لعبة الحاوي كثيرا من الصبية يعشقونها لما فيها من تغيير حقيقة الاشياء والمنطق والموضوعية، ويعشقون حركات الحاوي الخفيفة الرشيقة برغم انها تفضح سلوكه الاحتيالي،وفي الجانب الاخر من الشارع الفلسطيني نجد هواة لعبة الثلاث ورقات وهي لعبة مشهورة للنصب والاحتيال على السذج والطامعين للحصول على اموال تعنبر في نظرهم كبيرة ولكن ما يجدوا انفسهم الا ساقطين في وحل الافلاس امام ضحكات من صانع اللعبة وخفته ورشاقة انامله.
مشاهد لا يخلو منها الشارع الفلسطيني ومؤسسته السياسية والتنظيمية التي تخضع لهاذين المفهومين والمشهدين السابقين،
لا ثوابت في المؤسسة الفلسطينية من قمة هرمها المتمثل بسلطة السيد الرئيس المتعددة الى باقي الهياكل التنظيمية والسياسية الفلسطينية، قد تفيد اللعبتين السابقتين في الصراع مع العدو وتكونان ذات جدوى في الوصول الى الهدف المنشود، ولكن ان يتحول المشهدان الى مهنة الترويض والاشباع الذاتي للرئيس والمؤسسة السياسية التي هي بلا سياسة او برنامج فهذا هو الخطر بعينة وعندما تسلط الرغبات على كيفية ابتداع السلوك لترويض الشعب او تركيعه تحت منطق السذاجة او الاذعان للرغبات للحاوي او صانع لعبة الثلاث ورقات. وربما ظاهرة الافلاس مقرونة ببدع قد تشتت ماتشتته ذهنيا وثقافيا.
استقالة الرئيس من عدمه منوال متوالي من خلال مشاهد لعبة الحاوي والثلاث ورقات، وامام عجز الفريق المحيط على ان يؤدي اي دور بدون فخامة الرئيس ، فتصبح قصة الاستقالة هي من مضمون لعبة الحاوي وصانع لعبة الثلاث ورقات معا
على مدار اكثر من سنة الرئيس يهدد بالاستقالة وهناك فارق كبير بين ما نطق ابو عمار في المجلس الوطني عندما قال""" شفولكم حمار يجر العربة غيري""" وبين حمار عباس الاعرج بعد ان نسف على مدار عقد من الزمن اي بنية صحية للمؤسسة الفلسطينية سواء السياسية او الثقافية او الامنية او الاجتماعية وبالمعنى الشامل المؤسسة الوطنية.
قصة الاستقالة المقرونة الان باجتماع للمجلس الوطني وبمن حضر ورفض عباس تشكيل لجنة تحضيرية من القوى الوطنية والاسلامية تدخل في نطاق لعبة الحاوي وترتيباته بلعبة الثلاث ورقات اما لحالة تيه تفرض خروج مظاهرات من السذج والمنتفعين لتقول جددنا البيعة يا ابو مازن....... او ترتيبات لخروج امن لثروة واخطاء فاحشة ارتكبت بحق بقايا ما يسمى المشروع الوطني والمؤسسة الفلسطينية.
ربما يريد بعدا اخر ايضا في انعقاد المؤتمر ليفرض مشهد صادم وتحت الامر الواقع في المؤتمر الحركي السابع وان لم يكن المشهد صادم فانه خلط معاكس قد يكون مهاما ووظيفيا لما ينتج عنه ويتمخض في المؤتمر السابع من لجنة مركزية ومجلس ثوري.
وفي سياق المفهوم العام وتفاصيله للعبة الحاوي عندما سأله احدهم في اجتماع التنفيذية: كيف ستذهب للامم المتحدة وانت مستقيل من رئاسة منظمة التحرير...؟؟؟ اجاب : بانه سيذهب كرئيس لدولة فلسطين...!! وهذا مؤشر خطير لغياب الدور الفعلي للمنظمة طالما تغنى الحاوي بالمنظمة والممثل الشرعي والوحيد وانه يخوض1 الانتخابات باسمها مع الجانب الاسرائيلي، خلط اوراق متعمد ومتعدد.
وفي جانب اخر عن اعداد تقرير عن الصندوق القومي : علق الحاوي بانه لاضرورة لذلك لانه ما فيه شيءز..!!!!! غريب امر هذا الحاوي ..... وهنا كان من المفروض من الجراءة للاخرين ان يسالوا سيادة الرئيس اين اموال الصندوق القومي ..... واين ذهبت وصرفت ومن هو المتحكم في ذلك الصرفز..؟؟؟ ولكن يبدو ان سحر الحاوي امام عدم شجاعة الجمهور المحيط من المؤسسة قد جبنوا امام براعة الحاوي وخياراته المتعددة.
بالتاكيد ان المؤسسة الفلسطينية بكل جوانبها اصبحت مجيرة لبرنامج الحاوي ومهرجانه والاعيبه وكل ما نستطيع قوله ان الرئيس قد يحضر من المتدربين تحت يديه حواة قد يذهب ما تبقى من امل في صياغة مؤسسة فلسطينية موزونة تخضع لمقاييس برنامج وطني حقيقي وفعلي في مواجهة مشاكل اصبحت مستعصية على صعيد الصراع مع الاحتلال او مواجهة ومطاردة للحواة وصانعي لعبة الثلاث ورقات...