيبقى عين الحلوة في عيون اللينو و رفاقة و كل الاوفياء المخلصين لهذا المخيم المكلوم.