هزت صورة الطفل السوري «ايلان» العالم بعد نشر لقطة له ووجهه الى رمل شواطئ تركيا، والصورة تصنع سياسة، وعلى الارجح ستؤدي الى تغيرات عميقة في العالم ازاء الحرب السورية، وللصور اسبقيات في هذا الصدد. هناك صور هزت العالم، واوقف حروبا، من اشهرها صورة الطفلة الفيتنامية»كيمفان»وتم التقاط الصورة عام 1972 في قرية»ترانجبانج»الفيتنامية بواسطة المصورالصحفي نيك أوت المولود في الهند الصينية،وتظهرالطفلة الفيتنامية في الصورعارية تماماً وهي تجري منطلقة في اتجاه الكاميرا وهي تصرخ من احتراق جسدها من الخلف بفعل القوات الفيتنامية الجنوبية،حيث قامت الطائرات الفيتنامية الجنوبية بالتنسيق مع القوات الأمريكية بقصف قرية «تراجبانج»بقنبلة نابالم بعدما إحتلتها القوات الفيتنامية الشمالية، وبعد عدة سنوات من نجاتها صرحت الفتاة بأنها كانت تصرخ قائلة ساخن جداً، وادت تلك الصورة الى وقف الحرب في فيتنام. وراء صورة، ايلان كردي، قصة اخرى، فالعرب ينشغلون فقط بالعويل على الطفل، والاختلاف على من يتحمل مسؤوليته، وجريمة رحيله بهذه الطريقة، فيما العالم سوف يتداعى سياسيا تحت وطأة الصورة وسيسأل عن مصير الحرب السورية. الفرق هنا واضح، العرب يريدون الصورة لتوزيع الاتهامات والمسؤوليات والعالم سوف يتكأ عليها بشأن الحرب السورية والموقف منها، وللغرب تحديدا مواقف سابقة. اغلب العرب يحملون النظام الرسمي، والبعض الاخر يحمل داعش والنصرة ، وآخرون يحملون الجيش الحر، وفريق يحمل الدول العربية التي تدعم الثورة السورية، وتسمع عن آخرين يقولون ان المسؤول هو والده الذي ضحى به بهذه الطريقة وغامر به، وشلة اخرى تقول ان المسؤول عن مقتله دول العالم التي تدير الفوضى في سورية. يتوزع دم الطفل اذا على القبائل، بدلا من حصر المسؤولية بشكل واع ودقيق، فإذا كان هناك شركاء في المسؤولية، فأن المسؤول الاول هو نظام دمشق، لانه لم يتعامل بشكل صحيح مع بدايات الثورة السورية، ولو امتلك الذكاء حقا، لاستوعب شعبه في الايام الاولى للثورة السورية، وهو يرى كيف انفجرت شعوب، وسقطت انظمة عربية. لكننا نسأل فقط عن ذهنيتين فقط، الذهنية العربية المستثارة عاطفيا وتوزع المسؤوليات على الجناة، وتختلف بشأن هوية المسؤول عن رحيل الطفل بهكذا طريقة، والذهنية الغربية التي سوف توظف الصورة لحساباتها، لوقف الحرب السورية، اما عبر اسقاط النظام او مصالحته، او اي طريقة كانت. لايمكن اذن ان نعتبرها مجرد صورة عادية، وستذكرون ان «ايلان كردي» لم يكن مجرد طفل شهيد على شواطئ تركيا، بل سببا لحسم الصراع السوري، لكن بأي اتجاه...الله وحده اعلم؟!.