في ظل المشهد اللبناني الذي طغت عليه النفايات السياسية. فإن الازمة الحقيقية التي يمر بها هذا البلد لا تتعدى ازمة سياسية لعبت فيها بعض الاطراف دورا هاما في تغذيتها. مراقبون يرون في تزايد التصاعدات الاحتجاجية في لبنان تقدما نحو طرق اصعب في حل ازمته.فالمسالة اللبنانية لا تتعلق بالنفايات بقدر انها حُمى السياسة التي لم تعد تحدد طريقها حسب ما تعودنا.
بل بدأت تسلك طرقا اخرى وليس من المستبعد ان يدخل السياسيون حتى دورات المياه او المناهل الصحية لتصبح فتيلا لهم لتفجير الاوضاع. السؤال الاكثر اهميا: هل القمامة اللبنانية مرتبطة بسرطان الشرق وان كانت كذلك فالمقلق ان تخرج هذه الازمة من نطاق الاحتجاجات وسقف المطالبات والمواجهات الى ما هو اخطر. يتمثل بحل الحكومة ليعيد لبنان للخلفية السابقة.
الا ان الرهان على استنتاجات اكيدة بالسياسة هو خطا. وهنا رهان البعض على قدرة تمام سلام رئيس الحكومة البنانية بانهاء ما يحدث في بلده او انه غير قادر لتجسيد الواقع. واقع لبنان الذي ارهقته الازمات.وعليه اذا اردنا ان نحدد حالة هذا البلد الذي بات مرتبكا باطفاء ناره.
فأعتقد كما الكثيرون مثلي انه دخل نقطة الخطر ان لم يتداركها العرب. ولكن هيهات والسرطان قد انتشر بمعظم البلاد العربية.حينها لعله المخاض الذي نخشى ان يتولد منه ربيع عربي جديد ولكن هذه المرة من رحم النفايات.