انشاء منطقة صناعية في جنين بمصانع تركية وإسرائيلية ودعم أميركي على طريقة QIZ. له دليل واحد هو أن «أصحاب العقائد»، يمكن أن يتعاملوا مع الواقع، أكثر من اصحاب الاعتدال.
- فتركيا لم تقترح غزّة موقعاً لأول منطقة صناعية وإنما اقترحت الضفة.. جنين ثم أريحا وبيت لحم.
- وإسرائيل وهي تصدّر إلى الضفة ثلثي حاجتها من السلع والمنتجات الصناعية والخدمية. و80% من منتجها، لم تحسبها على طريقة شطّار العرب، بأن تركيا ستأخذ من الحصة الإسرائيلية، ذلك أن تحسّن الاقتصاد الفلسطيني سيرفع من قيمة التصدير الإسرائيلي.. ثم ان منتجات المدينة الصناعية هي للتصدير.. ومعفاة من الجمارك والرسوم لانها كذلك، لكن وصولها الى الاسواق الفلسطينية والاسرائيلية ستكون مُحمّلة بالجمارك والرسوم، ثم أن التصدير سيكون من ميناء حيفا .
- ماذا سيقول حلفاء تركيا من حماس غزة، او حمساويي الضفة . هل سيعتبرون ذلك تعاوناً مع اسرائيل؟. ألا يلاحظون ان اقامة ميناء ومطار في غزة سيكون مطلبا عبثيا حتى لو اقيمت مدن صناعية ألمانية وتركية في غزة ومدنها .
ثم لماذا لا يكون معبر كرم أبو سالم هو ممر المنتج الغزاوي للتصدير ومن ميناء حيفا؟!.
هذه الأسئلة طرحها قادة حماس على أنفسهم وعلى توني بلير. وهي السبب الذي كان وراء الاتصالات غير المباشرة بين حماس وحكومة نتنياهو. وقد نشرت صحف إسرائيلية خلال هذا الاسبوع عرضا اسرائيليا حمله بلير الى القاهرة، وعرضه على قادة حماس (ابو مرزوق) يقول العرض: مقابل هدنة طويلة تتجاوز العشر سنوات، والاعتراف بحدود القطاع كما كان في 4حزيران 1967 (حدود القطاع وليس دولة فلسطين) وذلك مقابل اقامة ميناء ومطار في غزة، والعودة إلى اجراءات فتح المعابر كما كفلته اوروبا، ودون رقابة جنود، وشرطة السلطة الوطنية!!.
وهذا عرض يشبه عروض اوسلو سوى ان «دولة فلسطين» سيتم استبدالها بقطاع غزة .
متى تدرك الاحزاب والمنظمات الفلسطينية ان كل ما جرى خلال العشرين عاماً من المفاوضات لم يكن الا طحناً في الهواء. وان الاستيطان هو الثابت الوحيد على الأرض؟!. ومتى تدرك المقاومة الحمساوية، ان اطلاق صواريخ لا تقتل لا يزحزح المخطط الاسرائيلي شبرا واحدا، فخروج شارون من مستوطنات غزة، هو الموازي لانسحابه من جنوب لبنان: كسبنا انسحاب الاحتلال، وخسرنا الدولة. فحماس الغت السلطة، والغت شعار الدولة، وحزب الله كذلك الغى الدولة اللبنانية وصار يحكمها.
تركيا دولة صديقة، وكذلك ألمانيا والولايات المتحدة، وهذه دول وجدت الحل في تطوير اقتصاد المناطق المحتلة وربطه بالهيمنة الاسرائيلية.. وسوقها الأميركي .
منطقة QIZ التركية في جنين هي النموذج الذي ترحب فيه اسرائيل بالعلاقات الطيبة القديمة مع تركيا، ويساعد اردوغان على ابتلاع حادث سفينة الاغاثة وقتلاها التسعة، واذلال مبدأ التحالف الإسلامي .