أخر الأخبار
لحماس وجوه كثيرة
لحماس وجوه كثيرة

الوجه الإخواني لحماس بات أكثر وضوحًا، دستور سليلة البنا وقطب هو المراوغة والاحتيال على البسطاء وتعتمد الفلسفة الحاكمة للحركة على استغلال البسطاء لتحقيق مكاسب سياسية فقط.

قال لي دبلوماسي روسي تم نقله من دمشق إلى القاهرة، إن داعش تمنح الشباب الانتحاري جواز سفر لدخول الجنة قبل تنفيذ أي عملية انتحارية، وطبعًا يسبقه شحن في عقول مغلقة عن الجهاد في سبيل الله وإقامة الدولة الإسلامية ثم يتحول الشحن إلى الجنة ونعيمها وحورها، ويتسلم الشاب المراهق أو الطفل جواز السفر إلى الجنة وينطلق يمارس إزهاق أرواح خلقها الله أغلبهم دون ذنب، وهم لم يفكروا أن هدم الكعبة حجرًا حجرًا كان أهون على رسول الله من إراقه دم مسلم.

الدجل الذي يمارسه من يتربح من التجارة بالدين بات مكشوفًا لعشرات الآلاف من الشباب فقدوا حياتهم على مدى التاريخ بفتاوى هؤلاء التجار.

حماس وأقرانها ليسوا بعيدين عن داعش وإخوانها، فالحركة التي ولدت بدعاية ضخمة أنها تحرر وطني لا تقبل غير إبادة “أحفاد القرده والخنازير” باتت اليوم تبرر التفاوض السري مع إسرائيل، وما قاله خالد مشعل قبل ساعات إنه يقبل بالتفاوض مع إسرائيل لظروف حياتية، خرج اليوم عليها عبر الأهرام العربي ليفتح الباب أمام الاعتراف بإسرائيل على حدود 67، وهو نفسه ما قبله العرب، وكانت حماس وإخوانها يكفّرون الكل من قبل التفاوض.

مشعل وتابعيه ومقربيه في الحركة اليوم بات عاشقًا -فجأة- للسعودية، يلعق الأحذية وصلاً إلى الرضا السعودي التى نالها هجوم شرس اقترب من مرحلة التكفير عندما طرح الملك السعودي الراحل مبادرة السلام العربية التي تبناها العرب في قمة بيروت.

مشعل وصبيته باتوا متقرغون تمامًا لإرضاء السعودية حتى أن الحركة التي كانت تصمت أمام كل عملية إرهابية تحدث فى بلدان العرب من المحيط إلى الخليج، بل وتشارك السفاحون والقتلة التبرير لسفك الدماء فوجئنا بها تدين وتشجب الهجوم على مسجد تابع لقوات الأمن السعودية، ويكلف مشعل أحد صبيته بالتفرغ للمرور على القنوات وإصدار بيانات الشجب والإدانة، فى حين أن الحركة نفسها مارست صمتًا مريبًا عندما هاجم انتحاريون وسفاحون مقر الكتيبة 101 بالعريش، وحتى الهجمات على الأكمنة في الشيخ زويد روجت وسائل إعلام تابعة لصبية مشعل لبيانات “مزيفة” عن العمليات.

الحقيقة أن ورقة التوت التى سترت عورات خالد مشعل قد سقطت وبات مكشوفًا أمام الجميع، حتى في السعودية التي يلعق البيادة لها الآن، وهو متوهم أن السلطات السعودية قد تبتلع مرة أخرى بضاعته التى أتلفها من تاجر بالقضية الفلسطينية، وتاجر قبلها وبعدها بالدين.

هل تقبل مصر حكم القراصنة وقُطَّاع الطرق السياسية على حدودها الشرقية..لا أظن.